TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الإعلام نور الحقيقة

الإعلام نور الحقيقة

نشر في: 23 إبريل, 2013: 09:01 م

عبـَّر أكثر من زميل عن سخطه ورفضه لطريقة تعامل مسؤولي الرياضة مع واقع العمل الصحفي في أكثر من قضية مهمة تعامل معها الزملاء بالحكمة والمصلحة الوطنية السامية ، ونعني هنا اصحاب المهنة الحقيقية وليسوا مَن اتخذوها وكراً مظلماً للارتزاق والمداهنة والمساومة ممن ابتليت بهم السلطة الرابطة نتيجة تساهل (البواب) في دخولهم منذ عام 2003 حتى الآن بشكل يُسيىء لتاريخ الصحافة التي قدمت اسماءً كباراً كانت أقلامهم تهزّ الارض تحت مسؤولي الرياضة وتحرمهم من النوم حتى خيط الفجر لما لوقع صراحتهم وقوة حججهم من تأثير كبير لا مفرّ امامها سوى الاعتراف بالتقصير أو الانسحاب من المهمة.

ولهذا لا عجب أن تمرَّ رسالة مهمة وخطيرة كتبها المدرب يونس جاسم القطان واوضح دوافعها في حواره الشفاف مع (المدى) أمس الثلاثاء عن وجود تزوير وتلاعب في أعمار واسماء بعض لاعبي منتخب الشباب المتأهب للمشاركة في مونديال تركيا حزيران المقبل مروراً خجولاًَ امام مسمع ومرأى كبار قادة الرياضة في مجلس النواب ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية واتحاد الكرة من دون ان يتوقف احدهم ويحترم منصبه الذي أُؤتمن عليه ويسارع لتشكيل تحقيق عادل يميط اللثام عن كثير مما يجري اليوم في ساحة كرة القدم وغيرها بعيداً عن عيون الرقابة الرسمية وتأنيب الضمير!

والحق يُقال ان مَن يرتضي السكوت ويُدير وجهه عن قضايا خطيرة تمس سمعة العراق ويعرف انه مسؤول عن درئها ينبغي ان يكون حسابه عسيراً من السلطات التنفيذية المشرفة على قطاعه والقضائية ايضاً لتنزل القصاص العادل لأن سكوته خيانة ومشاركة ضمنية بالجريمة طالما بلغته الشكوى وطرقت بابه ليسمعها ، فما بالنا وهناك عشرات الملفات المعلقة على شماعة الانتظار من دون ان يُحسم أمرها أو تحال الى لجان متخصصة لتدقيقها وإعلان نتائجها امام وسائل الإعلام؟

إن رسالة القطان التي جاءت في (فورمة) تحضيرات منتخب الشباب للدخول في نهائيات كأس العالم بعد شهرين من الآن فضحت جميع العناوين التي ارسلت اليها ، وما زاد الطين بله تأكيده انه تحدث مع معنيين في شؤون اللعبة لتنبيههم من خطورة زج لاعبين تجاوزت اعمارهم الحد المسوح به وفقاً لكشوفات ناديوية سابقة ومتغيرات اجتماعية مؤثرة لكنهم أداروا له ظهورهم وكأنهم غير مبالين لمعلوماته وربما أتهموه بمحاولة إفشال مهمة زميل له تماشياً مع حملات التسقيط التي تشهدها علاقات المدربين الموتورة بينما القطان لا مصلحة له سوى انتمائه لوطن عظيم إبتلي بنماذج بائسة في الرياضة أدمنت الخطأ وفشلت في إثبات أهليتها ولا ينفع معها غير الاجتثاث العادل الذي تحكمه معايير الكفاءة لا اصوات الناخبين وهم ينتخون كل مرة لمداراة خواطر رؤسائهم وانقاذهم من الهزيمة حتى لو حكموا العابهم ثلاث أو اربع دورات اولمبية !

لم يعد السكوت مقبولاً بعد اليوم ، وعلى اللجنة الاولمبية الوطنية الراعي الاول للاتحادات وافرادها تفعيل لجنة المتابعة عملياً لا شكلياً ، عبر التنسيق مع مكتبها الإعلامي في تقديم مذكرات فورية عن قضايا مقروءة  ومتلفزة ومسموعة ذات مساس مباشر تضرّ بسمعة البلد لاتخاذ التدابير اللازمة بشأنها وتسليم المقصرين للقضاء، مثلما لا يجوز لبعض الإعلاميين أياً كان تخصصهم الاستسلام لتجاهل المسؤولين لتلك القضايا التي يتصدون لها بشجاعة ومبدئية برغم خطورة عملهم الذي يتطلب فضح الفاسدين والمخادعين وسارقي المال العام، بل يضاعفون جهودهم حتى ينتصروا لمصلحة الرياضة.

ولابد من مصارحة مَن يستشعر بقوة علاقته بالإعلام وينام مطمئن القلب أن خديعته للوسط الرياضي لن تدوم طويلاً طالما هناك مَن يؤمن بدوره في التعامل مع الجميع ويضع حداً فاصلاً بين العلاقات الشخصية والمهام المنوطة بأصحابها لأنها شأن وطني لا يجوز التصرف به لمآرب معروفة حتى لو وجدوا الدعم من الاتحادات نفسها ، فالإعلام نور الحقيقة ولن يُعتمها الظلام!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram