البحث عن مرتكبي التفجيرات في بوسطن مؤخراً قد يقود الى جمهورية إسلامية في روسيا. فبينما كانت الشرطة في بوسطن تبحث عن احد المتهمين الهاربين (جوهر تسارنييف) كانت صرخات يائسة يأتي من منزل والدي الشاب (أنزور وزبيدة تسارنييف) إذ كان الزوجان قد سمعا تواً ع
البحث عن مرتكبي التفجيرات في بوسطن مؤخراً قد يقود الى جمهورية إسلامية في روسيا.
فبينما كانت الشرطة في بوسطن تبحث عن احد المتهمين الهاربين (جوهر تسارنييف) كانت صرخات يائسة يأتي من منزل والدي الشاب (أنزور وزبيدة تسارنييف) إذ كان الزوجان قد سمعا تواً عن مقتل ابنهما البالغ من العمر 26 سنة (تيميرلان)، وكان عليهما أيضا مواجهة أمر آخر وهو حقيقة المصير نفسه الذي سيلاقيه ابنهما الأصغر 19، قريباً.
وتقول لاريسا جارة الزوجين: (إني أحس بالشفقة عليهما، إنهما شخصان يحترمان القوانين، أنزور مريض، ولا يشتري غير الموز واللبن، وعندما سمعا بأمر ولديهما في أمريكا، تعالى بكاؤهما، وكان الباب مفتوحاً، أتاح لي سماع ما يجري في المنزل المقابل لي).
وفي جمهوري داغستان في قلب التمرد الإسلامي، نجد الموت العنيف غير بعيداً اذ يموت المئات سنوياً بحوادث التفجيرات أو إطلاق النيران.
وفي هذه المرة، وجد الرجال نهايتهم بعيدا عن جذورهم في شمال القوقاس، وبالتأكيد كانا يقاتلان من اجل نفس الجهاد، الذي يدفع أمثالهما في جنوب روسيا الى التمرد، وهو التنظيم الذي يجمع ما بين مقاتلي الجمهوريات الإسلامية ضد حكومة موسكو.
ويعيش والد الاخوة تسارنييف في منزل ذي باب حديدي في شارع مترب، وفي يوم السبت لم يستجب احد لطرقات الباب وقال الجيران، ان الزوجين ودعا الجيران ثم استقلا سيارة وغادرا المكان.
وقالت محررة محلية، انها تحدثت باختصار مع زبيدة، التي قالت بانها ستبقى مع اقرباء لها في الجوار بشيثنيا، كي تبتعد عن وسائل الإعلام، كما شوهد أنزور في سيارة بالقرب من المنزل ولكنه رفض الكلام، على الرغم انه تحدث مع عدد من المراسلين الصحفيين، قائلاً، انه سيذهب الى الولايات المتحدة، ليكشف ما يحدث لولده الباقي على قيد الحياة.
وفي الطرف الآخر من الشارع يوجد مخزن لبيع البضائع، وقالت بائعة تبيع الخبز والسمك المجفف والبيرة :(أنا أعرف العائلة جيداً، وقد جاء تيميرلان الى هنا في الصيف الماضي لزيارة والديه وجاء الى هذا المخزن عدة مرات، كان وسيماً، قوامه حسن، ومهذبا جداً، أتذكر ان الجو كان ساخناً وكان يرتدي حذاءين من المطاط، لأنه ساعد والده في رصف مدخل المخزن.
وكان تيميرلان ولاريسا تسارنييف قد سافرا الى داغستان بدون زوجته الأمريكية وابنهما او شقيقه الأصغر جوهر (الذي تم اعتقاله مؤخراً في أمريكا).
وداغستان الجبلية، التي تشقها الممرات، هي اليوم الأكثر عنفاً بين الجمهوريات القوقازية الروسية، ويعيش المقاتلون الإسلاميون في مخيمات بين الغابات وفي منازل جيدة البناء وبعض تلك المنازل الحجرة تقع في أماكن بعيدة، وبعضها في مدن كبيرة وهم ينخرطون في القتال مع قوات الأمن الحكومية.
ويقول كازا كيفيج (36 سنة)، وهو جار للعائلة، ليست للعائلة أية علاقة مع الوهابيين، أنزور إنسان جيد ويقدم الخدمات للناس، وهو يمتلك محلاً لبيع العطور وكان يريد فتح محل آخر هنا.
وعبر المدينة، وفي مدرسة رقم (1)، يقول مديرها دافودوف إن :الأخوين تسارنييف، وشقيقتيهما، قد درسا في المدرسة من أيلول عام 2001 والى آذار 2002، وذلك بعد وصول العائلة الى داغستان من قيرغيستان، حيث هناك عدد من الشيشان، مازالوا يعيشون هناك، إثر قيام جوزيف ستالين بنقلهم الى أواسط آسيا في عام 1944، ثم غادروها الى الولايات المتحدة.
وسأل المدير طلاب الصف (الذي كان جوهر يدرس فيه عام 2001)- (ما هو الشيء الذي لن تفعلوه يوماً؟ أجابت فتاة عمرها 6 أعوام، (يجب ان لا نقتل أحدا، علينا الاهتمام بالطبيعة).
عن الديلي تليغراف