بأربعين لوحة تخلط بين التعبيرية والتجريدية وتحمل العديد من الأحاسيس المتنوعة والغالب عليها سمة الحزن عملت الفنانة التشكيلية السورية المغتربة سمر دريعي على تصوير واستكشاف علاقة الأنثى بالطبيعة من خلال معرضها التشكيلي الأول في كردستان والذي حمل عنوان (

بأربعين لوحة تخلط بين التعبيرية والتجريدية وتحمل العديد من الأحاسيس المتنوعة والغالب عليها سمة الحزن عملت الفنانة التشكيلية السورية المغتربة سمر دريعي على تصوير واستكشاف علاقة الأنثى بالطبيعة من خلال معرضها التشكيلي الأول في كردستان والذي حمل عنوان (المرأة الزهرة) وقررت تخصيص ريعه لإغاثة اللاجئين السوريين في الإقليم.
وقالت دريعي التي قدمت من رومانيا الى أربيل لإقامة المعرض : إن اللوحات السهلة ذات المنهج البسيط المفهوم كانت منهجي في الرسم واليوم اعمل ومن خلال هذا المعرض على توضيح العلاقة بين كائنين هما المرأة والزهرة فأنا حين ابدأ بتخطيط شكل المرأة أجد الرسم يتحول الى زهرة والعكس صحيح تماما وهذا يدل على إن المرأة هي مرادف أصيل للطبيعة وهي الفكرة التي يقوم عليها معرضي.
وعن سمة الحزن الواضحة في اغلب اللوحات توضح دريعي في حديث لـــــها: إن هذا لأمر طبيعي من فنانة سورية تعيش الآم وأحزان وفواجع بلدها وما يحصل فيه والفنان هو الأقدر على ترجمة هذه المآسي لأنه الأقرب لهموم الوطن والأكثر إحساسا بها .
وكشفت دريعي عن إن ريع المهرجان سيعود بالكامل لإغاثة اللاجئين السوريين في كردستان حيث سيتم بيع اللوحات في مزاد عني لهذا الغرض مبينة ان هذا الإجراء هو عمل طبيعي لان الرسالة الأساسية للفن هي رسالة إنسانية تحث على مساعدة المظلومين وتقديم العون لهم، متمنيةً ان يعم السلام وبأسرع وقت سوريا وتتوقف آلة القتل والتدمير هناك.
وبشأن تركيزها على المرأة التي اتخذتها موضوعاً أساسيا لمعرضها تؤكد دريعي أنها إضافة الى كونها فنانة فإنها ناشطة نسوية أيضا وتعمل باستمرار في مجال حقوق المرأة وتعمل على تشجيعها للعمل في جميع الميادين ومنها ميدان الفن التشكيلي ، مذكرةً بان الإرادة والتدريب والإصرار يمهدون طريق النجاح للمرأة في أي عمل ترغب أن تقوم به.
وتضيف الفنانة المغتربة ان التحضير للمعرض الحالي استغرق وقتاً طويلاً وبعض اللوحات تعود الى خمس أو ست سنوات وعملت وبالتنسيق مع وزارة الثقافة والشباب في كردستان على إقامته في أربيل وحضر فيه وزير الثقافة كاوه محمود و المدير العام في الوزارة كنعان المفتي إضافة الى نائب محافظ أربيل طاهر عبد الله وعدد كبير من المهتمين بالشأن الثقافي .
من جهته يبدي المصور الفوتغرافي محمود هوليري إعجابه الكبير بأسلوب الفنانة ودقة تصويرها للأحاسيس الإنسانية موضحاً بانه يحرص على حضور اغلب المعارض التشكيلية في إقليم كردستان وان هذا المعرض على وجه الخصوص جذبه حيث ابتعد عن المناهج التقليدية في رسم وتصوير المرأة .
ويرى هوليري ان الفنانة كانت موفقة في رسم المرأة التي تمثل الأم والأخت والزوجة وحتى الوطن وانها أبدعت في إظهار المزاوجة بين المرأة والزهرة التي تداخلت العلاقة بينهما بصورة كبيرة ومعقدة ولكنها صورتها باحترافية وذكاء.
وبين هوليري ان اللوحات تظهر وبشكل جلي ما يتعرض له الشعب السوري من مجازر فظيعة وهو ما يمكن ملاحظته بدقه من خلال تعابير الألم والرعب والحسرة التي تعم الوجوه المطلة من اللوحات معرباً عن تعاطفه الكامل مع أبناء الشعب السوري .
وأكد هوليري ان تضييف أربيل لمعارض يقيمها فنانون من الخارج سيعود بالفائدة الكبيرة على فناني كردستان من خلال اطلاعهم على تجارب وخبرات أشهر الفنانين العالميين ، داعياً طلاب الفن التشكيلي ومعهد الفنون الى زيارة هذه المعارض باستمرار للاستفادة من الخبرات الموجودة فيها والتي من شأنها الاسهام بتطوير المشهد الثقافي عموماً والحركة التشكيلية على وجه الخصوص.
والفنانة سمر دريعي من مواليد حلب في سوريا سنة 1977 وتنحدر من عائلة متخصصة بالفن والفكر حصلت على شهادة الفنون النسوية وتخصصت في الرسم وتدريس الموسيقى والعزف على البيانو في المعهد العالي للموسيقى ، ولها العديد من المعارض الفردية والمشتركة في سوريا وتركيا ورومانيا ومعرضها الحالي هو السادس لها وتم اختيارها عام 2012 من بين 30 فنانا من أصل 400 توزع أعمالهم على جميع متاحف رومانيا ولم يكن الفن التشكيلي المجال الوحيد الذي حققت النجاح فيه فقد سبق لها ان اختيرت كوصيفة لملكة جمال سوريا سنة 2005.