TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ابــن ابراهيــم والسركـال فـــي الغربــال!

ابــن ابراهيــم والسركـال فـــي الغربــال!

نشر في: 27 إبريل, 2013: 09:01 م

أربعة أيام فقط تفصل قارة آسيا لوأد أزمة البحث عن رئيس لاتحاد كرة القدم في ظل انتخابات شرسة أراد لها البعض ان تكون فصلاًَ من معارك تقرير المصير لنزواته واطماعه وليس لمستقبل "العرب أولاً" في ظل أجواء ضبابية مشحونة بالمواقف السلبية وتبادل اللكمات تحت الحزام للاستئثار بمنصب لن يدوم أكثر من 18 شهراً ، تقتضي سياسته خدمة اللعبة النظيفة في الهواء الطلق وليس خلف ابواب مغلقة في فنادق كوالالمبور!
ان المراقب الحصيف لما جرى قبل اشهر عدة وما يترقبه اليوم من تصريحات متضاربة يتحكم بها (ريموت كونترول) سياسي قح ، وتعكسه تحركات مرشح بعينه لاثارة الشبهات حول مرشح منافس ، ومغازلة مسؤول كبير في أوروبا لتأمين حجوزات حملته الانتخابية مبكراً في ديوانية (إدعم .. تربح) كل ذلك يشعرنا بسقوط شعارات التوافق العربي في الرياضة طالما افتضحت غاياتها وأزكمت الأنوف رائحة طبخاتها الفاسدة على نار(كسر العظام) !
ويبدو حتى الان الصوت العراقي مكبل بقيود حكومية ومؤسساتية لكل منها نظرتها وتبريرها بحسب بروتوكولات رسمية وعلاقات شخصية لعبت دوراً كبيراً في إحراج رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود ولم تحل عقدة في لسانه حيث توقف وسط الطريق كاتماً صوته في القلب حتى يبوح به في صندوق الانتخاب لعله يرتاب من ردود الافعال فيما لو جاهر بدعمه للسركال أو ابن ابراهيم مثلما غيره تحلى باستقلالية اتحاده واعلنها من دون ضغوط انه سيمنح صوته لهذا المرشح قناعة منه بانه الأكفأ والأجدر طالما اننا نتحدث عن سلوكيات وخبرات تؤسس لبناء الاتحاد الآسيوي لا عن تجمع متلونين مدعوين لسهرة لعب (جوكر) على طاولة مراهنات بانتظار احتراق الكارت..!
العقل والبصيرة في الساحة العراقية يشيران الى وجود فارق كبير بين مواقف رئيس الاتحاد الاماراتي يوسف السركال وبين نظيره البحريني سلمان بن ابراهيم في ملف العراق، فالامارات كان لها موقف مشرّف في ملف تنظيم البصرة لخليجي 20 قبل ان تعترض البحرين وتصرّ على مبدأ المناوبة وتبدي رفضها الصريح لاناطة الدورة بالعراق لولا بيان الاتحاد العراقي لكرة القدم السابق بالتنازل للاشقاء في اليمن ، ولم تكتف البحرين بذلك ، بل اعلنت اعتراضها على اقامة خليجي 21 في البصرة الأمر الذي أثار حفيظة وزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر ليعرب عن استنكاره للموقف البحريني في لقاء صحفي مع مجلة (حوارسبورت) شباط 2012 قال فيه بالنص :   
(أن يتم اختيار البحرين الدولة البديلة للعراق ، هنا لابد من قول كلمة للتاريخ ونعيد عقارب الزمن الى حيث اجتماعنا مع مجموعة من كبار مسؤولي الرياضة الخليجية على هامش احدى الدورات كان من بينهم شخصية بحرينية معروفة قال بالحرف الواحد في معرض حديثنا عن ملف خليجي 21 "الأولوية الآن للبحرين .. وتهمنا مصلحتها وليس سواها" ، ويبدو من خلال الثقة المطلقة في حديثه ان هناك ضغطاً سياسياً في هذا الاتجاه شئنا أم ابينا بالرغم من ان تعاطي العراق مع دورات الخليج يستند الى عمق ستراتيجي اكبر من التجمع الرياضي المفترض لبضعة ايام).
ترى هل يحتاج هذا التصريح العلني الى أية تفسيرات اخرى لبيان موقف البحرين تجاه العراق في ملف البصرة؟!
الامارات العربية فتحت ملاعبها للمنتخبات الوطنية العراقية والاندية المشاركة في المسابقات العربية والقارية منذ عام 2003 بسبب الحظر الدولي على ملاعبنا ، وكان السركال يبدي حرصاً كبيراً في تضييف رياضيينا على خطى الاشقاء في قطر بالرغم من الضغط الذي تشهده روزنامة اتحاده وتنوع اقامة البطولات الدولية على ارض بلاده ، في حين لم يكن للموقف البحريني أي دور يذكر في هذا الملف ، بل العكس ظهر جلياً عدم تعاونه في نهائي كأس الخليج 21 عندما حُرم آلاف العراقيين في الحصول على مقاعدهم بالحق وليس منة ما اضطر غالبيتهم لمشاهدة المباراة من محال (كوفي شوب) بشوارع المنامة!
ولم ينس التاريخ الموقف العربي الشهم لحاكم دبي محمد بن راشد في ضربه اروع المُثل الانسانية المستقاة من تقاليد دولة عمّدها مؤسسها الراحل زايد طيب الله ثراه على روحية حب العرب والعمل على جمعهم لا تفرقهم ، فأرسل ابن راشد طائرة خاصة أقلـّت أسود الرافدين أبطال آسيا 2007 من مطار جاكرتا الى دبي للاحتفاء بهم وتكريمهم لان نصرهم توّج العراق والامارات وكل الاشقاء وكانوا مفخرة للعرب وأنموذجاً للتلاحم الشعبي في ظروف نزفت جراح العراق دماءً كالانهار سرعان ما تداوت بماء ورد الفوز من أغلى الكؤوس.
ماذا فعل ابن ابراهيم لقضية الحظر الدولي المستديم على العراق؟ لا شيء .. وكان للسركال دور فاعل بذلك من خلال ترؤسه لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي وعمله في عهد الرئيس السابق محمد بن همام وخليفته بالوكالة الصيني زهانغ جيلونغ على دعم مساعي رفع الحظر الجزئي عن الملاعب العراقية وهو ما حصل بالفعل تمهيداً لرفعها كلياً.
وبعيداً عن نقاط الاختلاف التي شهدتها فترة تسنم حسين سعيد رئاسة اتحاد الكرة ، كان ممثلاً للعراق في تنفيذية الاتحاد الآسيوي للعبة حتى مطلع عام 2011 الذي شهد انتخابات جديدة عملت كتلة ابن ابراهيم المناهضة لابن همام على اسقاط سعيد في حينه مثلما شهدنا وقتها مسرح التنافس من داخل القاعة في دلالة تؤكد على عدم تورّع مرشح البحرين في ابعاد الكفاءات والرموز العربية اذا ما اصطدمت احلامه بمنافس يلقى تأييداً وتقارباً لافكارهم!
إذ نستذكر كل تلك المواقف بانصاف ليس محاباة لمرشح دون آخر ، بل قراءة عراقية لما خلفته السنون الماضية من صور لا يمكن ان نراها بغير إطارها الحقيقي وزمن حدوثها لتكون شاهدة على ما يجري اليوم من تكتلات ومضاربات، وحرب غير نظيفة عجز اتحاد غرب آسيا عن إطفاء حرائقها، وتهدئة المعسكرين وتوحيد الصفوف لمناصرة مرشح واحد، فما قيمة الغطاء التنظيمي الاقليمي للعرب وأي مشاريع توافقية ينشدها مستقبلاً في ظل هيمنة أطراف خارجية على ارادات بعض اعضائه؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram