اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ورش صناعية تتجاوز على الأملاك العامة.. والرقابة خارج التغطية

ورش صناعية تتجاوز على الأملاك العامة.. والرقابة خارج التغطية

نشر في: 28 إبريل, 2013: 08:01 م

لا يتوانى أصحاب الورش الصناعية عن العمل حتى أثناء العطل الرسمية وغير الرسمية ، ما يسبّب ضيقاً للقاطنين في الأحياء الداخلية خاصة الشعبية حيث لا يراعي أصحابها حال  السكان ، لا ليلاً ولا نهاراً. فكل ما يريدونه هو إنهاء التزاماتهم في الوقت المناسب.&

لا يتوانى أصحاب الورش الصناعية عن العمل حتى أثناء العطل الرسمية وغير الرسمية ، ما يسبّب ضيقاً للقاطنين في الأحياء الداخلية خاصة الشعبية حيث لا يراعي أصحابها حال  السكان ، لا ليلاً ولا نهاراً. فكل ما يريدونه هو إنهاء التزاماتهم في الوقت المناسب. 
المشهد يتكرر في الكثير من المناطق التي أصبحت عبارة عن ورش صناعية ومعامل نجارة وحتى معامل لتعبئة المياه ، حيث أصبحت العاصمة   منذ فترة ليست بالقصيرة  تعاني من التلوث البيئي في كل المجالات، الهواء والماء والتربة وغيرها، فكثرة المعامل التي تنفث سمومها على تلك المصادر أسهمت في رفع نسبة هذا التدهور وفي ظل عدم مراقبة جدية من قبل الجهات المعنية. يطالب متخصصون ومواطنون بضرورة وضع حد لهذه الورش وإيجاد المعالجات اللازمة لها.
رحلة قمنا بها  بين مناطق عديدة في بغداد تحولت أزقتها وشوارعها الى ورش ومعامل وبدون موافقات رسمية  بل الى وسيلة لتلوث البيئة وانتشار الأمراض بين ساكنيها .
منطقة الشيخ عمر
مناطق صناعية قديمة مثل منطقة الشيخ عمر التي تعتبر منطقة صناعية تقع في جانب الرصافة وتختص في توفر وتصليح معدات السيارات ، وهي امتداد لمنطقة الفضل، ومن المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والتي يقطنها الغالبية من ذوي الدخل المحدود، وخاصة الطبقة العاملة ولهذا فهي تعاني من وجود ظواهر سلبية عديدة أثرت على صحة المواطن ،يقول أبو صالح صاحب محل تنوره في الحي الصناعي الواقع في منطقة الشيخ عمر: واقع الحال في منطقتنا مكرّس لهذه الورش منذ زمن بعيد، حيث تطورت مع الزمن لتأخذ شكل حدادة السيارات وتفرّعاتها من ورش دهان، بيع دواليب، قطع تبديل للسيارات ما يسبب أصواتا مزعجة للسكان فالمسافة بين الشارع والمحلات السكنية قصيرة جدا، و اغلب أصحاب الورش هم من سكنة المحلة تقريبا .
دون إجازات رسمية 
بينما علق احد المواطنين الساكنين في الشارع قائلاً: إن اغلب هذه المعامل قد أنشئت هنا من دون اخذ الموافقات والإجازات الرسمية وقد انعكست أضرارها  على الناس بسبب الضوضاء والأصوات التي تبدأ مع بزوغ شمس الصباح وأكثر المحال الصناعية تقع أسفل الشقق السكنية التي يشغلها عشرات العوائل ، ناهيك عن تلوث الهواء ، إذ انهم لا يراعون ابسط الشروط الصحية والبيئية وحتى أوضاع السكان، من الضروري استحداث منطقة صناعية تُنقَل إليها كل الورش بطريقة تضمن حق أصحابها ولا تسبب لهم الخسائر،. فمن حق الناس ان ينعموا داخل مساكنهم بالهدوء والسكينة بعيدا عن الضجيج. 
أما صاحب محل صنع دعاميات السيارات  أبو سنان قال : نحن نتمنى أن تُستحدث منطقة صناعية تضم مثلاً كل المحال والصناعات التي تشبه بعضها، ويذهب المواطن إلى مكان مخصص لقضاء كامل حاجاته والحصول على الخدمات التي يريدها، حيث تجتمع في مكان واحد، لا يضطر معه الى التنقل لإصلاح سيارته ويمكن تحويل الشارع  الصناعي في الشيخ عمر الى منطقة صناعية فقط ووضع عوازل عن المحال السكنية ونعتقد لايمكن ذلك لان المحال هي داخل المناطق السكانية المكتظة إذن الحل كيف لانعلم؟
يقال أنها أملاك عامة 
ومن المشكلات التي تضاف الى التلوث السمعي والبيئي للورش الصناعية في الأحياء السكنية مشكلة حلول الرصيف، إذ لا يتوانى كثيرون عن ركن السيارات المُعدّة للتصليح على الرصيف، والتي تمتد لتصل الى ما بعد الرصيف في أحيان كثيرة، ويتطلب الأمر المعالجة عن طريق  قرارات على مستوى المسؤولين في كافة أجهزة الدولة وتعاوناً كاملاً للوصول الى مرحلة نستطيع معها إزالة المخالفات بشكل نهائي
لا يوجد عقاب وحساب 
سارة محمود من سكنة المنطقة وهي مدرسة علقت قائلة : بسبب الإهمال وغياب الرقابة من قبل المسؤولين والمجالس البلدية التي لاتهتم وتظهر الا في أوقات طرح المناقصات والمقاولات أما تنظيم مثل هذه الأمور فهي بعيدة عنها ! ولو كان هناك عقاب ومحاسبة لما يُقدم المواطنون على افتتاح محال صناعية( ورش)،  في المحلات السكنية نحن لا نعترض على فتحها لان هذا حق للجميع، إلا أن الإجازة مهمة ويجب ان تمنح بعد أن تَلاحظ  بالضرورة أموراً عدة تلزم فيها صاحب الورشة قانونياً أشياء كثيرة، أقلّها عدم التعدي على الرصيف الذي يلتهم معظم أرصفة المناطق الداخلية من المدينة (هذا واقع الحال) ما يفقد المواطن بموجبه حقه في الرصيف الذي يعتبر حق انتفاع عام ولا يستطيع السير عليه لان شارع "الشيخ عمر"حتى الرصيف فيه تحول الى ورش كيف ولماذا لا احد يعلم ،بينما علقت امرأة تبلغ العقد الخامس  وهي ربة بيت من العمر قائلة : (المسؤولون مشغولون بالكراسي . .قابل يريدون تنظيم هذا البلد)  إذن الجميع يسأل  من يعمل على إزالة الفوضى، أو على تنظيمها من أجل المحافظة على حق الناس في الانتفاع من الطريق العام والرصيف.
 
منطقة الحبيبية ومعامل الإسفلت 
بينما نجد في منطقة الحبيبية إن  أصحاب المعامل والمصانع لم  يراعوا الجانب الصحي والبيئي لتلك المناطق كما أنهم  يفضلون الجوانب الربحية حتى ولو كانت على حساب المواطن  حيث تنتشر معامل الحدادة والإسفلت بين الدور وهذا ما كشفه لنا احد المواطنين عندما ابلغنا ان معامل صنع الإسفلت تقع بين دورهم السكنية ودون محاسبة رغم ان السكان قدموا عدة شكاوى الى المجالس البلدية لكن دون إيجاد حل او حتى إبلاغ أصحاب المعامل تلك بالمغادرة .
والغريب إن أبواب هذه المعامل مفتوحة وعلى مرأى كل شخص حيث تمكنا من لقاء احد العاملين في  معمل إسفلت "......" يدعى احمد حسن الذي قال: هذه المعامل وفرت لنا فرص عمل، والعمل الحالي هو أفضل من الجلوس ،أننا نعيل عوائلنا وهم بحاجة دائما إلى ما يجعلها تستمر بالحياة، والناس دائما تتذمر من كل شي واغلب أولادهم يعملون في هذه المعامل فلماذا الشكوى يضاف الى إن الإسفلت يحتاجه الناس لصب السطوح وحتى تبليط الشوارع وهذه المعامل توجد فيها مفرغات كبيرة توضع في السقوف  لدفع الهواء الساخن وروائح الاحتراق الناتج من النفط الأسود الى الأعلى وبعيدا عن المنازل ونحن أقمنا المصنع على دار نملكه ولم يتقدم بيت بشكوى بالعكس قمنا بتبليط الشارع . لماذا لايتم محاسبة أصحاب المعامل الأهلية الخاصة بتصنيع العلب المعدنية المستخدمة وكذلك بعض الورش لصهر الفافون والنحاس وأخرى لإنتاج المواد البلاستيكية المعادة  هي ايضا سببت مشاكل لا تنتهي صحيا واجتماعيا لماذا لا يتم غلقها .
إنتاج السكائر والعلب  
يذكر ان منطقة الحبيبية  تضم بعض المعامل الصناعية الكبيرة خاصة في مجال إنتاج السكائر ويخترق المنطقة خط قديم لسكك الحديد كان في السابق يستخدم في نقل الركاب والبضائع، في حين ان الشقق السكنية الحديثة التي أنشئت في ثمانينات القرن الماضي الموجودة في هذه المنطقة تعد من اكبر المجمعات السكنية .
تقول  أم ستار موظفة في إحدى الوزارات  و من سكنة المجمع :  "عندما تعمل تلك المصانع فان أدخنتها تحجب رؤية الشمس عنا وكأنها غيمة كبيرة  سوداء ونشم رائحة كريهة تزكم الأنوف وعند الصباح وعند الخروج من البيت نرى طبقة سوداء على وجوهنا وملابسنا والغبار والأتربة السامة المتطايرة من جراء هذه المعامل وحاليا أنا وأبنائي نشكو من ضيق في التنفس بينما قال أبو سمير وهو من سكنة المنطقة ايضا وبيته قريب من حي الاورفلي  :إن أصحاب هذه المعامل يدفعون مبالغ كبيرة الى المجالس البلدية وقوات الأمن من اجل إبقائهم يمارسون عملهم دون محاسبة ،والمواطن يختنق يموت ولا احد يهتم ؟
تموت تختنق لا أحد يهتم 
 إن الغازات التي تخلفها المعامل الصناعية في العراق تضر بصحة الإنسان أكثر من البيئة وبالذات الأطفال ،وغالبية السكان هناك  يشكون من التهاب في المجاري التنفسية. والأمر لم يتوقف على منطقة الحبيبية القريب منها حي الاورفلي الذي تنتشر فيه كور لصهر النحاس ومعامل لصنع الاسفلت وسبق ان تطرقنا الى هذا الموضوع قبل فترة ،حيث تستقبلك المنطقة بموجة من الحر والدخان الأسود، وهذه المنطقة اغلب سكانها  يعانون من أمراض انتقالية وتنفسية خطيرة جدا .
وجدنا فرصة لقاء احد الأساتذة في منطقة الحبيبية وهو مدرس كيمياء حيث قال : إن اغلب هذه المعامل لا تلتزم بمواصفات بنائها وهي تدمر الأماكن التي تحيط بها .وان الدخان المنبعث من تلك المصانع يؤثراً على الغلاف الجوي وبالنتيجة يتسبب بضرار التربة والماء معا، من الضروري ان يتم توفر الشروط الصحية والبيئية والأخذ بعين الاعتبار ابتعادها عن المناطق السكنية والزراعية  لكن حال البلد اليوم لايجعل المسؤولين يفكرون في حماية الناس والبيئة. يبقى القول إن هذه الأزمة متفاقمة، المواطنون متضايقون ويأملون إيجاد حل لهذه الأزمة التي لم تعد مقبولة مع الإسراع في إنشاء منطقة صناعية رحمةً بالناس وتسهيلاً على أصحاب الورش للحفاظ على لقمة عيشهم ،لكن هل نحن نحلم لنطلب ذلك في بلد انتشر فيه الفساد والفوضى وعم الدخان الأسود سماءه ونسى المسؤولون ان هناك أناسا يعيشون بقدرة قادر كان الله في عون من يسكن هذه المحلات السكنية التي انتشرت فيها الأمراض التنفسية والجلدية وحتى التشوهات الخلقية من اجل ان يعيش المسؤول ،فمن يفتح المعامل والورش أكيد له موافقة المسؤول فأي مسؤول العلم عند الله .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تربوي يشيد بامتحان "البكالوريا" ويؤكد: الخطا بطرق وضع الأسئلة

إطلاق سراح "داعشيين" من قبل قسد يوتر الأجواء الأمنية على الحدود العراقية

(المدى) تنشر مخرجات جلسة مجلس الوزراء

الحسم: أغلب الكتل السنية طالبت بتعديل فقرات قانون العفو العام

أسعار صرف الدولار في العراق تلامس الـ150 ألفاً

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram