شاهدت مقاطع مسجلة من حديث مصور لسماحة المرجع الديني بشير النجفي ينتقد فيه سوء إدارة المالكي. أظنها المرة الأولى التي يظهر فيها، بالصورة والصوت، مرجع كبير بمنزلة النجفي ينتقد تخبط المالكي وبالاسم. تساءلت وأنا أتابع انتقاداته الصريحة والصحيحة للحكومة، عن سبب ظهورها مصورة في هذا الوقت بالذات فلم أجد جوابا يقنعني غير أن المرجعية شعرت بان الدكتاتورية قد عادت للعراق، وبالدليل، لذا عليها أن تجاهد في سبيل منعها. وأعظم الجهاد يبدأ بكلمة حق عند سلطان جائر.
عودة الدكتاتورية، مهما كان دين أو مذهب من يعود بها، تعني عودة صدام. وان تساهل الشعب مع أول بوادر ظهورها ظنا منه بأنها لن تستفحل، فسيدفع الثمن دما وخرابا إن حاول التخلص منها في ما بعد. وأول الغيث قطر ثم ينهمر. إن الدكتاتور كالمبرد الرفيع يحفر طريقه بنعومة نحو التسلط. وحين ينجح يتحول المبرد إلى سكاكين لقطع رأس الحرية والديمقراطية والداعين بها.
لا أخفي أن ما قاله المرجع النجفي يبعث الأمل في فرصة للخلاص من جور المالكي، لكني تمنيت لو أنه ظهر على الناس ليقول هذا في أول هطول قطرات غيث الاستبداد. كم كان مهما ومفيدا لقبر الدكتاتورية في مهدها، لو أن المرجعية أفتت بخروج الشعب للتظاهر ضد التستر على فساد "الداعية" فلاح السوداني وتهريبه من قبل الحكومة؟ كانت تلك أول خطوة من قبل دولة القانون جسّد فيها احتقاره للقانون وتشريعه للفساد. من عندها بدأ وضع حجر الأساس لمشروع بناء الدكتاتورية.
لو كان الشعب قد خرج في يومها وأسقط الحكومة لما أحتاج سماحة المرجع إلى أن يتألم متحدثا عن مفسدة صفقة الأسلحة مع روسيا. ولما أحتاج، أيضا، إلى التصريح بان الحكومة تستورد أطعمة فاسدة لتبيعها للشعب وهي لا تصلح طعاما حتى للحيوانات، حسب قوله.
لماذا انتظرت المرجعية كل هذا الوقت ولم تظهر امتعاضها من المالكي بالصورة والصوت إلى أن تمادى بطغيانه؟ أيرضيها انه صار يهين العراقيين كما كان يفعل صدام؟ ألم يقل صدام عنا بانا كنا سنظل حفاة لولا رعايته؟ وها هو المالكي بكل جرأة يقول بأنه لولاه لأصبحنا بلا وطن! قالها بصريح العبارة أن العراق، الذي عمره من أطول أعمار بلدان الدنيا، لولا دولة قانونه لانهار؟ فان قال صدام عنا كنا حفاة، فقوله ارحم ممن يرانا بدونه سنصبح مشردين بلا وطن يؤوينا.
وإن كانت الفأس قد وقعت بالرأس، لكن خراب البصرة، لا سمح الله، لم يحدث بعد. فيا سماحة المرجع المنصف والشجاع سمعتك تقول متمثلا بقول الإمام علي "تلك شقشقة هدرت ثم قرّت". أرجوك وأتوسل إليك أن لا تدعها تقر، حتى يتلاقفها الشعب منك فتتحول إلى تظاهرات لا تقرّ إلى أن تسقط الدكتاتورية.
جميع التعليقات 2
رمزي الحيدر
أبصملك بالعشرة .
hassan
الى الاداره المحترمه السلام عليكم انا تعرضت الى كلمات غير لائقه من الكاتب هاشم العقابي خلال مناقشته في موضوع كتبه على الفيس بك وقال لي ده طير وحبيت اعرف معنى هاي الكلمه هل هي عربيه هل هو اسلوبه مع الناس ام هي كلمه عربيه فصحى ارجو مساعدتي واجباره على شرح م