وزير التربية المستقيل محمد تميم ذرف الدموع في لقاء متلفز مساء الأربعاء الماضي تعبيرا عن أسفه لفشل جهوده من أجل احتواء أزمة الحويجة قبل اقتحام ساحة اعتصامها، داعيا إلى تدارك المشكلة بين الحكومة والمعتصمين، لأنها من وجهة نظره قد تجر البلاد نحو منزلق خطر عندما يستفيد منها من يحاول إثارة العنف وتوسيع دائرته ليشمل مناطق أخرى ، في ظل أزمة سياسية مستعصية نتيجة اتساع الخلاف بين الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية .
الوزير المستقيل كشف عن تفاصيل وساطته بين الجيش والمعتصمين في الحويجة ، لكنه قال إن قرار اقتحام الساحة كان الصوت الغالب " وحصل ما حصل " محملا قوات" سوات " مسؤولية ارتكاب المجزرة ، مشيدا بدور بعض ضباط الجيش في معالجة الموقف بشكل سلمي لكنهم فشلوا أيضا في هذه المهمة .
من توفرت له فرصة متابعة حديث الوزير يستخلص منه إشارة واضحة تؤكد سعي بعض الأطراف نحو تصعيد المواقف والأزمات لغرض الوصول إلى المواجهة استنادا إلى تصور وأوهام بان الوقوف عند الحافة يخدم هذا الطرف ويطيح بالآخر ، وأصحاب هذه "النظرية" في التعاطي مع الأزمات والمشاكل، يشعلون المزيد من الحرائق باستخدام وسائل إعلامهم من صحف وفضائيات بتغذية الانقسام الطائفي ، بتصعيد لهجة الاتهام بحملة يقودها نائب في البرلمان شغل مقعده بمئتي صوت من "قاعدته الشعبية الواسعة" في محافظة ميسان .
أثناء حديث تميم كانت إحدى الفضائيات تتصل بالمشاهدين مانحة لهم الوقت الواسع لتوجيه الشتائم لمن يحاول المساس بالمنجزات المتحققة للشعب العراقي خلال المسيرة المظفرة خلال السنوات الماضية ، وفضائية أخرى تبث فتاوى رجال دين تدعو إلى مواجهة عناصر القوات المسلحة. وفي هذه الأجواء من الشحن الإعلامي من فضائيات توصف بأنها مدعومة من دول مجاورة للعراق يتم العزف على الوتر الطائفي ، لتوفير أرضية واسعة لاستيعاب المزيد من الحقد والكراهية بين العراقيين، و دموع تميم وحدها ليست كافية لمواجهة هذا النوع من الخطاب ، والأمر يتطلب مواقف جدية من القادة السياسيين والقوى صاحبة التأثير لإنقاد البلاد من تداعيات خطرة .
صحيفة خليجية نقلت عن مصدر سعودي لم تكشف عن اسمه قوله بأن تدخل بلاده وتركيا والأردن أنقذ العراق من تكرار السيناريو السوري ، عندما اتصل مسؤولون من الدول الثلاث بشخصيات عشائرية وأخرى سياسية وطالبوهم باعتماد التهدئة واللجوء إلى الحوار لإنهاء التوتر على خلفية حادث الحويجة .
بغض النظر عن مدى صحة وحقيقة ما ذكرته الصحيفة الخليجية ، يبدو أن حل المشكلات العراقية يأتي من الخارج ويكون مقبولا سواء بالضغط أو القناعة أو في بعض الأحيان برغبة بعض الأطراف في اعتماد الوصفة الإقليمية للشفاء من الداء العراقي ،لأن البابنك والورد الماوي والحبة السودة ودهن الخروع ما عادت تتمتع بذات المفعول القديم أمام الوصفة الخارجية ذات التأثير السحري السريع للعلاج من كل الأزمات .
دموع محمد تميم
[post-views]
نشر في: 26 إبريل, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 1
المدقق
نقطة اخرى اسجلها لك سيدي الكاتب وادعوك ان تستمر باعتدالك ووسطيتك .. بوركت