TOP

جريدة المدى > عام > هاني فحص يرسم بالكلمات صورتين لشوقي بزيع وجعفر حسن

هاني فحص يرسم بالكلمات صورتين لشوقي بزيع وجعفر حسن

نشر في: 7 إبريل, 2013: 09:01 م

أقيمت احتفالية مشتركة على المسرح المفتوح في معرض أربيل الدولي للكتاب للشاعر شوقي بزيع وللمطرب جعفر حسن وسط حضور بهي من المواطنين والمسؤولين ، وما ميز هذا الحفل هو ليست قصائد الشعر وأغنيات الفنان وإنما من كان مقرراً أن يديرها الباحث هاني فحص الذي اعتذ

أقيمت احتفالية مشتركة على المسرح المفتوح في معرض أربيل الدولي للكتاب للشاعر شوقي بزيع وللمطرب جعفر حسن وسط حضور بهي من المواطنين والمسؤولين ، وما ميز هذا الحفل هو ليست قصائد الشعر وأغنيات الفنان وإنما من كان مقرراً أن يديرها الباحث هاني فحص الذي اعتذر في اللحظات الأخيرة لمرض بسيط مفاجئ لكنه مع ذلك كتب عن المطرب والشاعر لذا ننشر ما كتبه نصاً

كردي ملتبس بالعربي

يقول فحص عن جعفر حسن ملحن، موزع موسيقى، عازف وقارئ نوطات وكتب، طويل، أسمر، نحيف ومتورط في الغناء السياسي، ونسأل الله أن لا يتورط السياسيون في الغناء بعد الغنى، حتى لا يورطونا أكثر مما ورطونا.

عتيق في ساحة الفن، أي حر، معتق عتيق وأصيل، والأصالة لا تعني عدم الحداثة، بل تقتضيها.

تعدى الأغنية الطربية الى المسرح ومسرح الأطفال خاصة، تماهى مع الطفولة فازداد براءة وصفاء وشفافية، لحن وغنى أو تغنى بشعر العمالقة (الجواهري ومحمود درويش الخ)، وسيم كما تقول مرآته في منزله وعيوننا، ومن جمالاته أنه مواطن عراقي، كردي ملتبس بالعربي.. والأشد التباساً فيه هو التباس الفنان بالإنسان...وما أشوقنا الى ازدهار التركيب في العراق!..وفي بلاد العرب..لأن البعد الواحد  فقر وموت وجهل...أسمعنا فأروانا، قلبه لكردستان ،شريكاً للجواهري ولنا في مكان كردستان المكين في الوجدان...وعرّج بنا على دجلة الخير، حياها، والفرات والزاب ينصتان له ويشربان ألحانه.. ويسقيان بساتين النخيل وأحواض الرازقي ،وحقول (الشلب)، ومروج النرجس، ويرويان عطش العراق الى الحب والحرية .جعفر ... حسن... خذ عودك وأشعل أصابعك عوداً تشتبه فيه الرائحة الزكية بالصوت الرخيم.

الشعر والنثـر

أما عن الشاعر شوقي بزيع يقول الباحث هاني فحص إن شوقي بزيع اثنان في واحد أو واحد في اثنين أو لا أدري  ماذا؟ ولكنني لولا شعره ما عرفته ولا عرفني ، ولئن خيرته بين شخصه وشعره لاختار شعره...وأنا اختار شوقي لأن شوقي  شاعراً وإن كتب نثراً

واصار حكم، وأنا ناثر، عندما أقرأ شعر شوقي أصحو وأسهر ...وعندما أقرأ نثره...أسكر وأسأل الله المغفرة...وقد يثيبني على سكري، لأن في شعر شوقي الكثير من الكحول أكثر من الكحول. وكأنه لا كحول..(لا فيها غول)..ومثلي لا يسكر صدقاً..إلا بالماء القراح(في الفارسية الخمرة (مي)والخمّارة ميخانه وتصبح بالعراقية ميحانه....وسعدي الشيرازي يقول"ميخانه أكر ساقي صاحب نظرادشت...ميخاري  وقشتي راه ورسم ديكري داشت"إذا كان في الحانة ساق ذو ذوق ونظر تتغير حالة الشرب والسكر  وطريقته)، وهذه الدواوين  عيون...في كلامه ، في كتابه (حجرة الكلمات) يميز بلطف بين النثر والشعر ويقول"القط بالمعنى الرمزي هو الشعر والفأر هو النثر، فالأول على سطوته وجماله  المرقط مغلول  الحركة ومثقل بقيود الشكل، والثاني على تواضعه وتقشفه الجسدي قادر على التغلغل عبر أضيق الثقوب البارزة والنفاذ الى أدق الواقع."

الطفولة لا تموت

شوقي بهذا الكلام أزاح من داخلي ما تبقى من عقدة نقص تجاه الشعر الذي طمحت إليه ولم يأتني فراودته وساورته نثراً

واسمعه ناثراً طفولته الحريص عليها"فالطفولة ليست شيئاً يموت فينا وينحل ما أن تنتهي دورتها، بل هي الكنز الذي نحمله في داخلنا على امتداد العمر،إنها الجسد الذي لا يبلى والكريات الصغيرة التي لا تحتاج إلا لهبة ريح لكي تلمع في عراء الإنسان"(من كتابه هجرة الكلمات..وكذلك المقطعان الآتيان)،اسمعوا وحافظوا على طفولتكم دليلا على نضجكم.

من شعره...سأختار أزراراً  لن أفك أكمامها أو عرواتها بالنقد..لن أوقظ الشعر المأخوذ بالوسن فيها...لن أزعجه ولن أزعجها ...سأصب عليها قطرات من حبي لأن الشعر وإن كان يروينا فانا ظامئ دائم الى حبنا،وفي دواوين شوقي أنت بين اثنين...فأما شعر أثيري يستولي عليك من دون أن تتمكن من القبض عليه...أو شعر مقطر أكثف من الوقت واعرض من المكان"وقلبي فائض وعيناي جحيمي""دع قميصك الذئب...كي تنتهي عاريا كما كنت...واهبط الى آخر البئر..كي تستحق جمالك."

يا شوقي

ومن أغنياته على نهر الليطاني يقول في مرثية نجلاء : إنها لم تمت .. ولكنها تتذرع بالصمت ، تتبع نحو الكلام الى عسل الروح _ لم تمت .. ولكنها سبقتنا الى الصمت ، أو سبقتنا الى الزرقة الساحرة.

وفي قصيدة ملكوت العزلة يقول الشاعر محمد عمران :

ليس في الجبة إلا الشعر .. والنار التي أوقدتها

تقتات من أسئلتي الجمر .. وتغلي في دمائي

وامشي ضد مجراي ... كما يصعد نهر باتجاه الغيم

من ديوان (شهوات مبكرة)

فضلاً عن الموهبة أو اللوثة الشعرية قولاً وعشقاً ... فان الفن يجعل الحياة ممكنة والشعر يورث إحساساً بالمشاركة الوجدانية عندما يستجيب للبداهات واللاوعي الأشد وعياً من الوعي .. كما سمعتم .. ما يعني أن علينا أن ننتبه ونتفرغ للشعر .. الذي يأتينا بالصور المتتالية وكأنها مفاجآت .

أذكر هنا قول نيتشه ( لعبت موسيقى بتهوفن في عصر الكبح والكبت الفكتوري دوراً في رفع مستوى الصحة العامة) وما أحوجنا الآن.. !

يا شوقي ، أيها المواطنون ، أيها الناس ، تعالوا نطهر عواطفنا بالفن ... واسمعوا (بيير بوليز) يقول : العمل الفني لا يتم الإعجاب به إلا كقطعة ممتازة بل جزء من الحياة الروحية.

شوقي اعذرني عن قلة تعليقي على شعرك ففي الحفلات الموسيقية في الهند حيث يدخل الناس ويخرجون بينما الموسيقى مستمرة وحيث يمنع النقاد من الحضور إلا إذا قرروا أن ينسوا العالم ويمارسوا حالة من التأمل يصبح ما وراء الموسيقى ... ما وراء الشعر .. ما في البئر أو الغيمة الزرقاء هو الوعي حصراً لأن المقام مفارق .. مقام وصول ... لعلنا قد وصلنا .. فلنعد من ديوانك الى الوطن لنحبه أكثر ونحبك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مدخل لدراسة الوعي

شخصيات أغنت عصرنا .. المعمار الدنماركي أوتسن

د. صبيح كلش: لوحاتي تجسّد آلام الإنسان العراقي وتستحضر قضاياه

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

في مديح الكُتب المملة

مقالات ذات صلة

في مديح الكُتب المملة
عام

في مديح الكُتب المملة

كه يلان محمدرحلة القراءة محفوفة بالعناويــــن المـــــــؤجلة مواجهتُها، ولايجدي نفعاً التسرعُ في فك مغاليقها.لأنَّ ذلك يتطلبُ مراناً، ونفساً طويلاً وتطبيعاً مع المواضيع التي تدرسها تلك الكُتــــب.لاشــكَّ إنَّ تذوق المعرفة يرافقه التشويق باستمرار،لكن الـــدروب إلى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram