رغم عدم إعلانه قبول الترشح لموقع رئيس الجمهورية الإيرانية، وربطه ذلك بإطلاق السلطات جميع المعتقلين والمحتجزين السياسيين، والتعهد بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، فإن مجموعةً من التنظيمات الشبابية، المقربة من التيار الإصلاحي، شرعت في تنظيم حملات ترويجية للحملة الانتخابية للرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، تحت عنوان شمس صباح الأمل، وستبدأ حملتها بشعارين أساسيين، هما الأمل والنجاة، وحث خاتمي على التراجع عن مواقفه، الرافضة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة إلا بشروط.
معروف أن من تبقى من رموز الإصلاح البارزين، أجمعوا على دعم ترشيح خاتمي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إن هو وافق على الفكرة، وأيدوه في اشتراطاته، المتمثلة بإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، بمن فيهم الزعيمان الإصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي، وضمان نزاهة الانتخابات، وذلك ضمن الدعوة إلى مصالحة وطنية شاملة، وإغلاق ملف أزمة الانتخابات الرئاسية السابقة، المثيرة للجدل، وإلا فإن مقاطعة الانتخابات الرئاسية، هي خيار الإصلاحيين الأول.
يكتسب ترشح خاتمي أهميته، مما يقال عن موافقة خامنئي التي باتت شبه مؤكدة، بعد انتقاد المحافظين للرئيس الحالي، بسبب سياساته وعقب سلوكياته في تشييع جنازة الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز، وتصريحاته التي قال فيها إن تشافيز سيعود مع المسيح، واتهامه بأنه بات أحد أعمدة الفتنة القادمة لإيران، بسبب تصريحاته المتتالية عن أن الربيع الإيراني قادم لا محالة، في حين يتفرج بلامبالاة على المشاكل الاقتصادية والسياسية، التي يرزح تحت وطأتها المواطن الإيراني.
موافقة خامنئي إن حصلت، لم تأت من فراغ، فقد تلقى خاتمي رسالة وقعها حوالي التسعين شخصية إصلاحية تدعوه للترشح، بوصفه حلاً للوضع الراهن، وطالبوه بتشكيل حكومة تؤمن السلام والتقدم والرفاه والصدقية الدولية، وهم بذلك يدينون النظام قبل حكومة نجاد، ما سيشكل تحديا مباشرا للمرشد، إذا قبل به، فإنه سيتعامل مع الرئيس خاتمي الثاني، غير الأول، وإن رفض، فإن كل الاحتمالات واردة، بما فيها انتفاضة، تلحق إيران بقطار الربيع العربي.
أحمدي نجاد، الواثق من عدم عودته للقصر الرئاسي، بعد رفض المحافظين له، يناور للانضمام إلى الإصلاحيين، وقد رحب بمشروعهم الذي قدمته مجموعة تضم ٤٦ من الاقتصاديين والخبراء والسياسيين والمثقفين، وهو يقوم على قاعدة أساسية لتحرير الشعب من المشكلات الاقتصادية والسياسية والثقافية، على أساس الحرية والعدالة والحقوق المدنية، وسيتم تطويره لاحقاً، ليكون جزءاً من برنامج خاتمي السياسي.
تحظى مساعي إقناع خاتمي بتأييد طيف واسع في المجتمع الإيراني، مع توقيع 17 تنظيماً إصلاحياً طلباً لخاتمي للترشح، ليس من بينها جبهة المشاركة ومنظمة مجاهدي الثورة الإسلامية، وهما فصيلان رئيسيان، يقبع معظم قياداتهما في سجون النظام منذ الانتخابات الرئاسية السابقة، لكن ذلك لاينفي الصعوبات، التي تواجه الإصلاحيين بشأن الانتخابات، بعد عمليات القمع التي تلت الانتخابات السابقة، واستمرار فرض الإقامة الجبرية على موسوي وكروبي، وعدد كبير من قادة الأحزاب الإصلاحية، رغم أن لديهم مشروعاً لإنقاذ البلد، كما يؤكد السيد خاتمي.
متوقع أن يكون لعودة خاتمي إلى الموقع الرئاسي، أثر إيجابي على العلاقات مع الدول العربية، التي تتسم علاقتها بطهران حالياً، بالفتور والعداء، وتجربته السابقة في الحكم تؤشر إلى ذلك، كما يتوقع أن تشهد تقدماً في المفاوضات مع الغرب حول الملف النووي، والأكثر أهميةً أنها قد تشهد انعطافة في العلاقة مع النظام السوري، إن لم تحسم الأمور قبل تسلمه موقعه، وليس هناك دليل على أن تيار المحافظين سيسلم بسهولة، وستكون المعركة الانتخابية حاميةً وفاصله.
هل يعود خاتمي رئيساً ؟
[post-views]
نشر في: 8 إبريل, 2013: 09:01 م