اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > طلبة الجامعات بين الإجراءات الصارمة والمستقبل المجهول

طلبة الجامعات بين الإجراءات الصارمة والمستقبل المجهول

نشر في: 7 إبريل, 2013: 09:01 م

ازدهرت حفلات التخرج واجتاحت مجتمعاتنا بعد عام  2003، حيث تعدت في بعض الأحيان على الذوق العام وقد خرجت عن المألوف أحيانا ، وعلى الرغم من كل تلك المعوقات ، فما زالت الجامعات العراقية تشهد مراسيم حفلات التخرج ، منطلقة بأهازيج العوائل وهلاهل الأمهات

ازدهرت حفلات التخرج واجتاحت مجتمعاتنا بعد عام  2003، حيث تعدت في بعض الأحيان على الذوق العام وقد خرجت عن المألوف أحيانا ، وعلى الرغم من كل تلك المعوقات ، فما زالت الجامعات العراقية تشهد مراسيم حفلات التخرج ، منطلقة بأهازيج العوائل وهلاهل الأمهات اللواتي كدن ينسين طعم الفرح منذ سنوات ، حيث  تمتزج فيها دموع الفرح مع حرقة الوداع ، بعد أن جنوا ثمار جهودهم على مدار السنوات الأربع ، وبها اختتموا حياة جامعية حافلة بالذكريات الحزينة والمفرحة ، التي ستبقى عالقة في أذهان الكثير منهم ، وهم يشقون طريقهم الى النجاح  وتحقيق الذات .

(المدى) كانت السباقة في تغطية هذا الحفل الجامعي لهذا العام ، وارتأت التجوال بين طلبة الجامعات وأساتذتها لمواكبة هذا الاحتفال.

الطالب طه ياسين يقول لـ(المدى ) إن: حفلات التخرج لهذا العام أسوء من الأعوام السابقة  ،  فالحلم الذي انتابني منذ مراحل السنوات الأولى بات سدىً ، وابخس حقنا في التمتع بالحفلات الجامعية ، نتيجة لعدة تحفظات أبداها عمداء الجامعات حفاظا على سمعة الجامعة وتجاهلا لفرحة الطالب  ، ويوضح إن الغالب على الأزياء لهذا العام (الأزياء العربية) التي فرضت على الطلبة من قبل رئاسة الجامعة ، والتي لا تعكس وطنيتنا بشيء ، بل تعكس الوطنية من وجهة نظرهم .

 

حياة جامعية حافلة بالذكريات

بينما علقت الطالبة المتخرجة من كلية الإدارة والاقتصاد أنفال رياض لـ(المدى) قائلة :يحز في نفسي إنني سوف أفارق زملائي وزميلاتي الذين واكبتهم خلال فترة سنوات الجامعة ، وأنا أعيش شعورا لا يوصف وسط الأجواء التي أعدها زملائي للتخرج ، فالذكريات الجميلة ستبقى عالقة في أذهاننا .

وإما بالنسبة الى الطالبة المتخرجة من جامعة بغداد شهد عباس التي عبرت عن فرحتها ودموع الفرح في مقلتيها تقول لـ(المدى ) :أتمنى الموفقية والحياة الجميلة لجميع زملائي ، حيث يعجز اللسان وتصمت الكلمات للحديث عن مشاعري في هذه اللحظة ، التي اختلطت فيها أفراح النجاح ودموع الوداع ، فالدموع واكبت الفرحة وسبقتها.

إجراءات صارمة

إن اغلب جامعات بغداد لهذا العام تفتقر الى رغبات الطلاب هذا ما أكده خلال حديثه الطالب غزوان فيصل لـ (المدى ): إن القوانين التي  فرضها عميد كليتنا ، أثارت حفيظة العديد منا،  وهذا ما دفع الكثير من الطلاب لإقامة حفلات خارجية خاصة والعزوف عن إقامة حفلة تنكرية مجحفة وتحت إشراف رئاسة الجامعة.

حيث أصبح تنظيم الحفلات بيد عمداء الجامعة ،  لإبراز سيطرتهم وقوتهم على طلابهم ، هذا ما يبينه احد طلاب جامعة بغداد ميثم الغزي لـ (المدى): قام عميد الكلية بعقد اجتماع يوضح فيه مراسيم التخرج والخطوات التي يسير بموجبها الطالب ،  إضافة الى تحديد الشعارات المقتبسة لكل قسم متناسيا حق الطلاب في التعبير عما يجول في خاطرهم ، ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط ، بل الإصرار على ارتداء الأزياء الكردية والعربية حصرا لطلاب كليته ،  ويوضح بان اغلب الطلاب انصاعوا لأوامر العميد والبعض الآخر امتعض من الأوامر ولم يحتف.

استعدادات حفل التخرج

وعن أبرز الاستعدادات التي قام بها الطلبة يوضحها مطيع الغراوي لـ(المدى) بقوله:تكمن حفلة التخرج بجمع الأموال من الطلبة ، واختيار ملابس الزي العربي الذي حدد من قبل عميد الكلية ، وكذلك قمنا في عمل بوستر كبير يضم أسماء زملائنا في المرحلة الأخيرة مع وضع اسم أو لقب ساخر أمام كل صورة يوم الحفلة التنكرية ويليه يوم التقاط الصورة وحفلة خارج الجامعة في إحدى القاعات يعرف بيوم (الزفة )

بينما تضيف نور إياد إحدى طالبات الجامعة المستنصرية لـ(المدى)  إن: اكتمال مراسيم الزفة  تكمن بالحنة  ،وهذا الأمر معروف في الأعراس وحفلات التخرج التي برزت في الآونة الأخيرة ، حيث تبدأ مراسيم الحنة داخل أروقة الجامعة حيث تقوم إحدى موظفات الجامعة بتحنية الطالبات ، و كل تلك الأمور تتم بموافقة رئاسة الجامعة ، ويحدد المصور من قبل الجامعة  والتفكير بالترتيبات  بالأشهر، إلا إنه في لحظة التخرج اتضحت قوانين عدة لم تكن في الحسبان.

 

شعارات تثير امتعاض الأساتذة

السيارات التي تحمل كل مظاهر التخرج من قبعة التخرج الى شهادات التخرج تثير امتعاض بعض الأساتذة ومن ضمن تلك الشعارات خلصتي من الدراسة هع !! حيث يبين الطالب منصور رشيد لـ (المدى) إن: الشعارات المقتبسة تدل على صاحبها ، و تعبر عن مدى فرحته بإنهاء العام الدراسي ، وسبب انتقائي تلك العبارة عدم رغبتي بالدراسة ، فكما هو معروف بان شهادات التخرج تعلق على جدران المنزل بدون أي عمل،  فأين تكمن الفرحة بالتخرج أم بانتظار بصيص أمل للتعيين .

ولم يقتصر الاحتفال على الخريجين فقط  حيث احتفل طلاب المراحل الأخرى أيضا وهذا ما يؤكده  احد طلاب المرحلة الثالثة احمد عامر لـ(المدى): إحساسنا يضاهي إحساس المرحلة الرابعة  فرحا ، فاحتفاؤهم داخل ممرات الكليات يعطينا دافعا للاجتهاد ، واختلاق رحلة أمل وانتقاء أفكار تواكب تطلعات المستقبل وان الطابع العربي غلب على الأزياء التنكرية لهذه السنة خلافا عن السنوات الأخرى .

بوسترات التخرج

يقول الحاج أبو احمد احد أصحاب المطابع الذي طاله من الحفل جانبا لـ (المدى) :يتم إعداد بوسترات خاصة للتخرج ، تكون على أشكال مضحكة حيث يصبون أفكارهم داخل بوسترات تعبر عن شخصياتهم ، مقتبسين اغلب أفكارهم من المسلسلات التركية ، مضيفا بان كل بوستر يحتوي على عدد معين من الطلاب وبأحجام منتقاة من قبلهم  ، ومن ابرز البوسترات تلك التي تحمل الحس الطفولي لبعض الطلاب ، باختيار شخصيات كارتونية  تحمل أوجه الطلاب ، والتعاون الذي يتم من قبلنا يكون بالوقت ،  ويبين  بان الاختلاف واضح هذه السنة عن السنوات السابقة ، فهذه السنة فيها نوع من التشديد في انتقاء الأزياء ،والعبارات المدرجة على البوسترات تفتقر الحس الفكاهي  .

الأهازيج والكولات الشعبية

محمد عباس احد طلاب كلية الإدارة والاقتصاد حيث اعتلى ملامحه نوع من الدهشة وهو يتحدث عن الفرق الشعبية لـ(المدى): حضر الحرم الجامعي أعظم حشاشة العراق وليد ديسكو ، كما هو معروف عنه في المواقع الالكترونية ، مصطحب معه فرقته الشعبية لإلقاء الكولات المقتبسة من المسلسلات التركية  ، فمع نحيب الأصوات واللطم التي تستخدم في المآتم يدخل ديسكو بتلك الأصوات لإضحاك الطلاب مقتبسا كلمات من المسلسلات التركية

سدينه المسلسل من يمثلونه

اصغار اكبار بالسبعة يشوفونه

عجوز البيت تدعي من الله يكملونه      بقلوبنه ولعب بينه مسلسل نور

فريحة اثقفت لبست كعب عالي

تريد نومية ام نفس الدنيه

متخذا زاوية لتجمع الطلاب ،ويتمايل عند إلقاءه الكولات،  مستخدما الطلاب كصدى لصوته ، وكل تلك المعطيات أثارت حفيظة  الأساتذة ، متخذين غرفهم ملجأ لتلافي العبارات التي لا تمت بصلة للحرم الجامعي ولا للمستوى الثقافي الذي يتربى عليه الجيل الجدد.

 

سلوك مسيء في حفلات التخرج

محمد الموسوي يقول لـ(المدى) إن: حفلات التخرج تدل على الارتقاء والانتقال الى مرحلة العمل وتحقيق الذات ، ولكن هناك بعض الشباب يتخذون من تلك الحفلات زاوية بعيدة عن الأنظار لتصوير الفتيات ، وهم يستغلون بتلك الأمور حفلات التخرج الخارجية لصالحهم  ، وهم يستخدمون عبارات تحط من المستوى التعليمي والتربوي ، ويبين الموسوي بان كل تلك الأمور لاتمس كلية معينة ، بل تحط من سمعة جامعات العراق وتخدش حياء طلبة الجامعات ، وهذا ما خلق رد فعل عند بعض الأهالي بإقامة حفلات منزلية والعزوف عن حضور الحفلات الخارجية .

وان حفلات التخرج التي تعد خارج الحرم الجامعة ، لا تدل على أية قيمة أخلاقية حيث يبين علي القيسي لـ(المدى) بان: احد الأمور السلبية التي تحدث في حفلات التخرج ، بان اغلب الحضور ليسوا من طلاب الجامعة بل من جامعات مختلفة ، وهذا ما أثار عدة مشاكل بين الطلاب والضيوف المتعرضين للطالبات بالكلام المنمق ، ووجود  بعض الشباب ممن يردد الشعر و يتغزل بالمرأة ويفصل جسدها على هواه قطعة قطعة لإبراز موهبتهم ، فكل تلك الأمور أثارت حفيظة الطالبات وعوائلهم",مبينا بان "اغلب زملائي الطلبة يؤيدون منع إقامة الحفلات الراقصة لأنها تسيء للذوق العام".

فرحة العمر

آباء ارتسمت على محياهم إمارات الفرحة، حيث والد الطالب باسم نصيف جاسم يقول لـ(المدى ) أهنئ الطلاب وأولياء الأمور على فرحتهم بإكمال رسالتهم بإيصال أولاهم لمرحلة تزيدهم فخرا ، لاسيما وان هؤلاء الطلبة يتحلون برؤى مستقبلية وصورة مشرقة.

وإما بالنسبة الى أم محمد  لم تخف فرحتها التي عبرت عنها بدموعها وابتسامتها الخجولة عن إحساس مدهش لا يوصف لـ(المدى) بان :هناك لحظات تشعر الأم بالفخر والسعادة المطلقة ، الأولى يوم ولادته والثانية عند إكمال دراسته  ، وكلاهما مرتبطان بنور الحياة ، فكلاهما يكملان السعادة الحقيقة للام ، ويشعرانها بأنها أكملت رسالتها .

تخرج أيام زمان

يقول الدكتور فاضل جميل لـ(المدى) :كانت حفلات التخرج أكثر انضباطا ،إلا إن هناك بعض الطلاب استغلوا أجواء الانفتاح والحرية واتخذوها بمنحى آخر ، ويبين بان  الإجراءات المتخذة من قبل العميد جعلتهم أكثر انضباطية وتوجها عن  السنوات الماضية  ، ويوضح جميل بان الانفتاح الخارج عن الحد لا يليق بطلاب الجامعة  ، وان  كلمة الجامعة بحد ذاتها تعلم السلوك القويم والسوي وهم من طبقة واعية ، ويضيف جميل افتخر باني امثل بذات الوقت دورا علميا وأدبيا ، وذلك لان العلم بلا أخلاق لا يساوي شيئا ، ونحن كأساتذة نرى نتاجنا أمام أعيننا ، فأكثر من 40 عاما نقوم بعملية تخريج الطلبة وهذا ما يبرينا ويريح أفئدتنا ، ونتمنى بان يثمر جهدنا نحو تقدم الوطن ، وأما بالنسبة للأمور السلبية بمرور الوقت ستتلاشى .

واقع خريجي اليوم

إن واقع خريجي اليوم مرير جداً وفي تطور مستمر للانحدار نحو المجهول الذي بلغ أوجه في السنوات الماضية ، فحفلات التخرج  تتم في الجامعات وخارجها ، وعلى هوى الطلاب بعيدا عن القوانين التي تفرضها الجامعات  ، فالطلاب باتوا  يستعجلون حفل تخرجهم وعلى نفقتهم الخاصة للتخلص من الكبت  ، إضافة الى وجود  إحباط  كبير من المستقبل  الذي ينتظرهم ، وعدم وجود فرص عمل تجعلهم يطبقون كل ما درسوه في ميادين الحياة ، فعلى الدولة وعلى الكادر التدريسي تبني الخريجين الجدد ،وخلق برامج للاستفادة من طاقاتهم المكبوتة ، وعلى المسؤولين والقائمين على الجامعات تبني حفلات التخرج ، بان يكون يوم التخرج فرحة كبيرة للطالب وأهله من خلال إعداد مهرجانات ثقافية ، تليق بالخريجين وتليق بنا كشعب يستوعب معنى الحرية والديمقراطية بعيدا عن التخلف مما يحط من سمعتنا ويعدنا شعبا متخلفا .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تربوي يشيد بامتحان "البكالوريا" ويؤكد: الخطا بطرق وضع الأسئلة

إطلاق سراح "داعشيين" من قبل قسد يوتر الأجواء الأمنية على الحدود العراقية

(المدى) تنشر مخرجات جلسة مجلس الوزراء

الحسم: أغلب الكتل السنية طالبت بتعديل فقرات قانون العفو العام

أسعار صرف الدولار في العراق تلامس الـ150 ألفاً

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram