TOP

جريدة المدى > عام > رأي فــــــي مـــــــراقــــبـة الكـتابــــــــة

رأي فــــــي مـــــــراقــــبـة الكـتابــــــــة

نشر في: 23 إبريل, 2013: 09:01 م

في استعراض لحياة القصيدة الشعرية العربية التي مرت بمراحل عديدة، من العصر الجاهلي والى شكلها الحديث الموسوم بقصيدة النثر، أتاحت استعراضات القصيدة فضول القارئ المتلقي في رحلة عميقة وشاقة، وقد أتاحت هذه الرحلة للناقد المتخصص أن يدخل بمشرطة النقدي ليكشط

في استعراض لحياة القصيدة الشعرية العربية التي مرت بمراحل عديدة، من العصر الجاهلي والى شكلها الحديث الموسوم بقصيدة النثر، أتاحت استعراضات القصيدة فضول القارئ المتلقي في رحلة عميقة وشاقة، وقد أتاحت هذه الرحلة للناقد المتخصص أن يدخل بمشرطة النقدي ليكشط الجلد الخارجي، ثم يتوغل في جسد القصيدة، ليقيم بينهُ وبين الشاعر جسراً فهوميا مزجت نظريته بين العام والخاص من جهة، ومن جهة أخرى اقترحت فهماً تواصليا قراءاتيا  ومع القارئ معركة من طراز صعب  وأشاع هذا الأخير _القارئ_ سؤاله الأزلي: ما جدوى الشعر؟ وما جدوى الكتابة الحديثة أمام هجمة التكنولوجيا وغزوها الدراماتيكي لكل مفاصل الحياة؟ وكأني أذهب بالسؤال إلى الكيفية التي نظر(( توماس مان إلى العالم - رؤية ورؤيا- هذا الكاتب الألماني الذي أضاء في كتابة " المستغرق مع الذات" جانبا من حياته الأدبية، بتسجيل تصرفاته اليومية التي بدت تافهة في نظر الآخرين " كقوائم السيجار وتأخر البريد وإسراف زوجته- كاتيا- في استهلاك الزبدة في أثناء الفطور، والإفراط في ممارسة الجنس، والآم الأسنان التي كان يشكو منها باستمرار وشطب اسمه من قائمة  العضوية في نادي قمار ميونخ جنباً إلى جنب مع أحداث مهمة: كتجريد الكاتب من درجة الدكتوراه الفخرية من قبل جامعة يون عام 1936 في مقابل منحه درجة مماثلة من جامعة هارفرد وكحصوله على جائزة نوبل للسلام ))هذه اليوميات تفتح ضمن اهتمام كتاب القصة والرواية الحداثيين، وهكذا يقع أو وقع الشاعر الحديث تحت ضغط هذه المعطيات التي قادتني أن أجتزئ منها ماهو يومي وتاريخي، في مراقبة الذات، وهكذا علا أسم توماس مان، في " المستغرق مع الذات" ومثل هذا ينطبق على شعراء العربية من القدامى والمحدثين والحداثيين، فقد شغلت موضوعة الذات  مشاغل منظومة كبيرة جداً من الشعراء العرب المحدثين وفي مقدمتهم الشاعر الكبير أدونيس، واختلطت الأوراق في كل مرحلة من مراحل القصيدة العربية، حتى بروز قصيدة النثر التي تحررت من كل قيود الذاكرة والتاريخ الشعري العربي الذي ظلّ يمتح من التاريخ والذاكرة أمصاله باستغاثاته واستنجاده بالماضي الشعري التقليدي، فكان الماضي حاويا كبيراً قَنَّنَ شعرية القصيدة في مقولاته التاريخية التي امتاحت من ذاكرة الشعر العربي الذي تسلّط على ذائقة المتلقي بأوزانه وقوافيه، وكان هذا الفهم في أن القصيدة هي وزن وقافية فحسب، حتى سرقت المتلقي من معرفية الرؤية، ومناطق التخييل والاشتغال الميتاجمالي والاركيولوجي على الأسطورة والرمز، وفي هذا المنحنى، كثر الشعراء وهم يرتكبون الفعل الشعري الذي فقد هيبته في إنتاجه لبضاعته، حتى سئم ذاته بعد حرق معاييره المعرفية والدلالية لأكثر من عشرات العقود، لكن جوبه بالخطوة المغايرة الجديدة في نوع من الانقلابات البطيئة على الشكل والمعنى أيضا، فانتهى الشاعر المغاير الحداثوي إلى استدعاء معانيه في رؤيته للشعر بأنه " الكلّي " الذي انبثق قبل الفلسفة متساوقا مع السحر والخرافة  وليس بمعناه الذاكراتي الماضوي " قصيدة الموضوع" وكان هذا الفعل يستدعي وعيا مغايرا ومشاكسا للانفلات من دائرة الموضوعي والثبات ومغادرة الماضي..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مدخل لدراسة الوعي

شخصيات أغنت عصرنا .. المعمار الدنماركي أوتسن

د. صبيح كلش: لوحاتي تجسّد آلام الإنسان العراقي وتستحضر قضاياه

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

في مديح الكُتب المملة

مقالات ذات صلة

في مديح الكُتب المملة
عام

في مديح الكُتب المملة

كه يلان محمدرحلة القراءة محفوفة بالعناويــــن المـــــــؤجلة مواجهتُها، ولايجدي نفعاً التسرعُ في فك مغاليقها.لأنَّ ذلك يتطلبُ مراناً، ونفساً طويلاً وتطبيعاً مع المواضيع التي تدرسها تلك الكُتــــب.لاشــكَّ إنَّ تذوق المعرفة يرافقه التشويق باستمرار،لكن الـــدروب إلى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram