صفية المغيري   ويبدو ان الشباب في مجتمعنا بدؤا بالتاثر بنظائرهم في بقية الدول نتيجة لانتشار وسائل الاعلام بكل صنوفها واشكالها ومقدار الحرية التي رفع عن قدرها الغطاء بعد التغيير في العراق.ومن السلوكيات التي وفدت الينا عبر هذه الوسائل ظاهرة الوشم التي شاعت لدى
شريحة الشباب العراقي وخاصة في العاصمة بغداد بصورة تعكس مدى التأثر بالثقافة الوافدة. وهي تسعى إلى اختراق المألوف والتعبير عن الفرادة الشخصية لذلك وجد شبابنا ضالتهم في رسم إشكال ورموز مختلفة على الجسد تختلف في مدلولاتها من شخص إلى آخر تبعا للهدف الذي وجدت من اجله، من خلال (الوشم)، والوشم عرف منذ آلاف السنين واستخدمته الشعوب ولكن ليس بالقدر الذي بات عليه اليوم. (وائل محمود) طالب جامعي ومن الشباب المولعين بالوشم يقول بهذا الصدد: الوشم له معنى خاص في نفسي فرسم الأفعى والعقرب والنسر دليل قوة الشخصية وهذا يشعرني بالسعادة برغم معرفتي بان الكثير من أفراد عائلتي لا يقبلون ويرفضون هذا الشئ. بينما ذكر لنا شاب (رفض ذكر اسمه) انه قد ندم بعمل وشم على شكل تنين على يده اليسرى لان ذلك وقف حجرة عثرة في طريقه لدىطلبه يد فتاة من اجل الزواج ويقول: يجب أن نفكر جيدا قبل أن نقوم بعمل الوشم. (العم سالم جمعة) 57سنة يقول: لايمكن أن اسمح لأحد أولادي بأن يضع الوشم فهو في مجتمع ملتزم بتقاليد وعادات يجب احترامها.كنا نستخدم الوشم لمعالجة الم او في مرض (عرق النسا) اما استخدامه لنواحٍ تجميلية فهو امر جديد. ويعتقد المواطن (محمد علي) بأن الوشم تشويه وإيذاء للجسد ويقول: يجب إلا يخضع الشباب لتيارات الموضة الوافدة فمن غير اللائق إن نقلد فنانا معينا عندما يغطي جسده بوشم، اونخلد ذكراه بهذه الطريقة. ويختلف الذكور عن الاناث في استخدام الوشم والغاية منه. بينما تقول المواطنة (نادية احمد) 25 عاما: لقد انتشرت مؤخرا بين جيل الفتيات ظاهرة الوشم والتي يطلق عليها (TATOO) اي رسم على الحا جب وهذه الظاهرة بدأت بدأت اشبه بسباق تحاول الفتاة من خلاله أن تختار الوشم الأجمل لحاجبيها لكن بعض الفتيات يعتبرنه جماليا لا غير. وبصراحة أن أكثر النساء يلجان للوشم على الوجه وهذه الطريقة كانت شائعة عند النساء الريفيات للتعويض عن المكياج. المواطن (سيف سعد الدين) صاحب صالون في بغداد يقول: تسعى الكثيرات باتجاه ما يسمى التاتو، وهناك من يرفضه والدافع هو الموضة والتقليد ونادرا مايكون (التاتو) لحاجة جمالية واغلبه وان صح التعبير يكون لإخفاء تشوه ما أو مرض جلدي معين وهو في اغلب الأحيان مكلف جدا. الوشم يعتمد على دراسة متخصصة ويحتاج إلى أياد خبيرة في رسم الحاجب مثلا، ودراية في مزج الألوان ولا توجد في بلادنا معاهد متخصصة تدرس هذا النوع من الفنون ربما يحصل على هذا المؤهل من معاهد خارج البلد (لبنان وباريس). ويضيف: هناك طرق غير شائعة وملاحظ كثرة الطلب عليها، فهناك إشكال مرسومة على الورق مطبوعة تلصق على مناطق مختلفة من الجسد حسب طلب الزبون ويستخدمها ذوو الدخل المحدود لكونها رخيصة الثمن وأيضا لمدة محدودة ولعدة أيام. وقد اجمع الأطباء المختصون في الإمراض الجلدية: على أن الوشم يترك آثارا مؤذية على الجلد لأنه عبارة عن مواد غريبة تدخل مكونات الجلد واحيانا الغاية تكون لاغراض تجميلية يلجا إليها البعض لتغطية بعض الإمراض الجلدية أو إخفاء اثار الجروح أو الحروق في أماكن معينة كالبقع البيض في الجسم، ومع ذلك قد يسبب تلوثاً في دم الإنسان عند ثقب الجلد جراء اختلاط الدم بالتراب فيترك ندبة أو اثراً ويكون الإنسان عرضة للإصابة بالبكتريا الناجمة عن تلوث الإبر المستخدمة في الوشم التي قد تسبب امرضاً منها سرطان الجلد والصدفية والحساسية، فضلا عن انتقال عدوى بعض الإمراض خاصة عند الكتابة بالوشم.