لا يتزعم محمد أمين عزت حزباً أو حركة سياسية، ولا يقود ميليشيا، وليس هو برجل أعمال ثري لديه شبكة علاقات عامة واسعة. ومع ذلك استطاع أن يحشد في مناسبة واحدة أكثر من ألف شخص من النساء والرجال ذوي الذوق الرفيع، أي النخبة، معظمهم من الشباب.
ومحمد أمين عزت هو بالتحديد قائد الفرقة السيمفونية العراقية الذي قدّم وفرقته الليلة قبل الماضية حفلة بديعة للغاية على قاعة المسرح الوطني في بغداد.
هذه هي المرة الثانية خلال خمسة أسابيع التي أحضر فيها أمسية للفرقة في المسرح الوطني. وكما في المرة السابقة فان القاعة ذات الألف كرسي امتلأت بالحضور، بل اضطر ما يزيد عن مئة من الجمهور الى الوقوف على جانبي القاعة لعدم وجود مقاعد غير مشغولة.
قبل أيام علمنا من أكثر من مصدر موثوق، ونشرنا بعض ذلك في هذه الصحيفة، أن أنصار رئيس الوزراء وحزب الدعوة الإسلامية ودولة القانون فشلوا في جمع أكثر من ألفي شخص في ملعب مدينة كربلاء للاستماع الى خطاب السيد نوري المالكي في مناسبة تقديم مرشحي دولة القانون في انتخابات مجلس المحافظة التي يتحدر منها رئيس الوزراء، ما سبب انزعاجاً لدى السيد المالكي ومرافقيه القادمين من بغداد وارتباكاً في قيادات حزب الدعوة ودولة القانون في المحافظة، فقد كان المتوقع ان يحضر الى الملعب عشرات آلاف الناس.
العزوف عن احتفال حزب الدعوة ودولة القانون يعكس العزوف العام عن السياسة والسياسيين بعد عشر سنوات كانت مفعمة بآمال وأحلام وطموحات ما لبثت أن تكسرت وتحطمت وتلاشت تباعاً على صخرة سوء الإدارة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد وتفشي مظاهر الفساد المالي والإداري وعدم التحلي بالمسؤولية الوطنية بين المتنفذين في الدولة وأجهزتها.
ليس فقط نوري المالكي، ولكنني أظن ان أي زعيم سياسي آخر ما كان سيجمع أكثر مما جمعه زعيم الدعوة ودولة القانون في ملعب كربلاء، فسياسيو حقبة السنوات العشر الماضية كفّروا الناس بالسياسة والسياسيين الذين تتشكل لهم في الأذهان صورة "السختجية" والحرامية!.
أما الإقبال منقطع النظير على حفلات الفرقة السيمفونية الوطنية وقائدها الفنان البارع محمد عزت أمين فيعكس حب الناس لهذه للحياة، والموسيقى هي من العناوين البارزة للحياة.
محمد عزت أمين وفرقته يحظيان بمحبة متزايدة بين الجمهور، كما تُظهر حفلاتهما السيمفونية، لأنهما يعززان في النفوس حب الحياة والإقبال عليها والتمتع بها، بخلاف ما يفعله السياسيون المتنفذون في دولتنا الذين تتسبب أطماعهم في إزهاق الأرواح وسفك الدماء، وفي تسميم الأجواء وتلويث البيئة وشحن النفوس بالبغضاء.
بين حفلة بغداد واحتفال كربلاء
[post-views]
نشر في: 12 إبريل, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 5
أحمد هاشم الحسيني
نعم حقا ليس نوري المالكي ولكن أي زعيم سياسي ما كان سيجمع ما جمعه زعيم حزب الدعوة وقد رأينا منذ أيام كيف لم يستطع حميد مجيد موسى زعيم الحزب الشيوعي العراقي العريق أن يجمع حتى أقل من المائتي مشاركا في حفلة الحزب التي أقامها في ذكرى تأسيسه في الحلة رغم خبرة
رمزي الحيدر
أرجو عدم التركيز على الفرقة السمفونية ، لا يروجون يمنعونهم من العروض الموسيقية بسببك . أرجوا الانتباه الى ذلك . ( لا ترح تعم عليهم ).
عادل البابلي
الاخ احمد هاشم الحسيني الجميل هل انت حضرت الاحتفال الحزب الشيوعي في بابل لا اريد اطيل عدد الكراسي كانت 2000 كرسي عدا الوقوف وامنياتي التعرف عليك انا مسؤول عن هذا الشي
حلم الصبا
الاستاذ القدير عدنان حسين انا خائف على الاستاذ الموسيقي محمد عزت امين وفرقته السمفونيه من المتنفذين من السياسيين لان( بالجلفي أنته خليته بحلك السبع) وهو رجال موسيقار لاياخذ ولاينطي لان راح يفكرون بأنه راح يفوز عليهم بلانتخابات . أما بالنسبه للاخ العزيز
أحمد هاشم الحسيني
الاخ عادل البابلي المحترم ومع ان عدد الالفين ليس معيارا يتناسب مع تاريخ وعراقة الحزب الشيوعي فإن ثلاثة أرباع الكراسي كانت فارغة مع أن الصور كانت تركز على على زوايا ضيقة حتى لا تظهر حجم الكراسي الفارغة .