كتب الشاعر و الروائي الأميركي الشهير ف. سكوت فيتزجيرالد ، ( 1896 ــ 1940 )، قصيدة عذبةً لابنة الممثلة هيلين هيز ، ماري مكارثر. و بعدها بست سنوات، كتب لها قصيدة أخرى على ظهر الورقة نفسها كانت تتّسم بشيء من الاضطراب. فهل يكتب الواحد لطفلة في السابعة من
كتب الشاعر و الروائي الأميركي الشهير ف. سكوت فيتزجيرالد ، ( 1896 ــ 1940 )، قصيدة عذبةً لابنة الممثلة هيلين هيز ، ماري مكارثر. و بعدها بست سنوات، كتب لها قصيدة أخرى على ظهر الورقة نفسها كانت تتّسم بشيء من الاضطراب. فهل يكتب الواحد لطفلة في السابعة من عمرها عن " بصمة الشهوة "؟ تتساءل كارولين كيروغ في تقريرها هذا.
على كل حال، طُرحت هاتان القصيدتان في المزاد منذ أوائل نيسان الحالي. و قد كُتبت القصيدة الأولى لماري حين كان عمرها سنة واحدة فقط. و هي من نوع الأناشيد في الشعر، و هي في أجزاء، و مطلعها : " أوه بابا/ باباي/ قولي بابا/ هكذا! ". و تتضمن صفحة القصيدة توقيعه و عزبة آل هيز.
و مع أن هيز لم تمثل أبداً في فيلم يستند على عمل لفيتزجيرالد، فإنه قضى كما هو واضح وقتاً مع أسرة الممثلة في بيتها في ناياك بنيويورك. و قد تضمن المزاد نسخة من رواية فيتزجيرالد ( لطيف هو الليل Tender is the Night ) موقَّع عليها كهدية لهيز و زوجها تشارلز مكارثر.
و كانت هيز، الفائزة بجوائز الأوسكار، و توني، و أيمي، و غرامي Grammy، قد تزوجت مكارثر، و هو كاتب، في عام 1927. و مرضت كثيراً، و هي حامل، و كانت تمثل في مسرحية، فلم تستطع الاستمرار و توقفت المسرحية. و قد اشتكى ممثل آخر، أحزنه فقدانه العمل، قائلاً عن حمل هيز بأنه " عمل من الله " ــ و أدى ذلك في حينه إلى نكات في الصحافة عن أنها تحمل " طفلاً من عمل الله "! و حين ولدت الطفلة في عام 1930، سمّاها والداها ماري، ( أي مريَم )!
و على الجانب الخلفي للقصيدة الأولى هناك قصيدة أخرى، مكتوبة في عام 1937. و مع أنها تقول في الأعلى إنها في السابعة فيما بعد، فإنها كانت في الواقع في السادسة منذ عام 1931؛ و كانت ماري آنذاك في السابعة من عمرها. و تبدأ القصيدة هكذا :
ما الذي سأفعله بهذه الحزمة من المتاع
هذه الكتلة من المكونات، الحفنة من الطحين
بصمة الشهوة
تنصحني بلطفٍ، أوه يا عالم النفس
ستكون لها موسيقى ــ إننا نصلي من أجل قبلة الله
على جبينها، معانقة القدر
كيف بحق الله نرشدها إلى هذا
" ... فقط سمِّها ماري و دعها تبلغ الثامنة."
و لست متأكداً تماماً لماذا كان فيتزجيرالد يكتب عن الشهوة و علماء النفس و القبلات و المعانقة ــ بالتأكيد، في الحالة الأخيرة، كان يكتب عن المصير و الآلهة. مع هذا، لا يبدو ذلك إلا بالكاد شبيهاً بالطفولة. لكن الأمور تصبح بعدئذٍ ناجعة :
ماذا عن الكتب؟
هل نُطعم الطفلة
خبزَ الموتى، الذي تُرك في قبورهم قبل زمن طويل
أم ينبغي أن يُقرَن كل التوهج و الطراوة
باختراعات السنة القادمة؟ هل بإمكان أحدٍ أن يعرف؟
كيف سنعطيها نصيبها من ماما الذي يبدو
ممنَّعاً بحيويات أبٍ مشكوكٍ فيه؟
*****
" ... أبقِها إلى الثامنة ثم وفّر عليّ عضةً "
أوه، كل شيء كان يسير بشكلٍ جيد جداً، حتى وصل الشاعر إلى جزء " العضة ".
حلّ لي هذا الارتجاف، يا أحكم الرهبان،
يا طبيب الأطفال، و الرفيق النافع
و اخبرني باسم مستشفى مجانين الأمهات
أو أعطني حاضنة الأطفال ــ و دعها تستوعب البحث
كيف يمكنني أن أرد هذا العبء الثقيل
أجيبي سؤالي و اذكري أجرتك
و صمِّمي لي مزيجاُ من حواء و القديس يوحنا
" ... اجعليها بضفائر و أعطيها لي".
أوه، فيتزجيرالد. أجل، كانت ماري حلوة بالضفائر، لكن ــ بماذا كان يفكر، يا تُرى ؟ ففي عام 1937، كان قريباً من نهاية حياته؛ و قد مات في عام 1940 بنوبة قلبية و هو في سن 44 عاماً، و قد استهلكته سنوات من الإدمان الشديد على الخمر. و ماتت ماري بعد تسع سنوات فقط ، و كان من المخطط لها أن تعمل على المسرح ( و مثّلت قليلاً مع أمها )، لكنها، و هي في التاسعة عشر من عمرها، سقطت فجأة مريضةً و ماتت بشلل الأطفال عام 1949.
عن / Los Anngeles Times