اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > اصدارات:الأطفال .. و التواصل مع العمل المسرحي

اصدارات:الأطفال .. و التواصل مع العمل المسرحي

نشر في: 30 أكتوبر, 2009: 04:24 م

عادل العاملعن دار المأمون صدر كتاب قيم في مجال الكتابة المسرحية للطفل عنوانه " مسرح الطفل " للكاتب الأسباني ألفونسو ساستره مترجماً من قبل الكاتبة و المترجمة عن اللغة الأسبانية إشراق عبد العادل. و إذ أنني لا أملك إلا أن أشير هذه الإشارة المختصرة إلى الكتاب، أترك للنقاد و
 المختصين في هذا المجال الفني ما يرونه مناسباً في ذلك، و هو بالطبع أهم و أجدى. فالمسرح، كما تقول المترجمة في مقدمتها للكتاب، يحظى بمكانة مهمة جداً في المنجز الأدبي المتميز للكاتب الأسباني ألفونسو ساستره، الذي اهتم في العديد من أعماله بأدب الطفل و مسرحه. و قد جمع ذلك في مجلدين، ضمهما هذا الكتاب، حيث يقدم أيضاً القصة التي كانت و لا تزال واحدة من أبرز أعمال مسرح الطفولة في المسرح الأوروبي عموماً، و هي مسرحية " قصة دُمية متروكة " التي تُرجمت إلى 11 لغة و قُدمت على مسارح ألمانيا و البلدان الاسكندنافية. و يتحدث المؤلف في الجزء الأول، من الكتاب و هو من 160 صفحة تقريباً، عمّا يُقصَد بـ " مسرح الطفل "، الذي لا يمكن تحديده وفقاً لما هو سائد من تسميات في إطار واحد ــ مسرح الطفولة، المسرح الطفولي، مسرح الطفل، المسرح المدرسي، مسرح الدمى ... ثم يتساءل : هل الأطفال ملزَمون بعمل مسرح؟ و لماذا؟ ثم أي مسرح يقدمون؟ و ما الغاية منه؟ و كيف يقدمونه؟ و هي أسئلة مهمة بالتأكيد لأنها تسعى إلى فهم حقيقة عالم الطفولة، و تحديد مستلزمات نجاح هذا النشاط الفني وفقاً لذلك. و في الجزء الثاني من الكتاب يتناول المؤلف موضوعين يريد لفت الانتباه إليهما ، كما يقول : مشكلة اللغة، و مشكلة الأخلاق. و تتعلق المشكلة الأولى بما يدعوه " العودة إلى الطفولة "، للإلمام بلغة التخاطب و الايحاءات التعبيرية و الحركات و المحاكاة و غيرها، وفقاً لأسلوب تطوري أو ما يقول عنه لغة مستقبلية، بهدف خلق الصلة بين جمهور الأطفال المشاهدين و العمل المسرحي، التي تؤكد التواصل و في الوقت نفسه تحفز نمو اللغة في تلك الأعمار. و هي مهمة صعبة لكن هكذا هو الأدب، كما يقول. أما مشكلة الأخلاق، فتتعلق بكل الانعكاسات المؤثرة في الطفل التي تتضمنها الأفكار و الأساليب و الأساطير و الأوهام و الشخصيات في العمل المسرحي. و قد احتوى الكتاب أيضاً، إضافةً إلى مسرحية " دائرة الطباشير الصغيرة " الآنفة الذكر، على مسرحية أخرى بعنوان " ابن غييرمو تيل الوحيد " تدور في الإطار ذاته، عالم الطفولة و إفرازات الحياة اليومية المؤثرة في الطفل سلباً أو إيجاباً. و لا بأس هنا في أن أورد مشهدا قصيراً من هذه المسرحية، على سبيل التخفيف عن القارئ ، و ليس من قبيل الدعاية للكتاب! المشهد : [ ( في المدرسة، تجلس على مقاعد الدراسة ثلاث فتيات صغيرات و غييرمو و صغيران آخران، يلقي المعلم الدرس ). المعلم : اليوم تأخذون، أيها الفرسان، الجغرافيا. و درسي لكم هو أننا نعيش في أرض هادئة. و هي المركز. ( إحدى الطالبات الصغيرات تنطق بشيءٍ ما ) أنتِ أنريكيتا قفي و وجهك إلى ذلك الحائط. (تفعل الصغيرة. يضع المعلم على رأسها خوذة تبرز منها أذنا حمار طويلتان ) هذه العقوبة القاسية هي لتتذكروا أن الكلام ممنوع داخل الصف . من الخطأ قطع الخطاب التعليمي بهذه الطريقة، حسَنٌ، إذن، كنتُ أخبركم أن الأرض، مثل سُدّة يسوع، لا تتحرك أبداً ... ] و أكتفي أنا بهذا القدر من المشهد المسرحي، فهناك لدينا اليوم كثيرون بمثل عقلية هذا المعلم المؤمن بعدم دوران الأرض و ما شاكله من حقائق الأمور. لكني أتساءل فقط عما إذا كانت تلك الخوذة التي تبرز منها أذنا حمار طويلتان موجودة هي الأخرى في مدارسنا اليوم ، كما كانت الحال في أوروبا قبل قرون!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طقس العراق.. أجواء صحوة وانخفاض في دراجات الحرارة

أسعار صرف الدولار تستقر في بغداد

تنفيذ أوامر قبض بحق موظفين في كهرباء واسط لاختلاسهما مبالغ مالية

إطلاق تطبيق إلكتروني لمتقاعدي العراق

"في 24 ساعة".. حملة كامالا هاريس تجمع 81 مليون دولار

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram