في واحدة من الأمسيات المميزة التي معرض أربيل الدولي الثامن للكتاب صدحت حنجرة العملاق سعدون جابر بمواويل من الجنوب وأغاني موصلية وأخرى كردية وليلهب مع الشاعر الكبير رياض النعماني أكف الحاضرين بالتصفيق والذين حلقوا مجدداً مع الأغنية العراقية الأصيلة وط
في واحدة من الأمسيات المميزة التي معرض أربيل الدولي الثامن للكتاب صدحت حنجرة العملاق سعدون جابر بمواويل من الجنوب وأغاني موصلية وأخرى كردية وليلهب مع الشاعر الكبير رياض النعماني أكف الحاضرين بالتصفيق والذين حلقوا مجدداً مع الأغنية العراقية الأصيلة وطيور سعدون جابر الطايرة وأشعار النعماني العذبة ومداخلات مدير الأمسية الشاعر والكاتب داوود أمين .
وكرر الفنان سعدون جابر ولأكثر من مرة في الأمسية عبارات السعادة والفرح لوقوفه أمام جمهوره الحبيب وبحضور واحد من أعمدة الصحافة العراقية الأستاذ فائق بطي والشاعر الكبير علي جعفر العلاق والذي رافقه منذ اليوم الأول لمسيرته الفنية إضافة الى المتألق رياض النعماني ، معرباً عن شكره وامتنانه لمؤسسة "المدى" والأستاذ فخري كريم الذي أتاح له الفرصة للغناء أمام جمهوره الذي يعشقه.
ونزولاً عند رغبة الجمهور غنى جابر أغنية (ياطيور الطايرة) مصحوبةً بعزفه على العود وأتبعها بأغنية (سمرا قتلتيني) الموصلية وبعدها أغنية كردية لشاعر من مدينة السليمانية وأغاني أخرى مثل (الّي مضيع ذهب) و(يا نجوى) و(لا تصدك اليحجون) في حين أعاد غناء موال (يجي يوم) وهو من إشعار الكبير مظفر النواب مبيناً أن هذا الشعر غناه للمرة الأولى قبل43 عاماً.
وفي إجابته على سؤال الجمهور عن التردي الحاصل في الأغنية العراقية بيّن جابر أن السبب الأساس هو سحب الدعم الحكومي عن الأغنية والتي كانت تتمتع في السابق وفي عقد السبعينات تحديداً بدعم متكامل سواء للفنان أو الملحن والشاعر وتقوم الدولة بتسجيل الأغنية وبثها وتوزيعها أي أنها تقدم الثقافة مجاناً ، معرباً عن أسفه للحالة التي بلغتها الأغنية اليوم والتي تركت للشركات التجارية تتصرف بها كيفما تشاء.
وفي سؤال آخر عن بداياته الفنية أجاب جابر: أني أشعر بتحقيق الكثير في حياتي الفنية والتي كنت أتمنى في بدايتها أن أكون واحداً من الذين أغنوا الأذن العراقية واقصد بهم الفنانين فاضل عواد وحسين نعمه وفؤاد سالم وياس خضر وطالما تساءلت إن كنت سأقترب منهم في يوم من الأيام واعتقد وبتواضع أني اقتربت.
وبطلب أيضاً من الجمهور ألقى الشاعر رياض النعماني قصيدته الجميلة (دك قلبي) وأتبعها بتوضيح أن الحزن في الأغنية والقصيدة العراقية ليس حزناً منكسراً ومخذولاً بل هو حزن شامخ واستشهد على ذلك بالطور المحمداوي الذي ينتهي بالبسته ذات الطابع المحبوب وغنى بالاشتراك مع الفنان سعدون جابر أحد أغاني مسعود العمارتلي . وأثنى النعماني على جهود مؤسسة "المدى" في خدمة الثقافة العراقية مبيناً انه الباب الواسع الذي ينشد للإنسان العراقي وهي النافذة الوحيدة المفتوحة لإدخال هواء الثقافة النظيفة ، داعياً القائمين عليها لبذل المزيد من أجل الفرد العراقي الذي يستحق كل ما هو جميل وأصيل. يذكر أن جماهير غفيرة حضرت الأمسية ومنذ وقت مبكر حيث شهدت صالة النشاطات المفتوحة داخل أروقة معرض أربيل للكتاب ازدحاما كبيراً لمشاهدة والاستماع الى الفنان سعدون جابر والشاعر رياض النعماني وتعالت أصوات الغناء والتصفيق في تناغم وانسجام افتقده الجمهور منذ فترة طويلة بحسب آراء وردود أفعال الحاضرين .