مع عدم الاهتمام بالمخلوقات المغايرة في الفضاء الخارجي، يعتقد بعض العلماء إن الإنسان ربما يشارك الكرة الأرضية مع أنواع غريبة من الحياة والتي تختلف تماماً عن أسلوبنا، وهي مخفية عن أنظارنا. وعبر العالم، توجد صحارى واسعة، وقد وجدت حفريات غريبة على أسطح
مع عدم الاهتمام بالمخلوقات المغايرة في الفضاء الخارجي، يعتقد بعض العلماء إن الإنسان ربما يشارك الكرة الأرضية مع أنواع غريبة من الحياة والتي تختلف تماماً عن أسلوبنا، وهي مخفية عن أنظارنا.
وعبر العالم، توجد صحارى واسعة، وقد وجدت حفريات غريبة على أسطح الصخور فيها. إن طبقات المنغنيز، الزرنيخ والسيليكون تعرف بكونها طلاء للصحراء، وقد تم العثور عليها في صحراء أتاكاما في شيلي وصحراء ماجوف في كاليفورنيا وأماكن أخرى مختلفة، وهي تعمل على إضفاء البريق على الصحارى وبألوان متعددة وبعد حك الطلاء، رسم سكان تلك المناطق رموزا غريبة وصورا على الصخور والجدران والأسطح أيضا.
وعلى الرغم من البحوث المكثفة من قبل الجيولوجيين، لا تزال الأشكال التي تظهر في الصحارى أمراً لم يتم التوصل الى سره، وهناك نظريات متعددة حول الموضوع، تقول بعضها ان : هذا النتاج قد جاء إثر رد الفعل الكيميائي والذي يتفاعل عبر ألوف الأعوام مع التقدم البيئي.
وتتحدث البروفسوره كارول كليناتد من جامعة كلورادو عن تأويل مختلف جداً، فهي تؤمن إن طلاء الصحراء قد يكون دليلاً أو مظهراً لعالم بايولوجي مختلف تماماً، أما البروفسور كليناد من المركز الفضائي للجامعة، فهو يصف تلك الأشكال كونها ظلال الأبعاد الأثيرية، والفكرة ببساطة تتلخص، في وجود أشكال للحياة ميكروبية، تمتلك شكلاً مختلفاً من الحياة الكيميائية التي نعرفها حالياً.
إنها فكرة مثيرة، اننا نتشارك الكرة الأرضية مع شكل آخر من الأحياء التي توجد عليها، (مثل عالم الجنيات والأقزام، كما جاء في كتاب (حياة غريبة): البحث عن حياة غريبة جداً عن حياتنا، إن حياة مختلفة عنا قد تكون مجرد فضول علمي، له أهميته الكبرى، إذ إن وجوده سيثير التوقعات العظيمة لإيجاد نوع من الحياة في الفضاء أيضاً، وكما عبر عن ذلك البروفسور بول ديفيز من جامعة أريزونا: (ان بدأت الحياة أكثر من مرة على الأرض، فنحن سنكون واثقين من إن الكون يتفاعل معنا أيضا).
وعلى أية حال، نقول رداً على ذلك، إننا ما دمنا قد فشلنا في إدراك فكرة مشاركتنا للأرض مع أشكال ظليّة من الحياة، على الرغم من التقدم العلمي في القرنين التاسع عشر والعشرين فعلينا إذن ان نعيد التفكير عن الطريقة التي نبحث فيها عن الحياة في عوالم أخرى مثل المريخ، ولكن ما هي فرصة البحث عن كائنات غريبة بعد فشل المختبرات الضخمة للعلم الحديث من العثور عليها، أو تحديد مواقعها.
ويؤكد هذا الرأي الخبير البايولوجي كريغ فينتر بقوله: (نحن نبحث عن الحياة في المريخ دون أن نعرف أشكال الحياة على الأرض).
إن فكرة حياة غامضة طرحت أولا من قبل كليدلاند وزميلتها في جامعة كلورادو، شيللي كوبلي في بحث قدم عام 2006، في مجلة علم الفلك العالمية، وتجد هذه الفكرة دعماً من قبل العديد من العلماء ومن بينهم عالم الفلك كريس ماكاي، الذي يعمل في مركز ناسا اميس للأبحاث في كاليفورنيا.
ويعتقد الباحثون ان هناك حياة أخرى وبشكل مختلف عمّا في الأرض، ان كافة الكائنات العضوية التي عثرنا عليها على الكرة الأرضية، تتكون مثلنا من البروتين و 20 بالمئة من الحوامض الأمينية إضافة الى الحامض المنوي المكون من أربعة عوامل كيمائية فقط، ومع ذلك فهناك في الكون أكثر من 100 حامض أميني وعلى 12 قاعدة في الأقل، ومن الممكن ان هذه العوامل قد أتحدت في الماضي البعيد لخلق إشكال للحياة تتكون عضوياً من عوامل كيمائية مختلفة عنا، وقد تكون بعضها لا تزال حيّة في زوايا الكرة الأرضية.
ويخفق العلماء في تحديد نوع الحياة الغريبة هذه، ان التاريخ الطبيعي للكرة الأرضية قد تم بحثه ودراسته من قبل العلماء، فكيف إذن يوجد شكل آخر للحياة، لم يتم التوصل حتى اليوم الى حقيقته.
وتجيب كليلاند قائلة، ان :الطرق والوسائل التي نتبعها في بحثنا تعتمد كلياّ على الكيمياء العضوية لنا، ولهذا ليس بإمكان العلماء العثور على الميكروبات.
وهذا هو السبب الذي لم يقدم فيه العلماء سبب ظاهرة (طلاء الصحارى)، وإن تم التوصل الى معرفة السر، فان ظواهر أخرى يمكن التوصل الى حلّها.
ويثير هذا الموضوع بالذات مناقشات مطوّلة بين العلماء في أمريكا وأوربا أيضا، ويقول ديميتار ساسيلوف، البروفسور في الفلك بجامعة هارفرد ومدير مبادرة أصل الحياة، فيها: (ان أردت إشارة ما، فعليك أن تقيس كمية الكاربون التي تنطلق أو تصدر عن الكائنات الحيّة على الأرض: الأبقار، الأغنام، الحشائش، الغابات، النباتات، وكافة أنواع البكتريا، وعندما تفعل أنواع البكتريا، وعندما تفعل ذلك، ستجد ان هناك تضاربا أو اختلافا بنسبة 5% تقريباً عن الكمية التي تحددها الكرة الأرضية والتي نجدها في الجو).
وبكلمات أخرى، هناك كمية كبيرة جداً بعض الشيء، من ديوكسيد الكاربون في الجو، يمكننا تفسيره حسب مقاييس الحياة على الأرض، وقد يكون سبب ذلك أخطاء في القياسات، أو قد يكون بسبب وجود حياة أخرى غريبة مسؤولة عن هذه الزيادة، وكما يقول سايلوف، (هناك أماكن خالية لتلك الحياة الغريبة، انه أمر واضح، وهناك البعض ممن يقدمون أدلة على عدم وجود تلك الحياة الأخرى،والعكس هو الصحيح، وليس لدينا أدلة تكفي لنفي ذلك.
وهناك ملاحظة مهمة للعلماء –على الرغم من وصف أولئك بالغرباء- فإننا نعتقد انهم كائنات مكونة من الكربون أصلا، والكيمياء المعقدة تشمل أيضا عناصر أخرى مثل السيليكون أيضا.
قبل البلايين من الأعوام، كانت الحياة تعتمد على أنواع مختلفة من كاربون الكيمياء العضوية، والتي كانت تنبعث من عدة أماكن في العالم.
وذلك التنوع كان قائماً على مزيج مختلف من قواعد وأحماض أمينية، وفي آخر الأمر تشكلت قاعدة واحدة أساسها (DNA) الحامض النووي، وأكثر من 20 نوعاً من الحوامض الأمينية لتصبح بعدئذ الشكل السائد من الحياة على الأرض، ولذلك السبب نجد ان الحياة كما نعرفها، بدءاً من الحشرات الى الإنسان ومن النباتات الى الطيور، لها (DNA) الخاص بها، وعلى أي حال، هناك أشكال أخرى من الحياة تعتمد على قواعد وبروتينات، قد تكون موجودة في الكون.
ولذلك الأمر يشير ساسيلوف، الى الكيمياء العضوية المعقدة، التي لها شكلين مختلفين، على الرغم من احتوائهما على كيمياء ذي صيغة واحدة وهذا هو سبب الاختلاف في المخلوقات، ولابد من وجود نظام عضوي خاص، في مكان ما من العالم يستخدم الشكل الآخر في النمو والحياة.
إن تقدم العلم سيكتشف السر وراء الألوان التي تكتسبها الصحارى في بعض مناطق العالم، أو يبحث في أمر تلك العملية الكيميائية الغريبة.
عن الأوبزرفر