TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > الإهمال وعدم مراقبة الأطفال تسببا في حدوث جريمة ؟

الإهمال وعدم مراقبة الأطفال تسببا في حدوث جريمة ؟

نشر في: 14 إبريل, 2013: 09:01 م

هي جريمة بالفعل ... لكن بلا قاتل تتم محاكمته ليكون عبره لغيره الذين يعبثون بأرواح الناس ! هي جريمة بالفعل وتكررت آلاف المرات ... لكننا لم نسمع بان الشرطة أحالت فيها متهما أو أكثر للمحاكمة على الإهمال ... الضحية الجديد طفل لا يتجاوز عمره أربع سنوات ..

هي جريمة بالفعل ... لكن بلا قاتل تتم محاكمته ليكون عبره لغيره الذين يعبثون بأرواح الناس ! هي جريمة بالفعل وتكررت آلاف المرات ... لكننا لم نسمع بان الشرطة أحالت فيها متهما أو أكثر للمحاكمة على الإهمال ... الضحية الجديد طفل لا يتجاوز عمره أربع سنوات ... ألحقه والده بروضة قريبة من البيت لكي تعلمه وتحافظ عليه وبدلا من أن تقوم بهذه المهمة، قتله الإهمال في غمضة عين ! المحزن إن الطفل الضحية ظل داخل المنهول دون أن يشعر به احد من المشرفات على الروضة ... أربع ساعات متواصلة خلالها جرفته المياه الى قعر البالوعة ... ثم خرج منها جثة هامدة ... تعالوا نعرف تفاصيل هذه الحادثة المؤلمة من البداية ... أخبرت شرطة النجدة بسقوط طفل في بالوعة روضة كائنة في قضاء أبي الخصيب حيث سقط فيها الطفل ولم تكتشف حينها الا بعد انتهاء الدوام في الروضة ... والد الطفل (م) تحدث إلينا بدموعه عن لحظات الفراق المريرة لفلذة كبده ... يقول خرج ابني (م) مع أطفال الجيران بسيارة الروضة متجهين إليها كالمعتاد .. معه حقيبته التي بها أقلام التلوين  وكراسة الرسم ولفة الطعام أعدتها له والدته ... مع حلول الساعة العاشرة من ذلك اليوم وسط انهماك المشرفات على الروضة بالثرثرة الفارغة ومشاهدة التلفزيون خرج (م) يلهو خلف الحضانة تسبقه البهجة والسعادة ولم يعلم مصيره المحتوم الذي كان ينتظره على بعد أمتار قليلة ... لم تمر لحظات حتى اختفى (م) عن الوجود تماما ولم يعد له اثر حيث سقط في منهول الروضة المفتوح ليظل بداخلها حتى انتهاء الدوام في الروضة ! الساعة الواحدة والنصف ظهرا وعندما حان موعد انصراف الأطفال قامت المشرفات على الروضة بتصعيد الأطفال في سيارة الكيا وعدهم كإجراء تقليدي يتم فيها نهاية اليوم تأهبا لانصرافهم بعد ذلك ... هنا اكتشفت إحدى المشرفات إن عدد الأطفال كان ناقصا واحد ... انقلبت الأوضاع داخل الروضة رأسا على عقب وهرع الجميع لحل هذا اللغز أين اختفى الطفل (م) ؟
انطلقت الأسئلة حائرة دون إجابات شافية وبمرور الوقت ازداد القلق والاضطراب في نفوس المشرفات فالطفل لم يعد له اثر ... سارعت إحدى المشرفات للخروج من الروضة لسؤال الجيران هل شاهدوا طفلا يسير وحده في الطريق ... وبدهشة من الجيران بادروا الى الاجابة بكلا لم يشاهده احد لان باب الروضة كان مقفلا من الداخل ! .. ابتلعت المشرفة تلك الإجابة المحيرة بخوف وقلق وقامت المشرفات بمحاولة أخيرة لتمشيط ممرات ومداخل وساحة الروضة الخلفية عسى ان يكون (م) مختبئا في احد الأركان او غلبه النعاس حتى راح في سبات عميق ... دارت كل الاحتمالات برأس الجميع الا ان النهاية كانت واحدة لقد اختفى (م) عن الأنظار ولم يعد له اثر ... وعبثا خرجت إحدى المشرفات قاصدة التوجه للحديقة الخلفية للحضانة المجاورة للروضة في محاولة أخيرة ... لتجد آثار حذاء (م) بجوار منهول البالوعة المفتوحة من الغطاء ! ... ونقترب من حل اللغز مع الأب المسكين بقوله ... أستجمع الجميع قواهم وبدأت اولى محاولات الوصول لخط النهاية وصولا للقول الفصل وراء سر اختفاء (م) .. اتجهت التكهنات في ذلك لاحتمال واحد ليس له ثان لقد لقي (م) مصرعه داخل البالوعة المفتوحة .. توقفت الدماء في عروق الجميع وبدأت محاولات البحث داخل البالوعة المليئة بالمياه الآسنة ... وبعد جهود مضنية استمرت ساعات حيث سحبت مياه البالوعة لتظهر جثة الطفل (م) فاقدا للحياة مخنوقا بالمياه القذرة ... بعد مرور أكثر من 5 ساعات كاملة ؟
خرج (م) جثة هامدة تلعن الإهمال الذي خرب حياتنا من كل جانب ... بعدها أخبرت إحدى المشرفات عم الضحية الذي هرع وابلغ شرطة النجدة بالحادث ... جاءت الشرطة المحلية وأجرت كشفاً على البالوعة وأرسلت الجثة الى الطب العدلي لمعرفة أسباب الوفاة ... وبعد أيام وعند انتهاء الفاتحة سويت القضية ما بين إدارة الروضة وعائلة (م) ومركز الشرطة بعد ان اتفق الجميع على ( المقسوم ) وان الحي أولى من الميت وكأن شيئا لم يكن .!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بايدن: اتفاق غزة بات أقرب من أي وقت مضى

خرائط وبيانات ملاحية ترصد 77 خرقاً "إسرائيلياً" لأجواء أربعة دول عربية منذ تهديد إيران

مشعان الجبوري يخاطب "السيادة": اعتذروا والا

أمر قبض ومنع سفر لـ"زيد الطالقاني"

برلماني يكشف آخر مستجدات منصب رئيس البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram