عار وخزي أن يلوك البعض ذل الهزيمة ويتقبلوا ان تستبيح عذرية شباكنا وهم يتفرجون بدم بارد كأنهم مضيّفون لحفل صاخب تتوالى الطعنات في قلب وطنك ولا يهزهم منظر الآخرين يرقصون على صدره الموجع انتشاءً بنصرهم ، ولا يستحون من شواربهم وهي تتمدد مع ابتساماتهم المُخجلة ليبرروا سرّ الخسارة في كرة القدم بأتهام لص (الهدف المفاجىء) بينما الحقيقة غير ذلك ، لا يمتلكون الجرأة بالاعتراف أنهم أكلوا مثلنا مقلب زيكو الذي وجد الطريق سالكة الى بغداد ليلبس معطف (علي بابا) ويخرج بغنيمة العُمر من مغارة اتحاد أمناه سمعة كرة الرافدين!
أداء باهت ، وروحية لا تمت لغيرة الأسود المعرف عن شدتها وقت الأزمات ، ولاعبون كبار يؤكدون يوماً بعد يوم أنهم فقدوا صلاحية العطاء ( بحكم الزمن) وليس في ذلك عيب ابداً ، وبقاؤهم مرهون بما يوفرون من دعم معنوي للشباب في المواجهات الصعبة لكن لم يعد باستطاعتهم التغيير والحسم وتفنيد كل الانتقادات الموضوعية التي وجهت اليهم ، فالملعب هو المكان الأصلح للرد عملياً وليس التخفي في موقع اجتماعي بأسماء مستعارة يكيلون أبشع أنواع الشتائم لمن يعرّي هزالتهم بعد ان فقدوا بريق أمم آسيا وليس أمامهم سوى احترام تأريخهم وينزوون طوع أنفسهم بدلاً من خلق المشكلات مع الملاكين التدريبي والإداري والتظاهر أنهم أكثر حرصاً من الآخرين على سمعة المنتخب بدليل ان بعضهم أعلن مقاطعة الوحدات التدريبية وعدم العودة لارتداء الفانيلة الوطنية في وقت يعجز عن النطق بحرف واحد وهو يمثل نادياً خليجياً مهماً علا شأنه فيه وغرف من خيراته لن يكون أكثر احتراماً ومهابة من منتخب بلده!
إن العمل في وضح النهار يُبعد عن الاتحاد نار الشبهات ، ورئيس الاتحاد يعرف ذلك جيداً بالرغم من إيماننا انه غير مستعد للتضحية بتاريخه من اجل إبرام عقد غامض يثير ضده الشك بالنزاهة ، لذلك لن أجد أفضل حلاً لخروج الاتحاد من ورطته في الحد من ألاعيب زيكو وخشية تأنيبه توجساً من حصانة عقده بعد تهرّبه من التواجد في بغداد بحجة عدم تجميع اللاعبين في مكان واحد ، سوى بمطالبته الاستقرار في بلدنا أسوة ببقية الخلق من العاملين في حقل التدريب مع منتخبات عُمان والأردن واستراليا واليابان وبقية الدول المتنافسة على بطاقات آسيا الأربع والنصف ، واتخاذ قرار تجديد صفوف المنتخب بعد بيان مدى الاستفادة من اللاعبين المحترفين لكي يمضي بهم في مرحلة الإياب بمشوار جديد نطوي فيه مرحلة الذهاب ويكون هدفنا انتزاع 12 نقطة وتحديد برنامج التحضير في بغداد عبر وحدات تدريبية اسبوعية تتخللها مباريات ودية في أيام (فيفا) تتصاعد جرعاتها تدريجياً كلما اقتربت مواعيد المباريات في العام المقبل بالتنسيق مع الاندية وهي تخوض صراع النخبة الذي سيشهد ندية كبيرة إذا ما علم اللاعبون ان زيكو يراقب تحركاتهم في جميع الملاعب.
كما لابد من تقييم رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود وبقية أعضائه الكرام أداء المنتخب الوطني بتجرّد من العلاقات ، ووضع زيكو كمدرب وليس اسمه محور طاولة فنية يجلس على اطرافها متخصصون (من الداخل والخارج) يثق الإعلام والجمهور بطروحاتهم المخلصة وليست (اللئيمة بداع التسقيط والانتقام ) وتوثق الجلسة في محضر يأخذ بنظر الحسبان جميع الفقرات الواردة فيه ويُعرض على اجتماع مجلس إدارة الاتحاد في اقرب وقت لاتخاذ قرار منصف وشجاع : أما قبول الاستمرار مع زيكو وتضمين مقترحات تعضد التشكيلة والأسلوب والخطط الصالحة ، وتكشف أسباب تداعيات موقف المنتخب في المجموعة الثانية وتذيله لها بعد أربع مباريات لم نحصد منها غير نقطتين فقط لا تبعثان على الارتياح في طريق التنافس على البطاقة الثانية أو حتى الثالثة لتمثيل العرب في المونديال ، أو إعلان اتحاد الكرة مسؤولية عدم تدخله في عمل زيكو وترك مصير منتخبنا بيده مقابل التعهد بتحمل نتائج فشل التأهل الى مونديال البرازيل بخيارات مفتوحة وعلى رأسها الاستقالة لحفظ استقلالية منصب الرئيس ومن معه بعيداً عن العواطف وردات الفعل الغاضبة ، فالمنصب يوظف لخدمة مشاريع البلد ، وعقد زيكو دفع من خزينة الدولة وليس من شركة اهلية يشرف عليها رئيس الاتحاد ، وعليه مثلما تراقب كيفية انفاق مبالغ العقود في بقية القطاعات الاخرى ويحاسب المعنيون على هدرها لعدم انجاز المشروع ، فيجب ان يخضع اتحاد الكرة ايضا للحساب والعقاب في حالة عدم ايفائه حق مبلغ العقد ( 2,5 مليون دولار ) وضياع الجهود والامكانيات بمقلب لن تنساه الكرة العراقية أبداً!
سكوت .. أكلنا المقلب!
[post-views]
نشر في: 17 أكتوبر, 2012: 05:12 م