نعم هكذا كان ردّ فعلي الذهني وأنا اقرأ أمس تصريح مستشار وزير الخارجية الأميركي برَت مَكغورك.. حضر تعبير "بالمشمش" في رأسي في الحال إذ قرأت قوله: "سننتظر من الحكومة العراقية تطبيق أقوالها".
مَكغورك كان يتحدث في عاصمتنا أول من أمس الى عدد من الصحفيين، معلناً أن إيقاف العنف في سوريا لا يأتي إلا "بتنحي بشار الأسد"، وهذا التنحي سيكون أعجل وأسهل إذا ما تم "إيقاف عبور الطائرات الإيرانية عبر الأجواء العراقية".
الطائرات الإيرانية المطلوب وقف تحليقها في الأجواء العراقية عابرة الى سوريا هي تلك التي تحمل أسلحة وذخائر فتاكة يستعملها بشار الأسد في إبادة شعبه منذ سنتين. الأميركيون يعرفون ما يقولون.. لديهم عيون ترى وآذان تسمع، كثيرة وكبيرة مبثوثة في الفضاء وعلى الأرض، وهم قالوا إن ايران تجهّز الأسد بأدوات القتل الجماعي التي تعبر الى سوريا مروراً بأراضينا وأجوائنا.
لم يعد الإيرانيون يذهبون الى سوريا للزيارة أو السياحة أو التبضع، كما كانوا يفعلون قبل انطلاق الانتفاضة السورية، والطائرات الإيرانية عابرة الأجواء العراقية الى سوريا لا تطير فارغة .. إنها طائرات موت تحمل وسائل إفناء البشر والحجر.
المستشار مَكغورك قال إن إدارة بلاده "تعتقد أن خيار الحوار بين جميع الأطراف في سوريا هو الأفضل للوصول إلى نتيجة تجاه العنف الذي يحصل هناك"، بيد أن هذا الخيار، كما استدرك "لا يحصل إلا بتنحي بشار الأسد عن الحكم، عن طريق الضغط عليه، بإيقاف عبور الطائرات الإيرانية عبر الأجواء العراقية إلى سوريا".
وكشف المستشار الأميركي عن أن مسؤولي حكومتنا وعدوا إدارة بلاده بأنهم "لن يسمحوا بمرور طلقة واحدة إلى سوريا عبر الأجواء العراقية"، وقال "سننتظر من الحكومة العراقية تطبيق أقوالها".
عبثاً يا سيد مَكغورك ستنتظر.. وبالمشمش ستطبق حكومتنا أقوالها لكم، فليس في وسع من ينكث العهد مع أهله أن يفي بالوعد مع الآخرين. هذه الحكومة وعدتنا قبل سنتين بتحقيق كل ما نحلم به. وما حلمنا به كان ينحصر في حقوق أولية لنا، ولم يكن صعب المنال، فلم ينطو على طلب باجتراح معجزات.. تظاهرنا مطالبين بمكافحة الفساد المالي والاداري وبحصة تموينية "مال أوادم" وبتوفير الامن والكهرباء وتبليط الشوارع والأزقة ورفع الأزبال منها وسحب المياه الآسنة والاهتمام بصحتنا وتعليمنا، وتنمية زراعتنا وصناعتنا لإيجاد فرص عمل لخريجينا العاطلين.. كل هذا من مئات مليارات الدولارات المتدفقة على خزينة الدولة من نفطنا وليس من جيب أبي أحد من حكامنا.
حكومتنا التي قمعت يومها مظاهراتنا السلمية بوحشية سافرة تعهدت لنا، بعد أن تحديناها ونزلنا الى الشوارع رغم أنفها وعسكرها، بتحقيق كل مطالبنا التي أقرّت بشرعيتها ودستوريتها، واستمهلتنا مئة يوم ثم مئة أخرى، لكنها لم تفِ بالوعد حتى اليوم بعد مرور 760 يوماً بالتمام والكمال، فالكهرباء على حالها، والحصة التموينية والشوارع.. وكل شيء .. بل إننا اليوم في حال سياسية وأمنية أسوأ مما كنا عليها يومذاك.
بالمشمش يا سيد مكغورك ستطبّق حكومتنا تعهدها لكم بمنع مرور حتى "طلقة واحدة" من إيران الى بشار الأسد.
جميع التعليقات 5
أحمد هاشم الحسيني
وهل هي دعوة تحريض يا سيد عدنان ضد سوريا وهل ما تتعرض له سوريا التي آوتك بقرار حكومتها بالطبع في أحلك الظروف أنت والآلاف مثلك بما في ذلك صاحب جريدتك بعد أن سدت أمامكم كل أبواب العالم بما فيها دول المنظومة الإشتراكية التي كنتم تسعون الى تطبيق نموذجها في الع
المدقق
ستبقون حاقدون ومنافقون طوال حياتكم لكنكم ستخسرون الجولة مع البطل ابو اسراء كما خسرها قبلكم كل من وقف ضده واسالوا القائمة العراقية التي مزقها وشتتها .. والحق بعلو ولا يعلى عليه .. وسيبقى المالكي هو الحق وانتم ومن ورائكم تمثلون البااااااااااااااااااااطل ...
رمزي الحيدر
المستشار الأمريكي مكغورك أكيد أنه أنسان ساذج ، لأيعرف أن وعود الطائفيون لبعضهم هي أقوى بكثير من الوعود الى أمريكا .
سلام سعد
الله يخليك استاذ عدنان يعني تتخيل امريكا تؤمر والمالكي يتلاعب بذيله من وراها ويخاطر بوجوده ويخالف أوامرها بصراحة مقالته هذه ما تقنع اي واحد بس اذا كان الغرض منها تهاجم المالكي لكن هذه الفذلكة الاعلامية وايران تعبر سلاح لسوريا ومن العراق هذا يعني امريكا تر
كاطع جواد
من يقول ان امريكا ساذجة الى هذا الحد فهو واهم ان ما فعلته امريكا في العراق من رسم للخارطة السياسية للعراق على اساس اثني وطائفي وما تناور به في القضية السورية هو ما يصب في البعد الاستراتيجي لمستقبل المنطقة واعني هنا مستقبل اسرائيل فكل ما يجري بالمنطقة هو