السيناريو أعده منتسبو مكتب إذاعة دولية في بغداد ، على فرضية تعرض الإعلاميين لحملات اعتقال واعتداء من قبل مسلحين مجهولين ، وعلى الرغم من كتابة فصول السيناريو بواقع السخرية المرة من ادعاءات وتصريحات مسؤولين حول استقرار الأوضاع الأمنية وحصر السلاح بيد الدولة ، والقضاء على المجاميع الإرهابية والخارجين على القانون السابقين واللاحقين منهم ، حمل السيناريو رسالة تحذير موجهة لجميع وسائل الإعلام باستثناء بعض الفضائيات التابعة لأحزاب متنفذة، وأخرى منشغلة بالمصالحة الوطنية ودفانها المعروف بتهجمه المستمر على الجميع ، لأن مواقفهم مستوردة من الخارج كما يدعي .
الاستعداد لمواجهة السيناريو المحتمل لا يحتاج إلى تكاليف إنتاجية مرتفعة ، فاستخدام الصراخ المتواصل بأعلى نبرات الصوت ربما يحفز ضمائر عناصر الأجهزة الأمنية القريبة من موقع الاعتداء لنجدة المستغيثين ، ويقدم السيناريو نصائح بعدم حمل مبالغ مالية كبيرة ، وترك الساعات والهواتف الثمينة ، في المنازل ، لكي لا يستحوذ عليها المهاجمون على اعتبار أنها غنائم حرب .
المشاهد الأولى من السيناريو تصور دخول مجموعة إلى مكان المكتب الكائن في أحد الفنادق بصفة تأسيسات صحية "بوريات ومغاسل" واضعين أسلحتهم في حقيبة خاصة لمعدات التصليح ، وبعد دخول الفريق المهاجم ينفذ كل شخص منهم واجبه ، فأحدهم يصدر الأوامر والآخر يقوم بشد وثاق الإعلاميين والثالث يوجه الضربات، والرابع يتولى جمع الغنائم ، وخامس يحصر العناصر النسوية في زاوية ضيقة ، بعد إجراء تفتيش دقيق للحقائب لتكون محتوياتها هي الأخرى ضمن الغنائم .
المشاهد الأخرى من السيناريو تصور المكان خارج الحدث ، ويبدو طبيعيا جدا ، وتقترب الكاميرا من سيارة تابعة للشرطة يتناول أفرادها وجبة غذائية خفيفة واضعين أسلحتهم على البنيد ، يحتسون أقداح الشاي باسترخاء واضح ، بعد تخلصهم من عناء الواجبات الصعبة نتيجة تحقيق إنجاز من قبل دفان المصالحة بجعل الفصائل المسلحة تتخلى عن سلاحها وتشارك في العملية السياسية.
تنتقل الكاميرا إلى داخل مكان الحدث ، لتصور وجوه الإعلاميين لإظهار آثار الضرب الشديد والكدمات ، وتدمير الأجهزة والمعدات ، وسط إطلاق كلمات من قبل الفريق المهاجم تحذر من إصدار بيانات إدانة واستنكار أو الإشارة إلى أوصاف المهاجمين ، الكاميرا تتابع خروج "الصناديد" بلقطات من زوايا مختلفة ، متوجهين إلى سيارة كانت بانتظارهم واقفة بقرب عناصر دورية الشرطة ، وبعد تبادل التحيات ، تنتقل الكاميرا إلى مكان الحادث لتصور مدير المكتب أثناء اتصاله بمسؤول أمني.
المشاهد الأخيرة من السيناريو تكون مخصصة لتصوير قوة عسكرية تقتحم المكان مدججة بالأسلحة، فتقوم باعتقال الجميع ، حتى الإعلاميات ، لتحقيق معهم والتعرف على تفاصيل وملابسات الحادث ، ويستمر التحقيق ، لساعات طويلة ، بحثا عن "العلاس" المفترض الذي يقف وراء مساعدة المهاجمين ، واقتحام مكتب إعلامي في وضح النهار ، والاعتداء على منتسبيه وسرقة مقتنياتهم الشخصية من هواتف وساعات ، ومبالغ مالية ، ومصوغات ذهبية تعود إلى إعلامية ، فقدت الوعي منذ اللحظة الأولى لتنفيذ الهجوم ، وحتى نهاية الفيلم .
سيناريو محتمل
[post-views]
نشر في: 13 إبريل, 2013: 09:01 م