وديع غزوان رغم الظروف الصعبة والقاسية التي مر بها إقليم كردستان قبل 2003التي حالت دون تنفيذ الكثير من المشاريع التي تصب في خدمة المواطن, ورغم معاناته الطويلة بسبب ذلك من حالات التخلف والحرمان، الا انه وضع منذ عام 1991سياسة عقلانية تكفل تحقيق مستوى من الرفاهية لمواطنيه في المدى المنظور .
وحرص من اجل تحقيق ذلك على اعتماد سياسة انفتاح على الشركات العالمية والقطاع المحلي الخاص لتنفيذ عدد من المشاريع في مختلف القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية والإنشائية وغيرها من المشاريع الخدمية.. والاهم من كل ذلك فان المسؤول كان حريصاً على ان لا يطلق الكلام على عواهنه، بل ان موقع المسؤولية يلزمه بالإيفاء بوعوده التي يصرح بها استنادا الى ما رسمته الحكومة من خطط. وفعلا فقد نجحت الحكومة في توفير خدمات أساسية ومهمة ومنها الكهرباء لساعات تتجاوز الـ (15) للمواطن بعد ان كان محروما منها.. نعم ما زال هنالك الكثير من الخدمات التي يطالب بها المواطن الكردستاني لكن الافق يشير الى ان هنالك تقدماً ملحوظاً في العديد من القطاعات يؤشر على حل الكثير من المشاكل التي شخصتها الجهات المسؤولة وربما وضعت المعالجات لها وبحسب ما متوفر من إمكانات. وتوضح تجربة إقليم كردستان في معالجة مشكلة الكهرباء نجاح الأسلوب الذي اعتمد فيه على شركات القطاع الخاص. ورغم ان عددا غير قليل من المواطنين شكا ارتفاع أجور الكهرباء قياسا الى مدخولاتهم الشهرية، الا ان للقضية عدة جوانب أخرى، كما أشارت الى ذلك رئيسة القائمة الكردستانية في برلمان الإقليم سوزان شهاب في لقاء سابق معها ابان الحملة الانتخابية التي قالت بان الحكومة كانت أمام خيارين، اما الاعتماد على إمكاناتها المحدودة نسبيا لتوفير هذه الطاقة او الاتجاه للقطاع الخاص لتنفيذ مثل هذه المشاريع وحل المشكلة سريعا ووضع حد لمعاناة المواطن.. وفعلا زادت ساعات تزويد المواطنين بالطاقة الكهربائية بشكل كبير وبالتأكيد زادت تكلفة أجور الكهرباء.. ويهمنا ان نقدم أفضل الخدمات للمواطنين، ولكن عليه ان يتحمل جزءاً من تكاليفها. المهم ان من يزور الإقليم يلمس بشكل واضح حجم الساعات التي يتمتع فيها المواطن بالكهرباء رغم أجورها المرتفعة نسبياً، لكنها اقل من تكلفة دول الجوار بكثير. ونعتقد ان هذا يتطلب منا ان نضع لأنفسنا كمواطنين سياسة ترشيد الاستهلاك للكهرباء او غيرها وهي قد تكون فرصة لنتعلم عدم الإسراف في استخدام الكهرباء او غيرها. وتشير مصادر في حكومة الإقليم الى ان خطوات جادة بوشر بها لإيصال الطاقة الكهربائية لأغلبية القرى والقصبات خلال السنوات القادمة.
كردستانيات: الكهرباء وترشيد الاستهلاك
نشر في: 28 أكتوبر, 2009: 06:36 م