فوجئ الوسط الرياضي قبل أيام بتصريح مدرب منتخبنا الشبابي بكرة القدم الكابتن حكيم شاكر بأنه يقترح إناطة مهمة تدريب منتخب الشباب الى الصربي فلاديمير بيتروفيتش وذلك للتداخل الذي حصل ما بين لاعبي المنتخبين الوطني والشبابي وكأنه لا يعرف من قبل ان هذا التداخل موجود وهو مَن فرضه علينا بحكم تواجده كمدرب لمنتخب الشباب.
وبعد إناطة اتحاد الكرة مهمة تدريب المنتخب الوطني به سعى لأن يستقطب 10 أو12 لاعباً من صفوف منتخب الشباب لتشكيلة الوطني واعتمادهم في بطولتي غرب آسيا وخليجي 21 التي اختتمت مؤخراً في البحرين ما حدا بلاعبي المنتخب الوطني الاساسيين الى الانزواء بعيداً عن المستديرة الساحرة والمستطيل الاخضر الذي أفنوا سنين عمرهم عليه ليتم تسريحهم في غفلة من الزمن ليصبحوا أسوداً مع وقف التنفيذ بعد ان حققوا الزهو للكرة العراقية في العديد من المناسبات ليكون أسود الرافدين حقاً بكل ما تحمله تلك المفردة من معانٍ ٍحقيقية تجسّد بفعل هؤلاء الفتية ولا احد يمكنه ان يتناسى يوم زلزلوا الارض تحت اقدام المارد السعودي في جاكرتا ليخطفوا اللقب الأغلى في أحلك الظروف.
هكذا كانت مكافأة الأسود ان يسرّحوا بين ليلة وضحاها وجاء قرار التسريح على يد البرازيلي زيكو الذي سيبقى النقطة السوداء في تأريخ الكرة العراقية مهما حيينا فهو من قتل الأسود الذين كنا نتغنى بهم لأجمل فترة من فترات حياتنا لكنه عمد الى انهاء تأريخهم مبكراً فأين هوار المغوار وعماد العمدة وسدير وقصي وباسم ومهدي ونشأت وكرار ومصطفى فتلك الكوكبة لا يمكن الاستغناء عنها بهذه الطريقة الدراماتيكية التي جعلت مدرب منتخب الشباب حكيم شاكر ان يستدعي لنا عشرة لاعبين من منتخب الشباب ليزجهم في تشكيلة المنتخب الوطني ويتم اعتمادهم كلاعبين اساسيين وكأن الساحة خالية من اللاعبين الكبار خصوصا ان الدوري متواصل وفيه العشرات من اللاعبين الذين بامكانهم تمثيل المنتخب الوطني خير تمثيل ليضعنا في عنق الزجاجة ويبدأ الحديث عن امكانية مشاركة منتخبنا الوطني في التصفيات المؤهلة الى مونديال البرازيل وفي الوقت نفسه نتحدث عن امكانية مشاركة منتخب الشباب في نهائيات كأس العالم للشباب في تركيا حزيران المقبل .
لا اعرف لماذا هذا التداخل في الوقت الذي تحدثنا جميعا فيه ازاء هذا الدمج بين المنتخبين وقلنا لأكثر من مرة ان ثمة تداخلا سيحرجنا ويُربك مهمة المنتخبين وطريقة استعدادهم للمهمتين ولو تمعنا في تأريخ كرة القدم العراقية على مرّ العصور لم نرَ كهذا التخطيط والتنظيم فمنذ زمن ونحن نعي ان منتخب الشباب يضم نخبة من اللاعبين ضمن الأعمار المحددة به فيما يضم المنتخب الوطني نخبة ايضا مثلت المنتخب الشبابي من قبل وتم تأهيلها لتمثيل المنتخب الوطني من دون اللجوء الى استقطاب أي لاعب من تشكيلة الى اخرى .
لذلك ارى ان من الضروري ان يتم عزل التشكيلتين الآن والاعتماد على اللاعبين الكبار في المنتخب الوطني خصوصاً ان فرقنا المحلية تزخر بطاقات كبيرة جداً بامكانها تمثيل العراق خير تمثيل واعادة مَن سرحهم زيكو ولم يعتمدهم حكيم من اللاعبين الذين مثلوا العراق في المحافل الكبيرة وترك الشباب لمنتخب الشباب خصوصاً انهم بحاجة الى الخبرة وما قدموه خلال مباراتي اندونيسيا التي فزنا بها بهدف يتيم وخسارتنا امام الصين الفريق الذي يحلم ان يحقق الفوز علينا خير دليل على قلة خبرتهم الدولية والمستقبل امامهم وبامكانهم تحقيق ما يصبون اليه.
دمج الوطني مع الشباب لماذا؟
[post-views]
نشر في: 15 إبريل, 2013: 09:01 م