عندما قلت أمس إني لمست في توسل رئيس الوزراء بالإعلاميين غطرسة وضحكا على الذقون، استاء بعض أصدقاء الفيس بوك من الذين يساندون المالكي. تجنبت الرد عليهم لقناعتي أن "لكل داء دواء يستطب به إلا (الطائفية) أعيت من يداويها". مشكلة الطائفي، سياسيا كان أو مواطنا عاديا، انه يرى الهدم إعماراً والبناء تفليشا حتى وان كان الهدم يشمل سقف بيته.
بعضهم، للأسف، يرى أننا ننتقد سياسة المالكي وأداءه بدوافع شخصية وبعضهم لا يتردد باتهامنا أننا نتسلّم ملايين الدولارات من أجل ذلك. لم أتألم مرة واحدة من كل ما يقولونه اللهم إلا انني أتألم من أجلهم. صعب أن ترى إنسانا يصفق ويطبل ويستقتل من اجل الدفاع عن حاكم يضحك عليه ويستغفله.
كل كلمة كتبتها كنت اعنيها، بقدر ما كان هو لا يعني ما يقول. أيام قليلة وليست أسابيع أو أشهر أو سنين مرت على خطابه الذي تطرقت لبعض مما جاء فيه في عمود الأمس ليناقض نفسه. ففي يوم 25/4/2013 قال المالكي: "الحكومة ومجلس النواب وكل مؤسسات الدولة هي منكم وإليكم وأنتم جميعا شركاء فيها. ولتكن هذه هي المحطات التي تتوقفون عندها للحوار. ليس في المقاطعة وليس في الانسحابات، لأن هذه لا تحل مشكلة. هذه تعقد المشاكل". خوش حجي وخوش نصيحة. لكن من ينصح الآخر بسلوك معين عليه هو أولا أن ينتهج ذلك السلوك. ألم يقولوا لا تنه عن خلق وتأتِ بمثله؟
أمس (28/4/2013)، جاء في الأخبار أن "دولة القانون يعلن استمرار مقاطعته لجلسات مجلس النواب"! هاي شيسمونها بالخير؟ زين شلون ورئيس دولة القانون بنفسه دان سلوك المقاطعة وعدّه واحدا من أسباب جر البلاد صوب الخراب والفتنة؟
قرأت خبر المقاطعة وعدت ثانية لخطاب المالكي فتذكرت محاضرة للشيخ الوائلي رحمه الله عن صديق للإمام علي قد انتابه شك بصدق الإمام. ما أتذكره منها انه بينما كان الإمام جالسا في خيمته يوم معركة النهروان يشحذ سيفه، جاءه رسولان يحذرانه بأن الأعداء قد عبروا النهر. رد الإمام: كذبتما لم يعبروا. جاء غيرهما بنفس التحذير وكذبهما الإمام أيضا. ثم جاء اثنان آخران بنفس الخبر من غير الأربعة السابقين ولم يصدقهما وزجرهما. كان الإمام بعيداً عن ضفة النهر لا يرى شيئا بعينيه. كان صاحبه يسمعه فحدّث نفسه: سأذهب الى ضفة النهر لاكتشف الأمر بنفسي. فان وجدت الأعداء قد عبروا فاني أول من سيحاربه لأنه كذب علينا. وان وجدتهم لم يعبروا كما قال فسأقبل يديه معتذرا. يقول الرجل: ذهبت الى النهر فإذا بالأعداء لم يعبروا. وإذا بأنفاس علي بن أبي طالب تختلج بأنفاسي: أأيقنت يا هذا بأنني صادق؟!
متى سيعرف الطائفيون أننا لم نكذب عليهم أو نضللهم أو نناقض أنفسنا، بل هو الذي يفعل؟
متــى يوقنــــون؟
[post-views]
نشر في: 28 إبريل, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 5
abu attabi
الم اقل لك سابقا ان من الاحسن لك ان تستحي ولو قليلا يا شيوعي الماضي وبعثي الامس ومنافق الحاضر ولا ادري ماذا ستكون غدا او بعد غد.فهل نسيت ما فعلت حينما كنت تعمل في قناة الفيحاء الفضائية ايها المتصابي
المدقق
ومن انت ايها الكويتب لكي تشبه نفسك ببطل الاسلام علي بن ابي طالب علي السلام ؟؟ الهذه الدرحة وصلت بكم الحال لكي تضحكوا على ذقون الناس .. الويل لكم من عذاب يوم الدين .. ان المالكي سوف يبقى شوكة في عيونكم ورمحا في خواصركم وسيبقى كل العراق مساندا له ولن تحصدوا
احمد
روعة هذا المقال تجبرك على شكر الكاتب واعادة قرائته مرة اخرى بكل تاكيد
رياض العلي
يزخر التاريخ الرافديني في العراق بمظاهرة تمسك الحاكم بالسلطة على حساب الوطن ، وكثير من الحكام العراقيين على مر التاريخ تشبهوا بالصفات الالهية وماصدام الى نموذج قريب للأذهان ومتاح للعقول ، ولو قدر لعبد الكريم قاسم أن يمتد به العمر الى سنوات طويلة ربما لوج
أحمد هاشم الحسيني
أنتهز الفرصة أولا بأن أوحه كلامي للقارئ المواظب على التعليق باسم المدقق فأقول له ليس من الأخلاق أن تستخدم مثل هذه الألفاظ في تناول كتاب وصحفيين قد نختلف معهم كليا ولكن من واجبنا إحترامهم كما أن إتاحة الجريدة لهذه الفرصة في التعليق ينبغي أن نشكرها عليها ون