TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل يعود خاتمي رئيساً ؟

هل يعود خاتمي رئيساً ؟

نشر في: 8 إبريل, 2013: 09:01 م

رغم عدم إعلانه قبول الترشح لموقع رئيس الجمهورية الإيرانية، وربطه ذلك بإطلاق السلطات جميع المعتقلين والمحتجزين السياسيين، والتعهد بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، فإن مجموعةً من التنظيمات الشبابية، المقربة من التيار الإصلاحي، شرعت في تنظيم حملات ترويجية للحملة الانتخابية للرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، تحت عنوان شمس صباح الأمل، وستبدأ حملتها بشعارين أساسيين، هما الأمل والنجاة، وحث خاتمي على التراجع عن مواقفه، الرافضة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة إلا بشروط.
معروف أن من تبقى من رموز الإصلاح البارزين، أجمعوا على دعم ترشيح خاتمي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إن هو وافق على الفكرة، وأيدوه في اشتراطاته، المتمثلة بإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، بمن فيهم الزعيمان الإصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي، وضمان نزاهة الانتخابات، وذلك ضمن الدعوة إلى مصالحة وطنية شاملة، وإغلاق ملف أزمة الانتخابات الرئاسية السابقة، المثيرة للجدل، وإلا فإن  مقاطعة الانتخابات الرئاسية، هي خيار الإصلاحيين الأول.
يكتسب ترشح خاتمي أهميته، مما يقال عن موافقة خامنئي التي باتت شبه مؤكدة، بعد انتقاد المحافظين للرئيس الحالي، بسبب سياساته وعقب سلوكياته في تشييع جنازة الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز، وتصريحاته التي قال فيها إن تشافيز سيعود مع المسيح، واتهامه بأنه بات أحد أعمدة الفتنة القادمة لإيران، بسبب تصريحاته المتتالية عن أن الربيع الإيراني قادم لا محالة، في حين يتفرج بلامبالاة على المشاكل الاقتصادية والسياسية، التي يرزح تحت وطأتها المواطن الإيراني.
موافقة خامنئي إن حصلت، لم تأت من فراغ، فقد تلقى خاتمي رسالة وقعها حوالي التسعين شخصية إصلاحية تدعوه للترشح، بوصفه حلاً للوضع الراهن، وطالبوه بتشكيل حكومة تؤمن السلام والتقدم والرفاه والصدقية الدولية، وهم بذلك يدينون النظام قبل حكومة نجاد، ما سيشكل تحديا مباشرا للمرشد، إذا قبل به، فإنه سيتعامل مع الرئيس خاتمي الثاني، غير الأول، وإن رفض، فإن كل الاحتمالات واردة، بما فيها انتفاضة، تلحق إيران بقطار الربيع العربي.
أحمدي نجاد، الواثق من عدم عودته للقصر الرئاسي، بعد رفض المحافظين له، يناور للانضمام إلى الإصلاحيين، وقد رحب بمشروعهم الذي قدمته  مجموعة تضم ٤٦ من الاقتصاديين والخبراء والسياسيين والمثقفين، وهو يقوم على قاعدة أساسية لتحرير الشعب من المشكلات الاقتصادية والسياسية والثقافية، على أساس  الحرية والعدالة والحقوق المدنية، وسيتم تطويره لاحقاً، ليكون جزءاً من برنامج خاتمي السياسي.
تحظى مساعي إقناع خاتمي بتأييد طيف واسع في المجتمع الإيراني، مع توقيع 17 تنظيماً إصلاحياً طلباً لخاتمي للترشح، ليس من بينها جبهة المشاركة ومنظمة مجاهدي الثورة الإسلامية، وهما فصيلان رئيسيان، يقبع معظم قياداتهما في سجون النظام منذ الانتخابات الرئاسية السابقة، لكن ذلك لاينفي الصعوبات، التي تواجه الإصلاحيين بشأن الانتخابات، بعد عمليات القمع التي تلت الانتخابات السابقة، واستمرار فرض الإقامة الجبرية على موسوي وكروبي، وعدد كبير من قادة الأحزاب الإصلاحية، رغم أن لديهم مشروعاً لإنقاذ البلد، كما يؤكد السيد خاتمي.
متوقع أن يكون لعودة خاتمي إلى الموقع الرئاسي، أثر إيجابي على العلاقات مع الدول العربية، التي تتسم علاقتها بطهران حالياً، بالفتور والعداء، وتجربته السابقة في الحكم تؤشر إلى ذلك، كما يتوقع أن تشهد تقدماً في المفاوضات مع الغرب حول الملف النووي، والأكثر أهميةً أنها قد تشهد انعطافة في العلاقة مع النظام السوري، إن لم تحسم الأمور قبل تسلمه موقعه، وليس هناك دليل على أن تيار المحافظين سيسلم بسهولة، وستكون المعركة الانتخابية حاميةً وفاصله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram