حذرت من نشوب المعارك الطائفية قبل شهر يوم كتبت بأن "الوقود السريع الاشتعال مرشوش. وعلبة الكبريت مفتوحة. الأمر متوقف على جاهل يشخط العود فتشب النار". وهذا هو الذي سبب مجزرة الحويجة التي أقل ما فيها أنها ذكرتنا بدبابات صدام وهليكوبتراته التي استأسدت على العراقيين العزّل في الجنوب بعد طرده من الكويت.
مهما كانت حجج العسكر الذين يقودهم المالكي. إن صدق ادعاؤه بوجود مندسين ومسلحين في التظاهرات، أو لم يصدق، فإنه هو المسؤول الأول عن ارتكاب الجريمة. لم يقل أحد فينا إن كل المتواجدين في ساحات التظاهرات ملائكة. إنها تجمعات مفتوحة وقد يندس فيها الظالم مع المظلوم والحرامي مع المسروق، خاصة إذا طال بها الأمد ولم تعطها الحكومة غير الأذن الطرشة.
يتحمل المالكي وزر كل قطرة دم سفكت وكل جريح تعمد جيشه منع إخلائه، على الطريقة الصدامية الفاشية. لم يعبر رئيس الوزراء نهر الحرب الطائفية عندما كان ضيقا، بل ظل مسمرا بمكانه لا يحل ولا يربط حتى اتسع النهر وصار يجري دما. الرجل، كما يبدو مصاب بداء بطء الاستجابة وتقدير عواقب الأمور. مغرم حضرته، على الطريقة الإيرانية، بتشكيل اللجان للمماطلة واللعب على عامل الوقت. وكيف لا يفعل وليس بحزب الدعوة من يجرؤ على قول كلمة حق بوجه سلطان جائر؟
المتظاهرون، في بداية تظاهراتهم، كانت اغلب مطالبهم، إن لم اقل كلها، مشروعة، خاصة في ما يتعلق بإطلاق سراح الأبرياء والبريئات. كان يمكن تلبية تلك المطالب بأسبوع أو أقل. مشكلة المالكي انه استجاب لها ولأكثر منها لكن بالتقسيط. عشرات الآلاف أطلق سراحهم، ثم حتى أن فدائيي صدام رد لهم الاعتبار ماديا ومعنويا، رغم أنني لم اسمع هتافا واحدا في كل التظاهرات يدعو لرد الاعتبار لهؤلاء. إن من لا يتقي وقوع الكوارث قبل حدوثها، فهو ناقص الحكمة والفطنة والحس الإنساني.
في منتصف السبعينات وقعنا بمشكلة عشائرية كان سببها عمي شقيق والدي من أبيه. جاء العم عند الوالد عارضا المشكلة بطريقة أراد بها أن يبرئ نفسه مما حدث. كان والدي منصتا طوال الوقت إلى أن انتهى المتحدث. رد الوالد مباشرة "ماكو غير نروح نطلب عطوة شهر وبعدها نفكر بالحل". غضب العم العنيد ورفض اشد الرفض. رد عليه الوالد بأنك ستندم والله. لم تمر سوى ثلاثة أيام وإذا الأخبار تأتينا بان أحد أعمامي قد هاجمه أفراد من العشيرة الخصم وكسروا خشمه وبعضا من أضلاعه. لم يتعظ العم المعاند بل خطط لهجوم مضاد كانت نتيجته أنه هو ذاته أصيب بجرح عميق ببطنه كاد أن يموت بسببه. عند تلك اللحظة فقط قال العنيد لأبي "شيخنا اتصرف رحمة الوالديك وشوف النه ناس تجيب النا عطوة". حلّها الشيخ ناصر بوقتها بأقل الخسائر لأن الجرح كان في بطن العم. لكن هل سيستطيع الشيخ عبد الحليم الزهيري، مثلا، أن يحلها اليوم وقد فتق المالكي جرحا طائفيا بالحويجة أصاب كبد العراق طولا وعرضا؟
الحويجة .. حلّها يا شيخ
[post-views]
نشر في: 24 إبريل, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 5
Abu Semir
Unless the government have to resign and brought to justice otherwise they are not far from animals.
المدقق
اف لكم ولكذبكم .. الم يسمع السيد الكويتب نداءات المتظاهرين وشعاراتهم وطلباتهم لكي يجزم بان كل مطالبهم مشروعة ؟؟؟ الم يطالبوا باطلاق سراح كافة السجناء من خلال اقرار العفو العام ؟؟ الم يرفعوا شعار قادمون يا بغداد وكأن اهل بغداد هم محتلين ؟؟ ام ان الاذن لا ت
الموج الهادر
لن يتحرك المالكي ولا من حوله لطلب عطوه .... لان الطعن في البطن ليس فيهم ولا من حولهم ولا اي من افراد عوائلهم ... سننتظر اذا ان يكون الطعن في بطن المالكي ومن حوله ..وحينها ستهداً الامور وتحل ... قولو امين
حازم فريد
شيخنا العقابي ،بربك من يطلع اللأفي ويكول لانريد عبد الزهرة ياتي الى الأنبار ويحمينا ؟، هذا مطلب شرعي وانت تقول كل مطاليبهم شرعية ،بس ماذا نفعل والجميع تخوط يم الأستكان ،لكم الله ياشيعة علي
abu attabi
I see if you be more shy it will be better for you