TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > خوفاً من سُكرة لا تذهب وفكرة لا تجيء!

خوفاً من سُكرة لا تذهب وفكرة لا تجيء!

نشر في: 22 إبريل, 2013: 09:01 م

أسوأ سيناريو يمكن تخيّله لمرحلة ما بعد الإعلان عن النتائج النهائية لانتخابات مجالس المحافظات أن ينتشي الفائزون فيها، وهم بالتأكيد القوى المستحوذة على السلطة الآن نفسها، بخمرة الفوز وأن لا تذهب عنهم السكرة ولا تحلّ الفكرة.

والفكرة الأساس التي نخشى ألاّ تستقر في أذهان الفائزين "الكبار" تتمحور حول دلالات الاحتجاج الشعبي على النظام القائم والقوى المستحوذة عليه، وهو الاحتجاج الذي عّبر عن نفسه على نحو جليّ بمقاطعة صناديق الاقتراع بنسبة عالية.

يرتكب الفائزون خطأ كبيراً إذا ما  نظروا الى الأمر من زاوية فوزهم وحسب، فهذا الفوز علاوة على نسبيته فأنه وقتي، ذلك أن المقاطعة الكبيرة تحمل بين طياتها نذر الرفض الشعبي للعملية السياسية برمتها، وهذا سيؤدي الى عواقب وخيمة فيما يتعلق بمستقبل البلاد، وبخاصة على صعيد بناء النظام الديمقراطي.

العملية السياسية تترصدها وتتربص بها منذ البداية قوى النظام السابق والمنظمات السلفية المتطرفة، وبخاصة القاعدة، وبعض الجيران وبخاصة إيران، والخشية الآن أن ينظر الفائزون الى فوزهم النسبي بوصفه ترخيصاً بالاستمرار في نهجهم وسياساتهم المرفوضة في الواقع من أغلبية الشعب العراقي، وهذا ما ظهر في مقاطعة أكثر من نصف الناخبين للعملية الانتخابية الأخيرة. والحكمة والواقعية تفرضان أن يفكر الفائزون، وبالذات كبارهم الذين سيعودون الى الاستحواذ على السلطة، بأن العملية برمتها تواجه الآن خطراً ماحقاً، فقوى النظام السابق والقاعدة، سيعتبرون أن المقاطعين بيئة مناسبة للتجنيد لصالحهم والعمل ضد النظام القائم. واذا كانت الاغلبية قد اتخذت موقفا سلبياً بمقاطعة انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة فأنها، أو قسماً كبيراً منها، قد تُغيّر موقفها تدريجياً، مع استمرار الفشل في إدارة الدولة، وتتجه الى التصويت لصالح مرشحين تقدمهم وتدعمهم القوى المناهضة للعملية السياسية، فانسداد الأفق السياسي يمكن أن يدفع البعض باتجاه الخيارات الخاطئة.

نتائج الانتخابات الأخيرة أظهرت شقوقاً وثغرات كبيرة في العملية السياسية، فما من هوة أكبر وأعمق من عزوف الناس عن العملية الانتخابية. وهذه الشقوق والثغرات سيصعب سدها وردمها اذا ما احتفظ الحاكمون بعقلية الهيمنة والاستئثار وتهميش الآخرين.

هل يدرك هذا والمخاطر الكامنة المنتشون الآن بخمرة "فوزهم" الانتخابي؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. كاطع جواد

    الانتخابات هي تفويض من قبل الشعب لهذا المرشح او ذاك وبما ان الجماهير هي صاحبة القول الفصل في تحديد مستقبل البلاد ورغم عزوف اغلبها عن الذهاب الى صناديق الانتخابات لا سباب اهمها رفض الجماهير للعملية السياسية برمتها لا بل رفضها للعملية الديمقراطية بعد او وج

  2. علاء البياتي

    الاستاذ الفاضل عدنان ..عن أي بعث وقاعدة تتكلم والله انها اسطوانه مشروخه ومعطوبه...العملية السياسيه البريمريه هي التي يجب ان تستأصل...الاغلبيه الصامته هي رافضين للخونه ولعملاء امريكا وايران ..وعليهم انتزاع حقوقهم وكفى خنوعا وذلا ياشعب

  3. المدقق

    موتوا بغيضكم فقد فاز ائتلاف المالكي من جديد واثبت لكم ولغيركم بانه افضل من يدير العراق شاء من شاء وابى من ابى .. ويطبة مرض المايحب المالكي ....

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram