أحدهم تصور بظهوره اليومي على شاشة فضائيته بأنه الإعلامي الأوحد في العراق ، وتصوره لم يأت من فراغ ، فهو يقتفي أثر زعيم حزبه ومساعيه في حمل لقب الحزب الحاكم ، ولاسيما أن الأجواء السياسية الحالية والقاعدة البرلمانية الحالية بجهود ممثلي الشعب قد تحقق أهداف الزعيم ، والشاعر الحلاوي موفق محمد استشرف نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة حين قال مخاطبا الناخب العراقي " شلوا يمينك واستعانوا بالذئاب على يسارك ، هذا جزاؤك أن تموت بصوتك واختيارك، ولو كتله فدوة الشعب محروك كلك وإذا، ماطولنا بالحكم حيل وعساه بانكس" والإعلامي الأوحد يعمل على وفق هذه القاعدة فهو العريف الوحيد المكلف بقيادة فصيل من الجنود في واحدة من عشر فضائيات أو أكثر يقال إنها مدعومة من دولة مجاورة ، معروفة في الأوساط الإعلامية ، ولدى المشاهدين، وباستطاعتهم تسمية الفضائيات بأسماء أصحابها، من كبار المسؤولين ، والقادة السياسيين ، بحرصها على تغطية نشاطاتهم ، وخصوصا زياراتهم إلى عواصم دول غير عربية الجوار ولقاء مسؤولين هناك من دون الاستعانة بمترجم.
إعلاميون ضمن فصيل العريف فروا نادمين بعد أن جربوا العمل معه في فضائيته ، لأنهم لم ينفذوا الواجبات بشكل صحيح ، فاستحقوا العقوبة ، على بث خبر عن نشاط وزير وضع ضمن الخطوط الحمر لتلك الفضائية العاملة بخيوط العريف الثلاثة وأوامره الصارمة .
الجيل الجديد من الشباب العراقيين ربما لا يعرفون أهمية العريف وخيوطه الثلاثة، في الوحدة العسكرية ، فهو الأقرب إلى الجنود من الآمرين الضباط، وباسم هؤلاء يحكم ويعاقب بالسجن والتدريب الإضافي ، والقيام بتنظيف المرافق الصحية مع السجناء ، وطاعته واجبة ، وأوامره لا تقبل التأجيل والتأخير ، وبإمكانه أن يجعل جنود فصيله يرون نجوم الظهر عندما يدون أسماء المخالفين في سجل المذنبين تمهيدا لتقديمهم إلى الآمر في اليوم التالي ، وأقل عقوبة ستكون زيان نمرة صفر بماكنة حلاقة يدوية لا تصلح لجز الصوف .
في سنوات الفقر المدقع اضطر الكثير من أبناء قرى الجنوب وخاصة في لواء الناصرية قبل أن يصبح محافظة ذي قار إلى التطوع بالجيش ، لضمان الحصول على راتب شهري لمساعدة أسرهم الفلاحية ، ولطالما عبر آباء الفلاحين عن سعادتهم بانضمام أبنائهم في صفوف الجيش ، وأحدهم عندما يرد على سؤال يستفسر عن رتبة الابن، يأتي الجواب ، المحروس يحمل ثلاثة خيوط ، وتحت يده عشرات الجنود ، ويأكل الصمون الأبيض المخصص الضباط.
خبر الوزير أثار غضب "العريف الإعلامي الأوحد" ففتح سجل المذنبين لمعاقبة جنوده ، وأعطى صورة واضحة لتماسك القوى والكتل المنضوية ضمن تحالف واحد ، عندما شد أطرافه بالخيوط الثلاثة ، وأبدى استعداده للتبرع بها للكابينة الوزارية لتحافظ هي الأخرى على وحدتها لإنجاز برنامج الحكومة الحالية قبل انتهاء عمرها ، وتتحول إلى تصريف أعمال وليس إلى صرف إعمار.
إعلامي برتبة عريف
[post-views]
نشر في: 6 إبريل, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 1
المدقق
كلامك كله نص ردن .. انصحك بان تشتري نصف متر قماش لكي يصبح ردن كامل