أبدى خبراء في مجال النفط دهشتهم واستغرابهم من تصريح وزير النفط السابق الدكتور إبراهيم بحر العلوم حول قدرة العراق على سد احتياجات سوق النفط العالمية بنسبة 50 بالمئة يومياً خلال العشر سنوات القادمة.. وقال الخبير النفطي حمزة الجواهري في حديث للمدى: اعتق
أبدى خبراء في مجال النفط دهشتهم واستغرابهم من تصريح وزير النفط السابق الدكتور إبراهيم بحر العلوم حول قدرة العراق على سد احتياجات سوق النفط العالمية بنسبة 50 بالمئة يومياً خلال العشر سنوات القادمة.. وقال الخبير النفطي حمزة الجواهري في حديث للمدى: اعتقد ان هذه مسألة مبالغ بها في ظل ما تقدمه الأوبك، واوضح: العالم الآن إنتاجه يبلغ أكثر 90 مليون برميل يومياً, هل يستطيع العراق ان يقدم 45 مليون برميل. هذا مستحيل على الرغم من أن الدكتور بحر العلوم رجل متخصص في هذا المجال. واضاف: هناك عروض طلب قد تزيد او تنخفض حسب الدول المستهلكة في شرق آسيا أو غيرها، مبيناً أن هذا الأمر تحدده معدلات النمو، وان العراق الآن يسعى لبلوغ معدل تسعة ملايين برميل يومياً وقد تصل هذه النسبة الى عشرة ملايين خلال الزمن القادم.
ولم يكن الخبير النفطي عمرو هشام أقل دهشة واستغراباً من تصريح الوزير السابق للنفط.. وقال في حديثه للمدى: هذا الكلام غير دقيق ولا يمكن تطبيقه على الواقع إطلاقاً. واوضح: ولو أردنا ان نأخذ على سبيل المثال السعودية التي تنتج 12 مليون برميل يومياً تصدر الآن عشرة ملايين برميل في اليوم, ولو أتيح لها زيادة هذه النسبة فأقصى ما تصل اليه هو 11 مليون برميل يومياً. واضاف: ولو اردنا ان ننظر الى أقصى ما يستطيع ان ينتجه العراق يومياً فهل يتيح لنا أن نتوقع تحقيق شيء مما تفضل به الدكتور بحر العلوم.
وكان وزير النفط السابق محمد بحر العلوم قد رجح تمكن العراق من سد حاجة العالم من النفط الخام بنسبة (50%) خلال السنوات العشرة القادمة.
وقال بحر العلوم في المؤتمر الوطني الثالث للطاقة وحضرته المدى: إن العراق يمر بتحولات كبير في مجال النفط والطاقة لاسيما في عقود الخدمة مع المبرمة مع الشركات العالمية، حيث تحول المسار النفطي منذ عام (2009) من الأحادي الى المزدوج، مما سيعزز من القدرة الانتاجية للنفط الخام.
واوضح: ان احد هذه التحولات في حقل الناصرية الواعد وإنشاء مصفى الناصرية بطاقة (300) الف برميل، تعد تجربة كبيرة في مجال الصناعة النفطية للبلد، بالإضافة الى وجود استراتيجية جديدة لربط انبوب نفطي لميناء العقبة الأردني.
وتابع: كذلك تأهيل الانبوب العراقي التركي مما سيجعل العراق في منأى عن الاخطار التي ربما تمنع تصدير النفط من منطقة الخليج لاسيما عند إغلاق مضيق هرمز من قبل ايران، مشيراً الى مشاريع اخرى لوزارة النفط تتعلق بإنتاج الغاز الطبيعي، والمصاحب للنفط، خاصة بعد مباشرة شركة غاز البصرة بعملها لاستخراج الغاز من الحقول الجنوبية.
وأضاف: أن هذه المشاريع كلها تعطي مؤشرات مستقبلية بأن العراق سيكون من اكبر منتجي النفط والغاز في العالم، لاسيما خلال السنوات العشرة القادمة الذي من المتوقع ان يسد (50%) من حاجة السوق العالمية للنفط الخام.
واشار الى أن الجهود المبذولة من قبل وزارة النفط والشركات التابعة لها، اتاحت الفرصة للشركات العالمية للعمل والاستثمار في مجال النفط والطاقة، حيث تقدر الاستثمارات السنوية في مجال الطاقة والنفط (25) مليون دولار.
وأعلن مدير عام شركة الاستكشافات الوطنية التابعة لوزارة النفط كريم حطاب جعفر، عن نجاح شركته في تنفيذ الكثير من المسوحات الزلزالية في اغلب الحقول النفطية الفائزة في جولات التراخيص، مؤكداً ان حجم الاحتياطات النفطية متجهة نحو الزيادة.
وقال جعفر (للوكالة الاخبارية للانباء): ان الدراسات والمسوحات الجديدة التي قدمتها الشركات العالمية الفائزة بجولات التراخيص الاولى والثانية والثالثة وحتى الرابعة اعطت أرقاما جديدة عن حجم ما يمتلكه العراق من احتياطات نفطية كبيرة.
واضاف: ان اعلان وزارة النفط زيادة الاحتياطات الى (150) مليار برميل لا يأتي من فراغ بل هناك أعمال مشتركة بين شركة الاستكشافات الوطنية والشركات العالمية لاجراء مسوحات زلزالية وكذلك أعداد الدراسات والتقييمات.
وبين جعفر: ان شركته نجحت في تنفيذ أعمال المسح الزلزالي في الكثير من الحقول النفطية التي فازت بجولات التراخيص لاسيما حقل بدرة والمنصورية، والرقعة الاستكشافية رقم (9) والتي فازت في الجولات التراخيص الرابعة، مرجحاً قيام شركته بأعمال اخرى مستقبلاً كإجراء المعالجات وغيرها من التفاصيل التي تخص الاستكشافات بالتعاون مع الشركات العالمية.