الخبر الأول ، في خطوة جريئة لم يقدم عليها احد المسؤولين منذ الإطاحة بالنظام السابق ، وضع (.....) صباح الثامن والعشرين من نيسان إكليلاً من الزهور على قبر الرئيس الراحل، فيما قام وفد يضم قياديي حزب ( ......) بزيارة قبر القائد المؤسس الواقع داخل المنطقة الخضراء المحصنة وقراءة سورة الفاتحة ، ليس من المستبعد أن تبث إحدى الفضائيات التابعة لمسؤول متنفذ هذا الخبر المفترض ، ثم تخصص احد برامجها لاستقبال اتصالات المشاهدين للتعرف على ردود أفعالهم ، وداخل الاستوديو محلل سياسي ، مرة يصف نفسه، بأنه سياسي مستقل بالرغم من كونه احد المرشحين لإحدى القوائم الكبيرة ، ومرة أخرى يظهر بصفة عضو ائتلاف ، وفي الثالثة ، خبير في الشؤون العراقية والرابعة مدير مركز ستراتيجي ، والرجل بجميع صفاته خلال حديثه يتكلم عن أهمية تحقيق مشروع المصالحة الوطنية وطي صفحة الماضي ، والابتعاد عن سياسية الانتقام والثأر لضمان استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد ثم الانتقال الى مرحلة البناء والإعمار بالتفاف الجماهير حول القيادة الحكيمة الحريصة على تحقيق تطلعات وتمنيات الشعب العراقي بروح يعربية متجددة تستمد ديمومتها من تراث الأمة التي وصلت الى السند والهند شرقا، وحتى بحر الظلمات غربا ، وعلى هذا الإيقاع من "الملخيات " يقترب العراقيون من مستقبلهم المشرق .
بعيدا عما يدور حاليا في الساحة السياسية من سجال بشأن تعديل المساءلة والعدالة على يد "تنكجي" يستخدم الأسلوب البارد في تعديل "جاملغات " السيارات المدعومة والمضروبة بجم ، وما يقال عن فرض شروط من قبل وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته الأخيرة الى بغداد ، بتنفيذ إجراءات عملية لضمان دعم بلاده للحكومة المنتخبة ، تصدر "القرارات الوطنية " بطريقة إشعال فتيل أزمة جديدة، ومادامت الأجواء الحالية أفضل بيئة لتناسل الأزمات ستظل المشكلة العراقية قائمة الى يوم يبعثون .
النظام السابق خاض حربا مع إيران استمرت ثماني سنوات ، وبعد غزو الكويت ، وانداع حرب الخليج الثانية أرسلت بغداد طائراتها المدنية الى البلد الجار ، وتمت عملية تبادل الأسرى ، وكادت العلاقات بين البلدين تصل الى مرحلة "الدهن والدبس " ثم تراجعت بل تدهورت ، فالعلاقات بين الدول تحكمها المصالح المشتركة ، وحين يفقد أي طرف مصالحه يتخذ مواقف قد تصل في بعض الأحيان الى إعلان الحرب ، واستنادا الى حكمة رجل سبق له أن خاض المعترك السياسي نصح الآخرين ان يبتعدوا عن طرح التساؤلات عن المواقف السياسية ، لأنها تشبه الرمال المتحركة ، غير ثابتة ، وغالبا ما تخضع لتسويات وصفقات ، والوقع العراقي الراهن فيه من الشواهد والحوادث الكثيرة التي تؤكد أن الثبات يخضع للمتغيرات ، طبقا للحفاظ على المناصب والمواقع ، والمكاسب الآنية والمستقبلية ، وليس أمام المعترضين من خيار باستثناء اللجوء الى الجدار ، وضرب الحائط بالرؤوس احتجاجا على صدور قرارات لا تخدم المصالح الوطنية ، وألف رحمة على روح المرحوم .
جميع التعليقات 1
علي الخزعلي
اذا اكو سياسين طراطره ولايهمهم سوى النهب المنظم للمال والتاريخ فلاتعجب من جراءةهولاء الساسه الذين يعيدون استنساخ الماضي بثوب جديد