خليل جليلنعتقد بان الجميع بدأ يتلمس ملامح المشهد المقبل لشكل المواجهة بين اطراف صراع كرة القدم في العراق لاسيما ان هذه المواجهة دخلت مرحلتها الحاسمة وبالطريقة التي يتوقعها كل المتبصرين بشؤون كرة القدم بعدما استنفدت كل السبل لإيجاد ما ينتشل كرة القدم من بؤرة الصراع الكروية الذي تكشفت كل نيات اطرافه
ودوافع هذه المواجهة التي اخذت تتجه الى مرحلة الحسم وتنتقل الى واقع جديد سيفرض على الكرة العراقية عاجلا ام اجلا. عموما ان من سوء حظ الكرة العراقية التي وجدت نفسها بين امواج الصراع المتلاطمة، تستعد هذه الايام لواحدة من اهم المحطات والاحداث الكروية القارية بعدما سمح لنا بإقامة مبارياتنا واستحقاقاتنا على ملاعبنا، ونحن نتأهب لاستضافة تصفيات آسيا للشباب للمجموعة الثالثة في مدينة اربيل لاسيما ان اقامة هذه التصفيات في هذا الوقت الراهن صار مطلبا جماهيريا لعشاق كرة القدم في العراق ولكل محبيها وهم يبدؤون العد التنازلي لانطلاق التصفيات التي باتت بسبب الاحداث الجارية في البلاد على صعيد صراع كرة القدم خصوصا بعد ان تفرغت اطراف الصراع التي لها علاقة بهموم اللعبة وغيرها من الاطراف التي ليس لها اية مصلحة في الصراع سوى تغذيته،باتت التصفيات نتيجة هذه الاحداث مرشحة الى النقل الى مكان آخر طالما الاخرون ينظرون الى طبيعة الاحداث المتواصلة بأنها لايمكن ان يجد لها العراقيون اية حلول. فبعد سنوات من الحرمان والتغييب الذي فرض على منتخباتنا وفرقنا عندما رضخت لقرارات دفع ثمنها جمهورنا الكروي قبل اي شخص آخر،بدأت الآمال تدب في جسد الكرة العراقية عبر السماح لفرقنا ومنتخباتنا ان تؤدي استحقاقاتها على اراضيها حتى جاءت موافقة اقامة التصفيات الآسيوية للشباب للمجموعة الثالثة في العراق بداية عهد جديد لمشوار الكرة العراقية وبداية عهد جديد تفتح آفاقه امام جمهورنا ومشجعينا ليعيدوا الى جنبات ملاعبنا الروح من جديد بعد غياب امتد لسنوات وسنوات نتيجة السياسات الحمقاء التي لم يدفع ثمنها جمهور كرة القدم بل كل العراقيين عندما فرض الحرمان على فرقنا ومنتخباتنا في ظل عقوبات نتيجة تلك السياسات كان للرياضة العراقية بشكل عام وكرة القدم على نحو خاص نصيب من تلك العقوبات. اذن لم يتبق على موعد انطلاق تصفيات آسيا للشباب للمجموعة الثالثة المقرر ان تستضيفها مدينة اربيل للفترة من الخامس ولغاية الخامس عشر من تشرين الثاني، سوى ايام قليلة معدودة اخذت المنتخبات المشاركة فيها ترزم حقائبها للوصول الى ارض العراق ويحدوها قلق ومخاوف من المجهول الذي يحيط بالكرة العراقية وواقعها. صحيح ان حدث استضافة تصفيات المجموعة الآسوية الثالثة صار واحدا من ابرز المحطات المرتقبة التي تحتضنها الملاعب العراقية ومن اهم مشاغل جمهورنا الكروي وهو يبدأ العد العكسي لانطلاق هذا الحدث، ينطوي على اهمية استثنائية للعراقيين وهم يواجهون اختبار مدى قدرتهم على النجاح في استضافة المحافل القارية وغيرها من المناسبات الكروية لكن تبقى اقامة هذه التصفيات والمضي بها على ملاعبنا في اربيل واحداً من اشكال التحدي الكبير. ونعتقد بان ثقتنا كبيرة، بل ومطمئنة بأن مدينة اربيل ورياضييها ومسؤوليها سيكونون على قدر كبير من مستوى التحدي لإنجاح هذه التصفيات وإظهارها بما ينسجم مع القدرة الفنية والمادية وكل اشكال الدعم والرعاية التي يتمتع بها من أبدى استعداده لاحتضان هذا التجمع الكروي هناك. اذن نأمل ان تكون ثقتنا وثقة جمهورنا الكروي في محلها ومكانها الصحيح لإنجاح تجمع تصفيات المجموعة الآسيوية الثالثة ليعيش فصولها واحداثها على مدى اكثر من عشرة ايام هذا الجمهور المتعطش ويعود الى ملاعبه وهو يرى منتخباته على ارضه ويبدو وفق شكل الصراع الحالي بانه سيرى منتخباته اول مرة بعد غياب سنوات وآخر مرة اذا ما لم تحصل معجزة وتنهي صراع انتخابات اتحاد كرة القدم.