TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > فقد ابنته الوحيدة.. على يدي طبيبة التخدير!

فقد ابنته الوحيدة.. على يدي طبيبة التخدير!

نشر في: 21 إبريل, 2013: 09:01 م

طفلة صغيرة دخلت المستشفى لإجراء عملية جراحية لاستئصال اللوزتين ... عملية بسيطة لم تعد تزعج الآباء والأمهات ... الوقت الذي تستغرقه العملية قد لا يتجاوز ساعة ... لكن الطفلة الصغيرة غابت داخل غرفة العلميات ... وعندما خرجت منها ظلت في غرفة العناية المركز

طفلة صغيرة دخلت المستشفى لإجراء عملية جراحية لاستئصال اللوزتين ... عملية بسيطة لم تعد تزعج الآباء والأمهات ... الوقت الذي تستغرقه العملية قد لا يتجاوز ساعة ... لكن الطفلة الصغيرة غابت داخل غرفة العلميات ... وعندما خرجت منها ظلت في غرفة العناية المركزة 30 يوما ... ماتت بعدها ! ... ماذا حدث داخل صالة العمليات؟

طبيبة التخدير مزقت مريء الطفلة نتيجة خطأ في إدخال انبوب التخدير الى القصبة الهوائية ! معا سوف نتعرف على التفاصيل الكاملة لمصرع (م) داخل إحدى المستشفيات ! ... مر عامان على وفاة (م) لكن ما زال أبواها يتلقيان فيها العزاء حتى الآن ... وما زالت آثار الفجيعة التي أصابتهما تبدو على ملامح الأبوين وهيئتهما ... ماتت الفرحة في عيون الأم  وسط انهار الدموع التي فاضت ولم تجف حتى الآن ...  فاض كيل الأحزان داخل الأب ولولا صبره وإيمانه بالله لفقد عقله أو وقع أسيرا تحت أقدام الأيام تفعل به ما تشاء ... الأم والأب فقدا ابنتهما الوحيدة التي خرج الاثنان بها من هذه الدنيا التي تعيش فيها الى دنيا أخرى صنعتها لهما (م) ليعيشا فيها ... يعيشان بها ويعيشان لها ، لكن الآن وبعد ان رحلت (م) فكيف يعيشون ؟ كانت (م) الشمس التي تضيء حياة أبويها ، كانت النهر العذب الذي يروي حياتهما ... كانت الزهرة الجميلة التي تزين حياتهما ... لكن الآن بعد ان ذبلت الزهرة وماتت وجف النهر وانطفأت الشمس أصبحت حياة أبويها جحيما لا يطاق، (م) هي الطفلة الأولى والأخيرة لأبويها فهي الوحيدة ولم يرزق الله أبويها غيرها ، أمها ربة بيت بسيطة مثل غالبية النساء ، وأبوها يعمل مهندسا في إحدى دوائر الكهرباء في مدينة النجف ... كانت حياتهما بسيطة وعادية ليس فيها ما يعكر صفوها ، فالأب يعمل في الليل والنهار من اجل ان يوفر حياة كريمة لأسرته الصغيرة، والأم أيضا لا تدخر جهدا من اجل استقرار بيتها وإسعاد أسرتها وكانت طفلتهما الوحيدة (م) هي الشمس التي كانت تضيء هذه الحياة وتجعل لها معنى ! حتى جاء هذا اليوم – يوم الحادث – تاريخ يحفظه الأب ويسجل أحداثه في موقع ما من ذاكرته وهو يوم دخول الطفلة الصغيرة (م) الى مستشفى أهلي في النجف لإجراء عملية جراحية لاستئصال اللوزتين ... فبعد ان شعر الأب والأم ان ابنتهما مريضة لم يترددا في اصطحابها الى عيادة طبيب الأطفال حتى يكشف عليها ... وبعد ان أجرى طبيب الأطفال عليها الكشف اخبرهما بانها بحاجة الى إجراء عملية جراحية لاستئصال اللوزتين ونصحهما بإجرائها في مستشفى معين متخصص بذلك ولمهارة أطبائه ... وبالفعل تحدد إجراء العملية وتوجها في ذلك اليوم الأب والأم بالطفلة الوحيدة الى المستشفى في الصباح الباكر ، تحمل الأم الطفلة على ذراعيها وبين أحضانها ... كانت الطفلة نائمة باطمئنان لا حول لها ولا قوة ولما وصلا للمستشفى استيقظت الطفلة مفزوعة ومرعوبة وكأنها رأت لتوها حلما مزعجا او كابوسا مرعبا وظلت تنظر لوالديها نظرات لها آلاف المعاني حتى جاء السرير المتحرك الذي سترقد عليه (م) في غرفة العلميات ، حملتها الأم ووضعتها على السرير الذي كان يدفعه ممرض شاب واضح على معالم وجهه الجد والحزم فرفض حتى ان تصطحب الام ابنتها حتى باب غرفة العلميات ودفع بيده السرير بعنف ليفض اشتباك بين الام التي تشبثت بيد الطفلة الصغيرة ... وأمام صالة العمليات قضى الاب والام ساعتين من القلق والخوف ... مرت الساعتان وكأنهما عامين من فرط القلق في انتظار انتهاء العملية وخروج الأطباء ليطمأنهما على حالة (م) وبعد الساعتين خرج الاطباء بمعاطفهم الخضر ووجوههم المتجهمة وكأنهم لم يفعلوا أي شيء خلال الساعتين التي قضوها داخل صالة العمليات ولأنه مشهد عادي في حياتهم فقد تحول الأمر برمته الى عمل روتيني ولا يبعث عن أي انفعال حتى انهم لم يجيبوا أبو الطفلة عن سؤاله بالاطمئنان على حالة ابنته وتجاهلوه وبعد لحظات خرجت الطفلة نائمة على السرير المتحرك كالملاك قضت بعدها ساعة كاملة حتى أفاقت من غيبوبة التخدير وبعد ان ارتاحت أكثر من ساعة في غرفتها اصطحبها والديها للعودة للمنزل لاستكمال علاجها فلا مبرر لوجودها في المستشفى لان العملية بسيطة ! لم يكن يدرك الاب ان كل دقيقة تمر على ابنته تقربها للموت ولن تعوضها في حياتها مرة أخرى ... فقد بدأت حالة (م) تسوء امتنعت في البداية عن البلع وبدأت درجة حرارتها تزداد وترتفع ووجهها يكفهر احمرارا مائلا للزرقة ، لم يتحمل الاب والام ان يريا ابنتهما بهذه الحالة حملا ابنتهما وسارعا بها الى طبيب الأطفال الذي نصحهما بإجراء العملية وبعد ان أجرى عليها الكشف نصحهما بإعادتها للمستشفى مرة اخرى حتى يقوموا بإجراء الأشعة لها . وعاد الأبوان يحملان ابنتهما الى المستشفى لفحصها من جديد ... وبدأ على الفور فريق من الاطباء يجتمع حول الطفلة لمعرفة ما حدث وبعد وقت قصير قرروا نقلها الى غرفة العناية المركزة ... وما ان سمع الاب هذا الكلام حتى دارت به الارض واراد ان يقع مغشيا عليه ... ودخلت (م) غرفة العناية المركزة وظلت بها ثلاثين يوما ... كل يوم يمر عليها كان جولة صراع مع الموت حتى انتهت الجولات الثلاثين واحتدم الصراع ، كانت (م) في هذه الأيام الثلاثين تجري كل يوم عملية ... فبعد ان اقر الأطباء انها تعاني من ارتفاع درجة الحرارة وصعوبة التنفس وتقيح في مكان استئصال اللوزتين صاحب ذلك خلل بدرجة وعي الطفلة وذلك ناتج عن قطع في جدار المريء مما استلزم عمل عدة عمليات لها ... منها عمليات جراحية لترقيع هذا الثقب وعمليات اخرى لزرع قنوات تغذية في جسد (م) ليتم من خلالها تغذية الطفلة بعد ان فقدت القدرة على بلع أي أطعمة او مشروبات وأصبحت حالة الطفلة حرجة تزداد سوءا يوما بعد يوم ... حتى سقطت في يد ابويها ،ان ابنتهما ماتت ... لا احد يستطيع ان يصف شعور الابوين بعد سماعهما هذه الكلمة التي دمرت كل حياتهما في غمضة عين ، ولا احد يستطيع ان يصف مشاعر ام فقدت طفلتها الوحيدة التي تمنتها من الدنيا ولا مشاعر اب فقد الامل الذي كان يعيش من اجله وأصبح أمامهما هدف واحد بعد ان واريا ابنتهما التراب وهو ان يثأر لها من قاتلها ! فما عرفه الاب ان السبب في وفاة ابنته بعد قضاء الله هو تعرضها لخطأ طبي جسيم من طبيبة التخدير التي قامت بتخدير الطفلة دون توخي الحذر أثناء إدخال انبوبة التنفس من الأنف الى القصبة الهوائية فأدخلتها عن طريق الخطأ الى المريء وهو ما ترتب عليه كل ما حدث للطفلة بعد ذلك ... لم ينتظر الاب كثيرا بعدما سمع هذا الكلام من اطباء متخصصين ممن اجروا الكشف على ابنته فقرر إقامة دعوى في المحاكم الجزائية ضد طبيبة التخدير وبالطبع لم تكن طبيبة التخدير تقصد قتل الطفلة (م) فلم يكن بينهما أي عداء ... لكن اهمالها ورعونتها اثناء اجراء العملية هو ما يستوجب محاسبتها قانونيا عليه ومعاقبتها بتهمة القتل الخطأ .. تم استدعاء الطبيبة الى المحكمة التي أقرت في اثناء افادتها بانها غير مسؤولة عما حدث لها ونفت التهمة ... مما جعل المحكمة تستعين برأي الطب العدلي ليكون له الرأي النهائي في تحديد سبب الوفاة ... وجاء تقرير الطب العدلي مطابقا لاتهام الاب ومدينا لطبيبة التخدير ... وقدم الاب شكوى اخرى الى نقابة الاطباء ضد الطبيبة وكان رد النقابة حاضرا وعليه ان يحصل حكما قضائيا عليها اولا ... بعدها تداولت القضية في اروقة المحكمة لاكثر من عام وما زال الاب في انتظار حكم القضاء العادل الذي لم يبق له غيره ليرد النيران التي تأججت داخل الاب بعد مقتل ابنته الوحيدة .!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. حسنين البلداوي

    العراق الجريح

  2. حسنين البلداوي

    لاحول ولا قوه الابالله العلي العظيم والله فاجعه تدمي العين وتفطر القلب وتثير الحزان والاشجان فالى رحمه الله الواسعه والصبر والسلوان الى الابوان وحكم الله العادل لم تسبب بفجع الابوان

يحدث الآن

بايدن: اتفاق غزة بات أقرب من أي وقت مضى

خرائط وبيانات ملاحية ترصد 77 خرقاً "إسرائيلياً" لأجواء أربعة دول عربية منذ تهديد إيران

مشعان الجبوري يخاطب "السيادة": اعتذروا والا

أمر قبض ومنع سفر لـ"زيد الطالقاني"

برلماني يكشف آخر مستجدات منصب رئيس البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram