اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شتائمُ ذاتٍ مهزومةٍ ومنكلٌ بها

شتائمُ ذاتٍ مهزومةٍ ومنكلٌ بها

نشر في: 24 إبريل, 2013: 09:01 م

نهار الثلاثاء سمعت خبر عودة مفتش عام وزارة الصحة عادل محسن من إيفاده إلى مصر، وكنت أتوقع أن يهرب هذا الرجل خارج البلاد بسبب الأخبار التي أكدت صدور مذكرة اعتقال في حقه، لكنه عاد!! المشكلة أن اللجنة النيابية المشكلة للتحقيق في قضيته عقدت مؤتمراً صحافياً للتنديد بما اعتبرته تحدياً سافراً من قبله للقضاء وقوى الأمن، فقد أكدت اللجنة أن مذكرة الاعتقال صادرة بحقه وهي معممة على جميع الوحدات المسؤولة عن تنفيذها في البلد، ثم استغربت كيف يتجول مطلوب للعدالة بكل جرأة وتحدٍ في بغداد، بل ويدخل وزارة الصحة ويمارس مهامه، ويتجول في المنطقة الخضراء!!

شخصياً، كنت أشعر بحال من القهر والحزن والخوف بسبب أحداث الحويجة، وما يمكن أن تتمخض عنه، ثم جاء هذا الخبر فأجهز على كل ما بقي فيَّ، من استقرار نفسي وتفاؤل بالحياة وأمل بها. فمثل هذه المهزلة لا يمكن أن تحدث إلا في العراق، أقصد أن يتحول القضاء إلى مهزلة مخجلة، والقانون إلى نكتة تبكي الثكلى، والعدالة إلى كذبة وسخة، وقوى الأمن إلى لعبة بيد سياسيين اقل ما يقال عنهم أنهم صبيان يمسكون بأيديهم أعواد ثقاب ويلعبون بها قرب بحيرة هائلة من البنزين.

عيب عليكم، والله عيب، والله لقد تسافلتم لدرجة لم يعد ممكناً معها إيجاد ما يناسب من ألفاظ لوصف تسافلكم هذا.. ماذا تفعلون بالبلد؟! إلى أين تذهبون بالناس؟ يا لصوصا، يا وحوشا، يا قتلة، يا سفاحين، يا مستهترين... هذه مصائرنا ومصائر ابنائنا التي تتلاعبون بها.. هذه دمائنا التي تتاجرون بها وتهدرونها حفاظاً على مصالحكم ومداراة لفشلكم ولصوصيتكم. من قال لكم أن السياسة استهتار؟ من أخبركم أن المسؤولية نهب وفساد؟ من علمكم أن القانون تنكيل؟ يا سقط المتاع، من أين جاء بكم حظنا العاثر؟ كيف التقطكم واحداً واحداً، وأحسن اختياركم لدرجة لم يعد ممكناً معها إيجاد أي منفذ في دائرة جرائمكم التي احكمتموها حولنا؟

والله أنا يائس بسببكم، مهزوم وأشعر بالقهر والجبن والفشل. لدي حياة كنت احبها في العراق، ولدي منجز بسيط تعبت من أجل تحقيقه، ولدي بلد طيب وأهل رائعون وأصدقاء يستحقون الإجلال، لدي أشياء كثيرة تستحق أن أتمسك بالبقاء في هذا البلد، وأخشى خسارتها في حال غادرته. لكنني أعمل على ترك كل هذه الأشياء الجميلة والهرب بعيداً عن مستنقعكم.. أفكر بالهروب من الأزمة النفسية التي سببتموها لي، أنا مريض بسببكم يا مجانين، أنا موشك على الانهيار بسبب تكاتفكم جميعاً على هدمنا والتنكيل بنا وقتلنا، ليس من المعقول أن لا يوجد بينكم ولا إنسان واحد، ولا إنسان واحد يا وحوش؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 12

  1. علي مظفر

    اخي سعدون ربما نسيت ضمن خياراتك في زمن صدام ان تقول سيخرجوه من حفرة ! لعلهم يتقون !!

  2. علي

    اخي سعدون ربما نسيت ضمن خياراتك في زمن صدام ان تقول سيخرجوه من حفرة ! لعلهم يتقون !!

  3. سعدي عبد الرزاق

    من حفر لاخيه حفرة وقع فيها وهذه النتيجة وقعت فيها ياسعدون ضمد والسبب انكم تطلعون الاشاعة وتصدقونها وهذه النتيجة صدمة محترمة لحضرتك يا محترم لأنك صدقت كل شئ الرجال كان باجازة ووزارة الصحة قالت انه باجازة وسفرة الى مصر ما صدقتم الا اشاعاتكم وفبركاتكم وعبالك

  4. ابو علي الزيدي

    الاخ العزيز سعدون لا ترحل لئن هؤلاء يريدون لك ولأمثالك الرحيل لايريدوا أي وطني ينادي بالمسؤلية الوطنية .وفاقد الشئ لا يعطيه فهؤلاء ليس لهم في الوطن شئ سوى تنفيذاجندات أسيادهم في فرقة هذا الشعب المبتلى ونهب وبعثرت ثرواته فأرجو منك وكل عراقي شريف أن يقف

  5. كرم المالكي

    معقوله استاذ سعدون ضمد الي هو سعدون ضمد منهار لدرجه لا توصف ولا تتحمل كل هذا الله يرحم ايام زمان كنت تتلاعب بعقول مجاميع كامله اليوم قلم مكسور وحبر جف لا لا ما مقبول منك الاستسلام ابدآ استجمع افكارك ورتب اوراق فنحن منتظرين منك الاكثر لا استسلام لهذه المس

  6. رمزي الحيدر

    لا تيأس لا تدع شلة من من الجهلة والفاسدين أن تنتصر علينا ،كما ذهب أبوهم ( صدام ) سيذهبون ، بالرغم من سوداوية المشهد و جهل المجتمع .يوجد لدينا مثلاً جميل يقول لا يصح الى الصحيح . !!.

  7. د فؤاد الكردي

    أستاذ سعدون لا مكان لك و لكل الطيبين من أهل العراق هنا في ظل سماء شوفوا صفائها وأرض معجونة بالدم هذا العراق لم يعد لنا وعلينا الرحيل قبل أن نموت كمدا وحتى لا تجتاحنا الكآبة ونصبح نزلاء دائمون في المصحات النفسية فلقد نفذ الصبر وتلاشى التحمل وحتى

  8. عادل حسن محمود

    عاش لسانك اخ سعدون والله اثلجت صدورنا هؤلاء لايستحقون انهم قتله وسراق وسفله واقذر من القذارة واسوء من السيء انهم بحق لايستحقون الحياة لااستثني نهم احد كلهم مجموعةواحده مجموعة من القتله لايستطعون حماية الشعي بل هم الذين يقومون يقتله تصور حكومه يقودها الهال

  9. الجواهري

    وانت الاديب والمعمم والمثقف تنهار استاذ سعدون فكيف بالذيم لا يملكون ادنى مستوى من الثقافه عليكم ان تشحذوا اقلامكم وتفضحوا المفسدين وهي خدمة تقدمها لبلدك واصدقائك واهلك لن ينساها التاريخ

  10. alawwee

    ان الشعور بالاحباط واليأس من العيش في هذا الوطن الذي مزقته الحروب وهدته الفرقة وهجره العديد من ابناءه المخلصين وشبابه المثقفين والمتعلمين والمبدعين اما خوفا على حياتهم او هربا من ان يكونو ضحايا للجهل والتخلف .لهو حاله من حالات التراجع الفكري واليأس من الم

  11. يسرى

    بارك الله بيك عبرت والله عن مابداخلنا نحن الاغلبية الصامته والجبانه؟ نعم للاسف ز الجبانه حتى من قول كلمة الحق لذلك نستحق مايجري بنا وعلينا

  12. محمود أنيس

    المقالة رائعة ولكن توجد نقطة مهمة وهي من شبه المستحيل ان تطلب من اللصوص والقتلة التوبة على افعال هم مقتنعون ومستقتليين على فعلها! والسنين الماضية اوضحت ان السياسيين لا يهمهم موت الشعب او جوعه المهم هو الامتيازات والرواتب الممنوحة لهم وهم جالسيين في المنطق

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram