بدأ الكتابة في منتصف التسعينات من القرن الماضي بكتابات بسيطة عن الموسيقى والفن بشكل عام، لكنه سرعان ما وجد نفسه غارقا في الكتابة للأطفال فأصدر أول مجموعة قصصية بعنوان (المساعدة) التي احتوت على عشر قصص خاصة بالأطفال ولاقت قبولا جيدا من قبل الأ
بدأ الكتابة في منتصف التسعينات من القرن الماضي بكتابات بسيطة عن الموسيقى والفن بشكل عام، لكنه سرعان ما وجد نفسه غارقا في الكتابة للأطفال فأصدر أول مجموعة قصصية بعنوان (المساعدة) التي احتوت على عشر قصص خاصة بالأطفال ولاقت قبولا جيدا من قبل الأطفال،وما كاد يحس بنفسه إلا وقد ألف (82) كتابا كلها مختصة بالأطفال وتربيتهم والطرق العلمية في التعامل معهم، يقضي نهاد سعدالله المولود في العام 1973جل وقته في المطالعة والكتابة، وقد لا يمر أسبوع من دون أن يخرج من غرفته التي لا تضم سوى مكتبة تحتوي على الكثير من الكتب المعنية بأدب الأطفال وكومبيوتر يطبع عليه كتاباته، التقت به "المدى" في منزله الواقع في الضاحية الغربية من مدينة دهوك وأجرت معه هذا الحوار :
* كيف بدأت الكتابة والتأليف ؟
- بدأت الكتابة منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي بكتابات بسيطة عن الموسيقى والفن بشكل عام، لكن سرعان ما وجدت نفسي غارقا في الكتابة للأطفال، فأصدرت أول مجموعة قصصية بعنوان (المساعدة) التي احتوت على عشر قصص خاصة بالأطفال في العام 2000، ولاقت قبولا جيدا من قبل الأطفال ،ومن هناك بدأ مشواري في تأليف الكتب فألفت لحد الآن (82) كتابا .
* ما نوع الكتب التي تؤلفها ؟
- كتبي كلها مختصة بالأطفال والطرق العلمية في تربيتهم والأساليب الحديثة في التعامل معهم،وأغلب هذه الكتب هي مجاميع قصصية أو دراسات حول نفسية الأطفال وميولهم ورغباتهم وهي موجهة للكبار الآباء والأمهات بالدرجة الأولى.
* كيف تقضي وقتك ؟
-أقضي معظم وقتي إما في المطالعة أو الكتابة، وقد يمر أسبوع من دون أن أخرج من غرفتي التي لا تضم سوى مكتبتي المليئة بالكتب المعنية بأدب الأطفال إضافة إلى كومبيوتر أطبع عليه كتاباتي .
* ما السبب وراء حماسك الكبير للتأليف بهذا الكم الكبير؟
- إن الدافع الأساسي من وراء تأليفي لهذه القصص هو حبي للكتابة للأطفال، فإنني في عملي كمعلم في مركز (زيوة) لحماية الأطفال العاملين في الشوارع على تماس مستمر مع مشاكل الأطفال ومعاناتهم وما يحتاجون إليه، ووجدت أنهم بحاجة ماسة إلى الثقافة التي يمكن الحصول عليها عن طريق الكتب والقصص التي يقرأونها.
*علمنا أنك خلال آخر سنتين ألفت (20) كتاباً أليس هذا العدد كبيراً ؟
- إنني أعمل ليلا ونهارا ولدي تخطيط لكل ما أعمله، لذلك فإنني أقرأ كثيرا ،إذ القراءة تأخذ مني ضعف ما تأخذه الكتابة والتأليف، وقد تكون مؤلفاتي ليست كلها بمستوى واحد إلا أن لكل واحد منها غاية، فلا أعتقد أنها تأتي على حساب النوعية، لأننا في محافظة دهوك وإقليم كردستان نفتقر إلى مكتبة تشبع فضول الأطفال وتسد ما يحتاجونه وخاصة أنهم الآن لا يعرفون غير اللغة الكردية واللهجة المحلية الدارجة التي أصبحت هي المعتمدة في المدارس.
* هل تستفيد مادياً من إصدار هذه الكتب؟
- هذه الكتب لا تدر عليَّ بفائدة تذكر، فغالبيتها بالكاد تخرج المبالغ التي أصرفها على طبعها، لكن من بين هذه الكتب ما طبع لثلاث مرات لشدة إقبال ذوي الأطفال عليها، لكنها لم تصبح لحد الآن موردا ماليا بالنسبة لي.
* إلى أي درجة يتقبل الكتاب والأدباء مؤلفاتك؟
- خلال مسيرتي في التأليف تعرضت لانتقادات كثيرة من قبل الكتاب والمؤلفين، لكنني بقيت مستمرا في عملي ولم أتخل عن حلمي، فأنني أريد أن أثبت لنفسي وجودا داخل هذا العالم الذي نعيش فيه، كما أن هنالك فراغا كبيرا في مجال أدب الأطفال في منطقتنا وإنني أسعى لسد ولو جزء بسيط من هذا الفراغ .
*ما مواضيع القصص التي تتناولها، ولماذا تختار أبطالك من الحيوانات؟
- القصص التي أكتبها هي للأطفال، لذلك فهي تجسد أحلامهم من خلال مغامرات صغيرة يقوم بها أبطال وهميون من الحيوانات،وقد اخترت أبطالي من الحيوانات، مثل الثعالب والقطط والكلاب والدببة والطيور لأنها الأقرب إلى قلوب الأطفال، كما إنني باختياري لها أحاول أن أجعل العلاقة بين الطفل والحيوان علاقة صداقة لا علاقة عداوة وخوف "
* نراك تمزج بين الواقعية والخيال في قصصك فما هو السبب؟
- إن القصة ينبغي أن تمزج بشيء من الخيال كي تنسجم مع رغبات الأطفال وتطلعاتهم البريئة، كما إنني لا أحب أن أوصل المعلومات بشكل مباشر إلى الأطفال، فهم يحبونها ملفوفة بشيء من الغموض والدهشة.
* لماذا اخترت أسلوب القصة لإيصال أفكارك إلى الأطفال؟
- القصة وسيلة جيدة لنقل النصائح للأطفال بطريقة غير مباشرة، كما إنها وسيلة جيدة لربطهم بالقراءة والمطالعة لأننا في زمن ازداد فيه عدد الذين لا يطالعون الكتب كثيرا داخل مجتمعنا.
*هل الكتابة للأطفال سهلة أم هنالك شروط ينبغي توفرها لكتاب الأطفال؟
- الكتابة للأطفال تتطلب الكثير من المهارة والدقة في الملاحظة ،إضافة إلى ثقافة واسعة والتقرب لعالم الأطفال ومعايشتهم ،وعملي في مركز (زيوة) كمعلم قد هيأ لي الكثير من الأفكار التي اقتربت بها من دنيا الأطفال.
* ما الشروط التي ينبغي أن تتوفر في قصص الأطفال ؟
-ينبغي أن يكون الذي نكتبه ضمن دائرة استيعاب الطفل ويكون ممتعا له وسهل الاستيعاب، وقصة الطفل ينبغي أن تكون سلسة خالية من العقد المتعددة، ولغتها مفهومة بالنسبة للطفل، ويجب أن نراعي مستوى العمر في كتاباتنا .
* هناك من يدعو إلى فكرة أن يكتب الأطفال للأطفال ،هل أنت مع هذه الفكرة؟
- إنني لست مع فكرة أن يكتب الطفل للطفل، لأن الكتابة للأطفال نوع من التربية غير المباشرة، لذا يجب أن يقوم بها أشخاص راشدون ومتخصصون، كما أن الطفل دائما ينظر إلى من هو أكبر منه منتظرا أن يقدم له ما ينتفع به .
* إلى أي درجة يتقبل الناس كتبك؟
نهاد سعدالله (وهو يرفع كتيبا صغيرا): هذا الكتيب تم طبعه للمرة الرابعة، فهناك طلب كبير عليه، لأنه يلبي حاجة الناس وإنني أكتب للناس ما يريدونه، لذلك فان كتبي تلاقي رواجا جيدا واستطعت أن أكون لنفسي اسما بين الكتاب المتواجدين في دهوك وأصبحت منذ سنتين عضوا في اتحاد أدباء الكرد أيضا .
* لاحظنا بأنك قد بلغت الأربعين عاما ولم تتزوج ،فما السبب ،هل التأليف أم ماذا؟
-الزواج قسمة ونصيب كما يقولون، وإنني لست ممتنعا عن الزواج رغم قناعتي بأن الزواج قد يكون عائقا أمام تطلعاتي .
*وما تطلعاتك وأمنياتك للمستقبل؟
- إنني أتطلع لأكون مثل الكتاب الكبار الذين تركوا وراءهم شيئا نافعا للأجيال الذين سيأتون من بعدهم.
*ما آخر مؤلفاتك؟
- إنني الآن منشغل بتأليف ثلاثة كتب جديدة ،وهي عبارة عن قصص للأطفال، أبطالها كالعادة من الحيوانات، وهي تضم الكثير من الخيال والمعلومات التي يحتاج إليها الأطفال .