"ياهو هاذ" سألت الحاجة أم منعم زوجها مستفسرة عن مرشح احتلت صورته ملصقا كبيرا ،" وهذا ياهو الواكف بسده" تقصد صورة زعيم ائتلاف أو حزب احتلت صورته هو الآخر مساحة نصف الملصق ، كان الزوج يرد على أسئلة الحاجة ، وهي لم تنقطع عن الاستفسار أثناء توجههم بسيارة منعم السايبا من البياع الى مدينة الصدر .
خلال التوقفات الكثيرة في التقاطعات والشوارع العامة ، واصلت الحاجة طرح الأسئلة ، والزوج يجيب وعلى غير عادته من دون ضجر وتذمر ، وبين لحظة وأخرى يوجه إرشاداته لابنه منعم بان يكون منتبها ولا يشغل نفسه بصور المرشحين .
- اكول حجي شنو معناتها صورة المرشح الزغيرون بسد صاحبه الجبير ؟
أبو منعم التفت لزوجته وبطريقته الخاصة في تحليل الأحداث والمواقف والظواهر السياسية ، شرح للحاجة أسباب وجود صور زعماء الأحزاب والقوائم بجوار المرشحين ، وقال إنها رسالة واضحة للناخبين بان المرشح الفلاني ينتمي لهذا الحزب ، وتلك القائمة ، ردت الحاجة بعد ان فهمت المغزى من وجود صورة المرشح وزعيمه بالقول " يعني الكرعة تتباها بشعر اختها "
الحاج أبو منعم الحذر جدا من توجيه انتقادات مباشرة للأحزاب المتنفذة، أمر زوجته بان تلتزم الصمت وتكف عن توجيه تعليقاتها " مالنا حيل للطلايب " وأبدت الحاجة اعتراضها على رد الزوج ، وردت بلازمتها " الحمد لله والشكر لله " ثم التزمت الصمت ، فيما واصلت باهتمام النظر الى صور المرشحين ، وحينما ترى صورة لا تعجبها تحرك يدها تعبيرا عن اعتراضها على سعي البعض لتطبيق نظرية الكرعة وشقيقتها أم الشعر.
بعد دقائق من الصمت تنفيذا لأوامر الحجي ، وأثناء الوقوف في طابور طويل من السيارات لعبور إحدى سيطرات التفتيش ، نفد صبر الحاجة ، وطرحت سؤالا كاد يخرج الزوج من طوره.
-اكول حجي وين صور الأوليين ؟ تقصد مسؤولي النظام السابق .
رد الزوج "اشتعلوا اهلج " وبتدخل الابن ومطالبته الطرفين بالتمسك بالحوار الحضاري بين الحاج وزوجته ، استعرض أبو منعم معلوماته حول الانتخابات وضوابط وتعليمات المفوضية في منح الكيانات حق المشاركة ، وابلغ الحاجة ان من تقصدهم لم يشاركوا في العملية الانتخابية ، لشمولهم بإجراءات المساءلة والعدالة المتعلقة باجتثاث حزب البعث المنحل .
ولمعرفة المزيد من التفاصيل طرحت الحاجة سؤالا افتراضيا ،
اكول حجي يعني يصير نشوف صور فلان وعلان ؟
ادرك الحاج المغزى من سؤال الزوجة ، وبعد لحظات صمت قال : ان أتباع هؤلاء فقدوا قواعدهم الشعبية ، ولا توجد أمامهم فرصة للعودة الى الحياة السياسية .
صلوات وراية الله بيضة .
واسترسل الحاج في حديثه موضحا في حال أعلن أصحاب فلان وعلان إيمانهم بالديمقراطية وقدموا اعتذارا عن ممارساتهم السابقة بحق العراقيين ، ستتوفر لهم الإمكانية للمشاركة في العملية السياسية .
قبل دخول السايبا الى مدينة الصدر ، بتجاوز آخر سيطرة تفتيش وجهت الحاجة سؤالا عن المرشحين وقبل ان يجيب الحاج على السؤال سمع صاحب جهاز الكشف عن المتفجرات يقول "اطبك عالتفتيش" ، فردت الحاجة "مال الخفت يمه احنا موش ارهابيين "
البقاء للأصلع
[post-views]
نشر في: 15 إبريل, 2013: 09:01 م