اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الأيتام في البصرة يواجهون أوضاعاً معقدة.. والحكومة لا ترى ولا تسمع!

الأيتام في البصرة يواجهون أوضاعاً معقدة.. والحكومة لا ترى ولا تسمع!

نشر في: 16 إبريل, 2013: 09:01 م

تؤكد التقارير العالمية والمحلية المعنية بحقوق الإنسان ،إن تزايد الأعداد الكبيرة للأرامل والأيتام ، كان احد إفرازات الحروب التي مر بها العراق منذ عام 1980 ، وما بعد الاجتياح الأمريكي على العراق عام 2003. الآن هذه الحروب جعلت الأيتام ضحايا التقصير الحك

تؤكد التقارير العالمية والمحلية المعنية بحقوق الإنسان ،إن تزايد الأعداد الكبيرة للأرامل والأيتام ، كان احد إفرازات الحروب التي مر بها العراق منذ عام 1980 ، وما بعد الاجتياح الأمريكي على العراق عام 2003. الآن هذه الحروب جعلت الأيتام ضحايا التقصير الحكومي في بعض الأحيان.وبرغم عدم وجود إحصائية متفق عليها لأعداد اليتامى في العراق ، إلا إن الجميع متفق على كبر حجمها ، وإنها أصبحت احد هموم المجتمع العراقي ، ومن ابرز التحديات التي تواجه الحكومة العراقية.فهذه الشريحة تعيش تحت وطأة ظروف صعبة وقاهرة  ، نتيجة عدم قدرة معيلهم على تحقيق متطلبات الحياة لهم ، ورسم مستقبلهم ، ما ينتج التسرب من المدارس والتركيز على انتزاع لقمة العيش.

وبرغم أن الحكومة تمنح مبالغ مالية زهيدة للأرامل واليتامى ، عن طريق شبكة الحماية الاجتماعية ، إلا إن هذه المبالغ لا تكفي ، وتعد نقطة في بحر غلاء الأسعار والحياة المعيشية الصعبة التي يمر بها البلد.

وان كفالة اليتيم من الأعمال الطيبة التي تقدسها الشرائع السماوية ،وتقدرها المجتمعات في مختلف الأزمان. وأولى الإسلام اليتيم أشد الاهتمام وعظم مكافأة الإحسان له.

وذكرت العديد من  النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على الإحسان إلى اليتيم.

وجاء في القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم :

(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) سورة البقرة الآية 220 (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ) سورة الضحى الآية 9(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ).

زارت (المدى) قسم ذوي الاحتياجات الخاصة دار رعاية البراعم للاطلاع على أوضاعهم والإمكانات التي توفرها لهم الدار التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية .

نقص الكادر وقلة الراتب

يقول مدير قسم الاحتياجات الخاصة في البصرة مصطفى كامل لـ(المدى ) : توجد في القسم بناية خاصة مؤهلة لاستقبال الأيتام ، والمقصود اليتيم  الذي فقد احد والديه ، وأطلقنا عليها اسم (دار الدولة للبراعم) ، بعد ان كانت دار الدولة للأيتام ، وذلك لاعتبارات إنسانية ، تليق برعاية اليتيم وتجعله يندمج مع المجتمع بشكل سريع .

وأضاف كامل في حديثه قائلاً: إن البناية الحالية تضم  18 يتيما من الذكور من مختلف الأعمار يعني اقل من 18سنة ، يواصلون حياتهم العامة في ظروف ممتازة وجيدة ، ووفرنا لهم متطلبات الحياة الكريمة من الملبس والمنام والطعام ومواصلة دراستهم في مدارس الدولة الاعتيادية مع إشراف ومباشرة من قبل إدارة الدار.

واستدرك كامل حديثه قائلاً: إن الدار تستوعب 50 شخصا ولكن قلة العدد الموجود لدينا  يعود الى الأعراف العشائرية والاجتماعية في المجتمع العراقي الذين يرفضون إيواء أبنائهم في دور رعاية الدولة .و يضم قسمنا الآن عدة  مدارس ومعاهد  وروضة أطفال ومعهداً للتدريب  يضم  350من ذوي الاحتياجات الخاصة من مختلف مناطق المحافظة. وأكد  كامل على ضرورة اهتمام  الحكومة المحلية والمركزية بهذه الشريحة بشكل استثنائي وخصوصا في مجال توفير البنايات الخاصة المؤهلة كمدارس ومعاهد وكذلك توفير وسائط نقل للمعاقين لما تشكله من تكاليف اقتصادية  لذوي الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة .

وأكد معاناة القسم من  نقص الكادر وقلة الراتب للموظفين  كونهم يعملون ضمن  مجال الخدمة العامة  مع نقص الكادر

وطالب  بشمول قسم ذوي الاحتياجات الخاصة بمشاريع التنمية التي  تنفذها الحكومة المحلية في المحافظة.

 

لا نقبل المزيد

لصغر حجم البناية

.وقالت مديرة دار رعاية البراعم ميسون تحسين في حديثها لـ(المدى): إن الدار تقدم خدمات من الدرجة الممتازة من حيث الطعام والمنام  وتوفير وسائل الرعاية الصحية ،حيث توجد غرفة خاصة في الدار لاستقبال المرضى ، ويشرف عليها احد الكوادر الطبية ، وكذلك توجد معلمات لتعليم الطلاب دروسا خصوصية ما بعد دوامهم في المدارس الاعتيادية وفي مختلف المراحل الدراسية ، لغرض تقويتهم وتمكينهم من دراستهم ، وتوجد في الدار قاعات للاستراحة مع أجهزة تلفزيون وكادر خاص لرعايتهم من مربيات ومنظفين وغيرها من الخدمات الأخرى.

بينما أضافت مديرة معهد المتخلفين عقليا  إقبال علي حسين في تصريحها لـ(المدى) : نعاني من صغر حجم المعهد وعدم وجود بناية مستقلة ونحن الآن  في بناية مشتركة مع معهد الخياطة ، حيث لا تتوفر سيارات لنقل المعاقين .

وأكدت حسين في حديثها : ان عددا كبيرا من المعاقين موجود في البصرة لا يمكن قبوله لعدة أسباب منها صغر حجم البناية وكذلك بعد المسافة بين مكان المعهد ومساكن الطلبة التي يقع بعضها في مناطق تبعد عن المحافظة عشرات الكيلومترات.

وأشارت :نتمنى ان يكون الاهتمام استثنائي بهذه الشريحة وفتح معاهد ومدارس للمعاقين في الاقضية والنواحي لاستيعاب العدد الكبير من المعاقين  في المحافظة.

وقالت وفاء حسين عودة مديرة معهد الأمل للصم والبكم : خدماتنا تقدم من مرحلة الروضة التمهيدي والتحضيري والنهائي ،والدراسة الابتدائية من الأول الى السادس الابتدائي ونفس مناهج المدارس الحكومية وبدون حذف

وأضافت عودة في حديثها قائلة : نعاني لان البناية غير مناسبة كمعهد يحتاج الى جميع المستلزمات المهمة التي تفي بالغرض يضاف الى الحاجة الكبيرة الى سيارات لنقل الطلبة كونهم يحتاجون الى اهتمام استثنائي ، لان اغلبهم ينتمون الى عوائل فقيرة ،  ونعاني من قلة الكادر حيث يوجد فقط  8 معلمات ولدينا 130 طالبا وطالبة.

وأشارت المعلمة  نيران محمد حبيب في تصريح لـ(المدى ) : ندرس كافة المراحل من رياض الأطفال الى الابتدائية ، ونعتمد على إمكانية المعلمين ونعاني من قلة الكادر وقلة الراتب الذي لايتناسب مع حجم العمل الذي نقوم به لطلبة وضعهم يختلف عن وضع الطلبة الأسوياء  .

وتضيف حبيب في حديثها قائلة:  خدمتي  30سنة  راتبي 800 دينار ولا املك  قطعة ارض ولم احصل على امتيازات من الحكومة كوني اعمل مع شريحة تحتاج الى عمل استثنائي للعمل معهم.

عدد البيانات غير دقيق

وقالت ناطقة العطوان، رئيسة لجنة المرأة والأسرة والطفل في مجلس المحافظة  : إن تخصيصات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية للأيتام ودارهم الوحيدة قليلة جدا، حيث يتقاضون 50 ألف دينار شهريا بالرغم من ان عدد الذين تؤويهم الدار الوحيدة لا يتجاوزون 17 يتيما ذكرا فقط.

وبينت في حديثها الى  افتقار المحافظة الى قاعدة بيانات دقيقة عن الأيتام فيها، عدا 17 يتيما المدونة أسماؤهم في الدار التابعة لدائرة الرعاية الاجتماعية.

وكشفت العطوان في حديثها الى : ان هناك مشروعين لتجهيز وتأثيث قدمهما مجلس محافظة البصرة ضمن خطة عام 2012 لذوي الاحتياجات الخاصة، من ضمنهم الأيتام بكلفة 500 مليون دينار، والآخر 350 مليون دينار؟.

 

لا توجد دور للأيتام

في الاقضية

بينما قال عضو المجلس المحلي في الزبير مهدي ريكان الخاقاني عن وجود أكثر من ألفين أرملة مسجلة في شبكة شؤون المرأة وهناك العديد غير مسجلات والمئات من الأيتام بلا رعاية ولا مأوى .

وأضاف ريكان في حديثه قائلاً: إن الإجراءات في شمول المستفيدين من الأيتام بشبكة الرعاية معقدة ، مما أثر على عدم شمول عدد كبير من المحتاجين بسبب الشرط بان يكون الوالد متوفيا والأم متزوجة

يضاف الى إن حصول الشرطين وفاة الأب وزواج الأم معقد جدا بسبب التقاليد الاجتماعية ، بان يكون الزواج عند سيد وليس محكمة وعادة الزوجة لا تتعاون لان الأطفال ليسوا في حضانتها مثلا وغيرها.

مبينا ريكان في حديثه قائلاً:  أما بخصوص المؤسسات التي تعنى باليتيم فلا توجد في قضاء الزبير مؤسسة خاصة برعاية اليتيم ،عدا بعض منظمات المجتمع المدني التي تضع الأيتام في برنامجها.

وأكد الخاقاني ان عدم وجود مبادرات حكومية أو شبه حكومية في دعم الأيتام ،مثل دعمهم طبيا كأن يكون العلاج مجانيا او العملية مجانية أو كفالته بإعانتهم حتى بلوغ سن الرشد أو كفالة تزويجه او غيرها من الأمور التي من شأنها تعزيز ثقتهم بالمجتمع ، و عدم وجود مراكز ترفيهية او ثقافية او تطويرية لقدراتهم او تعليم مهن معينة بما يتطابق ومهاراته حتى يستطيعون الوقوف والاعتماد على أنفسهم.

الحكومة لا تبالي

وعن دور الحكومة في رعاية الأيتام قال عضو المجلس المحلي في الزبير: إن الحكومة ناسية أو متناسية موضوع الأيتام سواء من قبل الحكومات المحلية الرقابية والتشريعية وكذلك التنفيذية، وحتى شمول اليتيم بمبلغ 50 ألف فقط وهو لا يكفي لسد احتياجاته الضرورية .

مؤكدا إن  الحكومة لم توفر التسهيلات والإجراءات المعقدة للمستثمر في صالح اليتيم، بان تعطي أرضا بدون اجر والتسهيلات للعمل بحيث تكون نسبة من الأرباح للأيتام في المحافظة أو القضاء أو الناحية.

وأشار عضو المجلس الحلي في الزبير الى : ان الشرطة المجتمعية غير مفعّلة في الزبير أي انه لا توجد جهة تدافع عن مظلومية اليتيم أو تدافع عن حقوقه وتحكمه العشائر وما يتعرض له الأيتام لاسيما البنات هو الزواج الإجباري المبكر ، وما يتعرض له الأولاد الذكور هو العمل أكثر من 10 ساعات في السوق صيفا شتاء

أما أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين وغيرهم لم يتبادر الى ذهنهم مشروع يكفل اليتيم أو يدعم اليتيم بغض النظر عن الأرباح.

وقال الإعلامي عدي الهاجري : برأيي إن شريحة الأيتام واحدة من اكبر شرائح المجتمع العراقي معاناة، وتفتقد للرعاية من قبل الدولة والمجتمع المدني ،وهناك محاولات إعلامية لإظهار الاهتمام بهم، لكن الحقيقة غير ذلك، ووزارة الشؤون الاجتماعية بعيدة كل البعد عن الاهتمام بهم، باعتبار أنها المسؤولة عنهم،وحتى الحكومات المحلية كانت بعيدة كل البعد عن رعاية هذه الشريحة أو تقديم بعض الدعم لهم، والحلول مفقودة.

وقالت  المواطنة أم قاسم : تعلّم ابني في  المعهد  الكثير من الأمور التي كان يجهلها وتحول الى إنسان  يفهم الأمور ويميل الى الوضع الاجتماعي المستقر بعد ان كان انطوائيا وأحيانا  عدوانيا.

وقالت ساجدة بشير أم الطفل  المعاق مصطفى: وجدنا تحسنا واضحا ، حيث تعلم الكثير من الأمور وخصوصا  القراءة والكتابة وهناك تطور واضح  في حياته ، وبدأ يجيد اللعب بالموبايل  والحاسبات ويصور ويرسم.

تقول  المواطنة أم مصطفى وهي تحتضن أبناءها الأربعة المصابين بالصم والبكم  بأعمار مختلفة أكبرهم عمره 15سنة ،وهي يتوهج في عينيها حنان الأمومة  ويبدو على وجهها تعب السنين ووجع  الحاجة : اسكن في قضاء أبي الخصيب ويبعد أكثر من   20كم عن مدرسة الصم والبكم التي يدرس بها أبنائي ، حيث أعاني من طول مسافة الطريق وأجور النقل التي تصل الى عشرة آلاف دينار وأنا أعيش على راتب تقاعدي  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تربوي يشيد بامتحان "البكالوريا" ويؤكد: الخطا بطرق وضع الأسئلة

إطلاق سراح "داعشيين" من قبل قسد يوتر الأجواء الأمنية على الحدود العراقية

(المدى) تنشر مخرجات جلسة مجلس الوزراء

الحسم: أغلب الكتل السنية طالبت بتعديل فقرات قانون العفو العام

أسعار صرف الدولار في العراق تلامس الـ150 ألفاً

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram