ترجمة : المدى تتكرر التنبيهات الصادرة عن الامم المتحدة والمسؤولين الاميركيين ان شهر كانون الثاني هو موعد الانتخابات في كافة انحاء العراق،ان تم اتفاق سريع بشأن موضوعات اساسية مثل كركوك وحصص النفط، واصوات الانفجارات المدوية تثير الجدل،
ما الذي يريده القتلة؟ ان التحسن الامني بعد عام 2006 أمر لايمكن تجاهله، ومع ذلك لايمكننا ايضاً إخفاء تصاعد اعداد الهجمات الارهابية منذ (30) حزيران، عندما انسحبت القوات الاميركية من مواقع محتلة. والتفجيرات كما حوادث القتل اصبحت من الامور اليومية في مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى، وحيث تزرع القاعدة او المرتبطين بها، التوتر بين العرب والكرد. ومن المفهوم ان التأثير الاقوى لاعمال العنف حدث في بغداد، عندما قتل وجرح المئات إثر التفجيرات التي استهدفت وزارتي الخارجية والمالية. وتفجيرات يوم الاحد استهدفت موقعين مهمين وتبنى الفرع العراقي للقاعدة، مسؤولية العمل. إن اعمال العنف لم تعد تستهدف القوات الاميركية او البريطانية المحتلة، كما لاتحمل طابع الطائفية ايضاً، ووزير خارجية العراق لم يترك شكاً حول تغيّر أهداف الارهابيين، انها موجهة نحو رموز السيادة العراقية وتبغي تحقيق الشلل في القطاعات الحكومية ، فهي هجمات مدروسة ومنتقاة ، ولم تكن من تدبير الهواة، واولئك الذين قاموا بها قتلة محترفون ، يعرفون جيداً كيف تعمل الحكومة. ان الرغبة لتعطيل الانتخابات المقبلة، التي ستكون الرمز الشرعي لعراق ديموقراطي بعد صدام حسين ، هي مجرد جزء من دوافع الارهابيين ، ومن خلال شن الهجمات على المراكز الحساسة للحكومة، وهم كما يظهر يقوضون صورة مؤسسات الدولة بشكل موجع منذ غزو عام 2003، وهم يحاولون ايضاً ضرب رئيس وزراء العراق نوري المالكي، الذي يستند في الانتخابات المقبلة على تحسن الوضع الامني. ويبدو ان الحاق الضرر على نطاق واسع يجلب للقتلة فوائد إضافية ، فإن اهتزت ثقة الناس بالجيش الذي اعيد تشكيله وبالشرطة ، فانهم سيعودون لحماية انفسهم مثلما حدث من قبل الى المليشيات غير النظامية ، كما ان العراقيين الخائفين ذوي المعنويات الهابطة قد ينتابهم اليأس من عملية انتخابات غير سليمة ديمقراطياً، وكما حدث في افغانستان مؤخراً، حيث ان الاتهامات بالفساد والرشوة التي وجهت الى اللجنة المستقلة العليا للانتخابات ، تلوح في السماء سريعاً ومركزة، ان الخلاف سبب آخر لتأجيل التصويت العام. وفي اعتقاد الارهابيين ان علاقات العراق الضعيفة مع دول الجوار قد تكون مفيدة لاستمرار الاعتداءات الوحشية ، وعندما اتهم المالكي سوريا بايواء البعثيين من انصار صدام محملاً اياهم مسؤولية تفجيرات الخارجية والمالية ، سدد ضربة لموضوع حساس وهو اعادة العلاقات معها. وإن كان صحيحاً ان هناك اسلوباً جديداً للقاعدة في المنطقة فان التأثير الاكبر سيكون تأجيل الانسحاب الاميركي من العراق والذي تعهد به اوباما. وفي حالة طلب المالكي عودة القوات الاميركية الى مواقعها السابقة، او ان أحس القادة الاميركان ان الوضع قد اصبح خارج السيطرة ، فان خطة الانسحاب ستطوى ، وعند ذلك لن يرسل المزيد من القوات الاميركية الى افغانستان، وعند ذلك ، يكون ما فيه الفائدة لقاعدة ميسوبوتاميا ، مفيد لطالبان في هلمند وقندهار ، وهذه انباء سيئة للغرب. وبسبب تلك الاسباب ، فان اميركا وحلفاءها تضغط على المالكي بعدم تأجيل الانتخابات واتخاذ قرارات سريعة حول الموضوعات المؤجلة. فبعد ستة اعوام من النزاع الطويل والدموع وبعض النجاح، فان الامرين الكبيرين غير الموزونين في العراق ما يزالان. الدرجة التي يساعد فيها القادة العراقيون انفسهم واستعدادهم لذلك، ورغبة المجتمع الدولي، السير ميلاً اضافياً في طريق قد اصبح طويلاً بالفعل. العراق اصبح قصة الامس، او هذا ما يأمله السياسيون في اميركا، ولكن حتى الان، لايعرف احد كيف ستنتهي القصة، وكما قال الكاتب توم فريدمان ، مراقبة سياسة العراق اشبه بمشاهدة بهلوان على حبل مشدود، يجتاز فجوة خطرة، ففي كل خطوة يبدو وكأنما سيسقط في الهوة تحته وبشكل ما، يعاود السير متردداً. واضافة فريدمان موجهة الى المترددين في واشنطن ولندن: تذكروا تغيير العراق وكيف انه سيؤثر على العالم الاسلامي – العربي بأكمله. عن الغارديان
الفصل الأخير للعراق لم يكتب بعد
نشر في: 28 أكتوبر, 2009: 07:11 م