TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عبد الله المؤمن

عبد الله المؤمن

نشر في: 14 إبريل, 2013: 09:01 م

العراقيون  يعرفون من هو عبد الله المؤمن، قائد الحملة الإيمانية، فبعد تحرير الكويت، وانسحاب الجيش،  واندلاع الانتفاضة في معظم المحافظات، وتوقيع اتفاقية  خيمة صفوان،  مجهولة البنود والفقرات إلا ما أعلن منها وقتذاك، أخذ التوجه لتوطيد "الإيمان" طابعا رسميا، وصدرت الأوامر  للمنظمات" الجماهيرية "  المرتبطة بالحزب الحاكم ووسائل الإعلام  لتتولى هي الأخرى مسؤولية   تشجيع المواطنين  للتمسك بكل ما هو إيماني،  ورص  الصفوف لإعمار ما خربه  الأشرار،  واتخذ العديد من الإجراءات  في هذا الإطار، ومنها  صدور قرار بتخفيض محكوميات السجناء  لحفظهم أجزاء من القرآن الكريم.
الحملة الإيمانية وصاحبها، كانت تسعى الى  تحقيق أهداف مرحلية انتهى بها المطاف مادة للسخرية والتندر،  لأنها كانت بنظر الكثير من العراقيين  محاولة رسمية لتحشيد   الرأي العام باستخدام الورقة الدينية لمواجهة تداعيات "العدوان الثلاثيني"  في وقت يعيش فيه الشعب العراقي تحت طائلة عقوبات اقتصادية،  فرضها مجلس الأمن بعد غزو النظام السابق الكويت، فتكبل بالبند السابع، وأجبر على دفع تعويضات بنسبة خمسة بالمئة من وارداته النفطية، للبلد الجار وشعبه الشقيق، وألزم بتنفيذ قرارات دولية تتعلق بترسيم الحدود البرية والبحرية بين البلدين،  والبحث عن المفقودين والأسرى الكويتيين، وكل  هذه الملفات  لم  تحسمها الحملة الإيمانية، وظلت عالقة حتى هذا اليوم،  على أمل حسمها من خلال عمل اللجان المشتركة بين البلدين، ومن المتوقع أن تعقد اجتماعا في بغداد خلال الشهر الحالي.
  هذه الأيام يشهد العراقيون تنفيذ حملة إيمانية بشكل آخر، بسعي جهات  على إنشاء المزيد من دور العبادة في  أحياء متفرقة من العاصمة،  بتشييد أبنية لهذا الغرض في مساحات فارغة من الأراضي،  خصصت طبقا لأمانة بغداد لتكون مناطق خضراء، ونظراً لتأخر التنفيذ، توفرت الفرصة للآخرين للإفادة منها بدعم من مسؤولين تقمصوا شخصية عبد الله المؤمن،  وعملية البناء لا تحتاج الى أكثر من توفير" دبل بلوك " وطنين من الاسمنت،  وكتابة لافتة  تتضمن عبارة تم بعون الله.... الخ،  ليكون الأمر واقع حال، من الصعب جداً وبعد " صب البتلو" إزالته،  ولا أحد يستطيع الاعتراض، على استخدام الأراضي المخصصة كمناطق خضراء لأغراض أخرى.
في مناطق كثيرة بجانب الكرخ شخصت الظاهرة، وأبدى مواطنون اعتراضهم لأن أحياءهم تضم العشرات من دور العبادة، وهم  ليسوا بحاجة الى المزيد، بقدر تنفيذ رغبتهم بأن تقوم الجهات الشعبية والرسمية  بإنقاذ مناطقهم من النفايات، وتطوير شبكات المجاري، وبناء مدارس ومراكز صحية، وحث أصحاب المولدات الكهربائية الأهلية على الرأفة بالمواطنين بتخفيض تسعيرة الأمبير الواحد من  عشرة الى سبعة آلاف دينار، تزامنا مع بدء العد التنازلي  لموعد حلول شهر رمضان الذي سيكون  في  موسم يشهد ارتفاعاً ملحوظاً بدرجات الحرارة، تفوق معدلاتها الاعتيادية، ربما ستجعل متقمصي شخصية عبد الله المؤمن،  يؤجلون الصوم لحين توفر الظروف اللوجستية المناسبة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. الموج الهادر

    هذا النظام من جابته امركا وايران ولهذا اليوم ما تعده تفكيرهم ان يبنون شي اهم وافضل واكبر من ((( حسينية ))) لان ماضيهم كانو عايشين على فضلات الحسينيات فيريدون يردون الدين !!

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram