TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > النصح والإرشاد يؤديان أحياناً إلى الموت

النصح والإرشاد يؤديان أحياناً إلى الموت

نشر في: 14 إبريل, 2013: 09:01 م

كلمات العتاب تحولت في النهاية الى طعنات غدر ! أمام بيته جلس (ف) ينتظر عودة صديقه (هـ) ليعاتبه على تصرفاته التي أصبحت حديث الناس في الشارع ... لم يكن (ف) يحمل العداء في صدره وإنما استقبل صديقه ببشاشة وجهه، ونصحه في النهاية بان يكف عن اصطحاب صديقته الس

كلمات العتاب تحولت في النهاية الى طعنات غدر ! أمام بيته جلس (ف) ينتظر عودة صديقه (هـ) ليعاتبه على تصرفاته التي أصبحت حديث الناس في الشارع ... لم يكن (ف) يحمل العداء في صدره وإنما استقبل صديقه ببشاشة وجهه، ونصحه في النهاية بان يكف عن اصطحاب صديقته الساقطة الى مسكنه ... لكن (هـ) لم يرضَ بالنصيحة ولم يذهب بهدوء خجلا من تصرفاته وإنما أسرع الى بيته يحمل سكينا وعصا غليظة وخرج يؤدب صديقه لأنه عاتبه .... كان جزاؤه ست طعنات في رأسه وطعنتين في القلب والصدر ! سقط (ف) على الأرض مضرجا في دمائه ... مات الشاب وتيتمت أسرته من بعده ... لقي مصرعه ثمنا لعتاب صديقه ... ماذا حدث بين الصديقين ؟ وكيف دار سيناريو النهاية ؟ هذا ما سوف نتعرف عليه معا الآن !

كنت حائرا في الإجابة على سؤال ابن القتيل (ك) الذي يبلغ من العمر أربع سنوات والذي سأل عن والده فبماذا أجيبه وقد خيم الحزن ليس على وجهه فقط وإنما على البيت كله! جلست للحظات وأنا استمع للطفل البريء وهو يردد بكل براءة انه ينتظر والده لكي يرتمي بين ذراعيه مساء كل يوم أثناء عودته من عمله ... يقبله ثم يعطيه الحلوى التي يحبها واعتاد والده ان يشتريها لابنه كل مساء ... لكن بين ليلة وضحاها كان الموت شاخصاً على باب الأسرة في انتظار شخص واحد لكي يقبض روحه ... الأب الذي دفع ثمن نصيحة صديقه عندما شاهده أكثر من مرة وهو يصطحب الفتيات الساقطات الى بيته وهو نفس البيت الذي سكنه أيضا (ف) لم يرض بهذا الوضع ... انتظر صديقه (هـ) حين عودته الى بيته وعاتبه عتاب الجيران لكنه لم يتقبل النصيحة ولم يرحل بهدوء وإنما أسرع الى بيته يحمل سكينا و(توثية) كبيرة وخرج يعاقب صديقة على طريقة الأشقياء والخارجين على القانون ... طعنه بالسكين على رأسه عده طعنات حتى أرداه قتيلا ... ابنه (ك) كان لا يزال غارقا في أحزانه ... تسيل دموعه فوق وجهه ... يحتضن في يده صوره والده ... كلما دق جرس الباب أسرع يفتح كأنه يتطلع لرؤية والده من جديد ... لكنه يعود باكيا يرتمي في أحضان أمه ... الآن وبعيدا عن الأحزان التي سكنت قلوب وبيت أسرة (ف) ماذا حدث في شارع الحسينية عندما بدأ يصارح صديقه ! وهذا ما فعله (ف) مع صديقه (هـ) الذي اعتاد على شرب الخمور واصطحاب الفتيات الساقطات الى بيته ... لكن غرور (هـ) حال دون ذلك وقرر ان يتخلص من جاره الذي كان ينصحه ... انهال عليه طعنا بسكين حادة في رأسه وقلبه حتى أرداه قتيلا في الحال وسط ذهول الجيران والمارة ولم يكتف بذلك بل حاول الاعتداء على شقيقته واحد جيرانه وأصابها إصابات بالغة في أماكن متفرقة من الجسد . اقتربت الساعة من الخامسة مساء الشارع الخلفي بالقرب من البساتين في مدينة الحسينية ... يلفه الهدوء الا من بعض المحال ... (ف) كان يغسل سيارته بالقرب من باب بيته ... لحظات ويأتي صديقه (هـ) وجدها الصديق فرصة للحديث معه في حياته الخاصة خاصة ان الشقة التي يسكنها (هـ) ملك أهل (ف) لكن ما يحدث داخلها أزعج الرجل حتى فاض به الكيل ! البداية كانت عتابا ... نصح (ف) صديقه بان يبتعد عن أصدقاء السوء وشرب المخدرات وتعاطي المسكرات وأيضا ان يتوقف عن اصطحاب الفتيات الساقطات الى شقته لان باب الشقق مشترك ما بين الجميع ... وان الجيران شكوا من تصرفاته ورعونته وطيشه لكن (هـ) لم يستمع للنصيحة ... استشاط غضبا ... ثم أسرع الى شقته واخذ سكينا ضخما من المطبخ وقطعه خشبية ضخمة وخرج مهرولا قاصدا (ف) وبلا سابق إنذار قام باستخراج السكين وطعنه في رأسه عدة طعنات ولم يكتف بذلك ... حاول (ف) ان يدافع عن نفسه لكن (هـ) طعن صديقة طعنتين في قلبه وفي الرئة اليمنى فأسقطه قتيلا على الأرض في الحال وسط ذهول المارة وصراخ النساء ... حاول بعض الجيران التدخل لكن المتهم أصبح كالثور الهائج راح يضرب من يقابله بالعصا فأصاب شقيقة (ف) وجاره الذي تحامل على نفسه وحمل المجني عليه الغارق في دمائه الى سيارته في محاولة لإسعافه – ظن الجميع انه لا يزال على قيد الحياة – وعندما وصلت السيارة الى المستشفى اكتشف الجميع بان (ف) قد فارق الحياة ! شرطة المستشفى أخبرت سيطرة النجدة بوصول شاب مصاب بعدة طعنات وقد فارق الحياة في طريقه للمستشفى ... اهتمت الشرطة المحلية التابعة لشرطة الزهور بالحادث وأخذت تجمع المعلومات عن المتهم وأماكن وجوده وقد اكتشفت بان (هـ) هو من أرباب السوابق وسبق دخوله السجن بأكثر من قضية شروع بالقتل ومشاجرات، تم تضييق الخناق على المتهم لضبطه حيث تمكنت مفرزة من إلقاء القبض عليه داخل محل لبيع الطيور في السوق الشعبي .... وعندما وصل المركز اعترف تفصيليا بأنه قتل (ف) لأنه سبه واعتدى عليه وذكره بماضيه بأنه كان قوادا للفتيات في البتاوين قبل مجيئه الى الحسينية ... في اليوم التالي صدقت الشرطة اعترافه قضائيا أمام قاضي تحقيق محكمة الزهور وتم إيداعه التوقيف بتهمة القتل العمد ! والشروع بقتل شقيقه المجني عليه !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بايدن: اتفاق غزة بات أقرب من أي وقت مضى

خرائط وبيانات ملاحية ترصد 77 خرقاً "إسرائيلياً" لأجواء أربعة دول عربية منذ تهديد إيران

مشعان الجبوري يخاطب "السيادة": اعتذروا والا

أمر قبض ومنع سفر لـ"زيد الطالقاني"

برلماني يكشف آخر مستجدات منصب رئيس البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram