تضاربت الأنباء المسرّبة من محيط علاقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وإدارة نادي الطلبة بين وجود منطقة متوترة قابلة للانفجار بقرار حلّ الهيئة الادارية للنادي وإجراء انتخابات جديدة لاختيار مجلس ادارة بديل ، وبين إنذار نهائي منطلق من تعهدات شخصية يقدمها رئيس النادي علاء كاظم على تصحيح مسار فريق الكرة فيما تبقى من مشوار دوري النخبة لهذا الموسم تمهيداً لتسوية جميع المتعلقات بين الطرفين قبل اتخاذ الخطوة المرجحة لاحقاًَ للبحث عن إدارة جديدة تنهض بسمعة الطلبة وتنقذه من تداعيات تراجعه الطبيعي بحسب ظروفه وتقوقعه وراء اندية لا تمتلك تاريخاً ووزناً مضاهياً للأنيق.
وبين الخيارين المنطقيين للمحافظة على مصلحة النادي باعتباره أحد أعرق الاندية العراقية والعربية منذ تأسيسه في 17 كانون الاول 1969 ، أجد ان الخيار الأصوب هو من يحدده رئيس النادي علاء كاظم بعيداً عن سلطة الوزارة وضغوط الجماهير ولواذع الإعلام ، فهو ابن الطلبة ومساهم فاعل في حقبة رائعة من رحلة الأنيق في البطولات المحلية ، وسفير استثنائي لكتيبة المهاجمين الكبار مع يحيى علوان واحمد صبحي وحسين سعيد ويونس محمود مع اعتزازنا بجميع النجوم الأفذاذ السابقين والحاليين، ما يعني أن علاء أكثر المنتمين للنادي احساساً بقيمة الشباك عندما لم تجد فارساً يهز كبريائها ، وفي الوقت ذاته تعتريه نوبات الحسرة والندم بدموع فارس أعزل يكتفي اليوم بالتفرج على هتك شباك الطلبة من دون ان ينتفض ناكراً ذاته ومضحياً بلا حساب لـ(أثر رجعي) ليكون بين صفوف الجماهير مسبباً باستعادة مجد فريقه الضائع لا سبباً رئيساً له.
وبجانب الاحصائية الفريدة التي ادخلت الطلبة قاموس (غينيس) العراقي الموسم الحالي 2012-2013 بعدد مرات هزائمه (11) مرة من اصل (18) مباراة قبل لقاء نفط الجنوب ومكوثه في المركز 16على شفا الهبوط الى الدرجة الممتازة ، بجانب ذلك ، فان نكباته في دوري النخبة شكلت مناسبات سود لرفع حبال المشانق لمصائر المدربين كريم خلف وكريم سلمان ونزار اشرف قبل ان يلتحق زميلهم نبيل زكي غير آبه لمصيره – للأسف – وهو يرتضي ان يلعب دور (حامل الأسية) كل مرة كما الحال مع اندية سابقة ، وربما يجد ذات الحبال بانتظاره عند اقرب خسارة كارثية مرشحة وفق الاجواء السائدة في معسكر الطلاب إذا ما بقيت اهتزازات المشكلات الادارية والمالية والفنية تخلخل البناء النفسي للاعبين وترّج عمود ثقة الملاك الفني بهم.
الخطأ الكبير الذي لم يحاول علاء كاظم التخلي عن اصراره في عدم تصحيحه ظناً بانه إقرار بفشله هو ربط أزمة الطلبة بشخصه وتأريخه ومهنيته، هذا المثلث الخطير الذي أسر فيه نفسه ويحضّه اعضاء مستفيدون من تواجدهم في الفترة الذهبية هذه بعدما سنحت الفرصة لهم وربما لن تتكرر في اعتلاء ناصية القيادة امام جمهور يعرف مآرب بعضهم ونواياهم ومستوى امكانياتهم.
مثلث خطير شكل ثلاثة قضبان مُحكمة تحول دون اتخاذ علاء كاظم الضرورات القصوى للحظة الانقاذ التي تدفع كبار رؤساء الاندية في العالم القبول بأوطأ الخسائر " إمضاء وثيقة الاستقالة " مقابل المحافظة على أعلى قيم المكاسب " السمعة " في ما تبقى من تاريخهم الرياضي كلما جاء ذكرهم في صفحات التدوين عن ماضي الاندية ورجالها الجيدين والسيئين ، الأوفياء والجاحدين ، السُمَحَاء و...اللؤماء.
ولا يمكن لإبن الطلبة وأسد الرافدين في الملاعب الدولية الذي شق نجوميته بصعوبة واحتل قلوب ملايين العراقيين منذ هدفه الماكر بوضع الطائر في مرمى الدعيع الصغير عام 1989 لا يمكن ان يكون اليوم محلقاً بالذهول ، محبطاً وخائباً تطارده الاتهامات وسخط الجماهير التي تزداد سخونة في كل مرحلة يمضيها الفريق ولم يقل لهذا الفصل الموجع والمقرف : ( كفا.. آن أوان اسكاتكم ، افسحوا لي الطريق .. كرامتي أهم من كرسي "صنم" ) !
الطلبة والصنم
[post-views]
نشر في: 13 إبريل, 2013: 08:01 م