لم يكن المهاتما غاندي قديساً مبتسماً بل شخصية لها أبعادها، ومنها براعته في الحصول على مبتغاه، كما كان للقائد السياسي الهندي أفكار غريبة فيما يخص عادات النوم والطعام والجنس، وأمضى غاندي حياته مفضلاً ارتداء لباس صمم ليمثل الفقراء القرويين الهنود. و خل

لم يكن المهاتما غاندي قديساً مبتسماً بل شخصية لها أبعادها، ومنها براعته في الحصول على مبتغاه، كما كان للقائد السياسي الهندي أفكار غريبة فيما يخص عادات النوم والطعام والجنس، وأمضى غاندي حياته مفضلاً ارتداء لباس صمم ليمثل الفقراء القرويين الهنود.

و خلال الشهر الماضي، كشف الأرشيف الوطني في نيودلهي عن مجموعة من رسائل غاندي الى كل من موهانداس كارمشاند غاندي وصديق مقرب آخر وهو هيرمان كالينباك، وهو مهندس يهودي ألماني، وتنفي هذه الرسائل الشكوك حول ميول غاندي الشاذة. وأصل هذه الأحاديث جاء في كتاب نشر قبل عامين، من تأليف اندرو روبرتس، الذي شكك في العلاقة بين الرجلين، ولكن الكتاب الذي نشر مؤخراً باتريك فرينج، يستبعد هذا الأمر، معتمداً بذلك على دراسته لرسائل غاندي.

وغاندي يعتبر من أفضل الشخصيات التي تم توثيق حياتها بشكل جيد، وفي عقود لم تكن الأجهزة الالكترونية قد وجدت بعد، إن السجل الرسمي لكتاباته وأقواله تربو عن 90 مجلدا، وهي تكشف ان آخر كلماته قبل اغتياله عام 1948 لم تكن تضرعاً للرب، كما قيل آنذاك، بل: (يضايقني ان تأخرت عن الصلوات حتى ولو دقيقة واحدة).

وبناء على جواهر لال نهرو، رئيس الوزارة الأولى في الهند بعد الاستقلال، فان آراء المهاتما غاندي عن الجنس، (غير طبيعية وشاذة، وهي تؤدي الى كافة الأمراض الجسدية والنفسية، ولا أدري لماذا هو مهووس بمشاكل الجنس).

وكان غاندي قد أعلن قبل ذلك: (ان العزوبية أفضل شيء للحفاظ على حيوية الجسد).

ولغاندي أيضا آراء غريبة عن النوم والطعام ايضاً، وعلى الرغم من ان بعض آرائه تلك تعود جذورها الى الفلسفة الهندية القديمة، ويقترب ايضاً من طريقة عيش (البيريتانز) أو المتطهرين في أواخر العصر الفيكتوري، وقد عاش قبل عدد من الشخصيات التاريخية مثل ليوتولستوي والملكة فيكتوريا.

وقد أصبح غاندي رمزاً للهند، قديساً مبتسماً يرتدي ملابس بسيطة، ويأكل القليل من الطعام، ونجح في إخراج اكبر إمبراطورية في التاريخ من بلاده عبر إتباعه سياسة اللا عنف، (ويعلق الرئيس أوباما في مكتبه بمجلس الشيوخ صورة له، منوهاً به وأعماله).

ان افضل اعمال غاندي منجزه السياسي كقائد للهند، يعطي نموذجاً للاحتجاج ويغيّر التاريخ.

وقد عاش غاندي في بريطانيا وجنوب افريقيا، وكان يعرف النظام الذي سيقف ضده، وكيف يحصل على المكاسب ومتى ينسحب.

غاندي وجورج أورويل

وفي الأسبوع الماضي، وضع حجر الأساس لحديقة باسم (غاندي) في موتيهاري بولاية بيهار، واكتشف بعدئذ ان قطعة الأرض تلك تحوي منزلاً قديماً متهالكاً، ولد فيه الكاتب البريطاني الشهير جورج اورويل، قبل 110 سنة، وقد تمكن المعجبون بأورويل من إيقاف الحفريات حول المنزل القديم.

وكان اورويل قد ولد في عام 1903 في موتيهاري، قبل ان يغادرها والده، الذي كان يعمل في سلك الخدمة المدنية الهندية، عائداً الى انكلترا.

وكان البيت قد أصبح قديماً، متهدماً إثر زلزال ضرب موتيهاري عالم 1934، وهناك نصب تذكاري لأورويل أمام البيت، تم تجديده مؤخراً، وأعرب المسؤولون الهنود عن ترحيبهم بالإبقاء على المنزل مشيدين بأورويل الذي كتب عن الحرية.