بغداد / ايناس طارقتصوير/سعد الله الخالديمنطقة الشرطة الرابعة الواقعة جنوب غرب بغداد، يقول عنها أهلها انها منسية وخارج اهتمامات المسؤولين، لماذا الإهمال والنسيان؟ سؤال ردده كل من التقيناهم من المواطنين الذين يعانون من تردي كل أنواع الخدمات، الشيء الوحيد الذي شبعوا منه حسب أقوالهم،
هو الوعود التي تتصاعد مع كل عد تنازلي لاية انتخابات، ثم سرعان ما تختفي الوعود ويلفها النسيان،ويبقى المواطن وحده يتحمل وزر الإهمال وضعف كفاءة إدارة المجالس المحلية المتوالية والفساد المالي والإداري الذي أوقف وعطل ليس فقط مشاريع البنى التحتية الضخمة، وانما حتى مشاريع تبليط أزقة يمكن ان يقوم بها مقاول من الدرجة العاشرة! صورة مدخل المنطقة الانطباع الذي يترسخ في مخيلتك عند زيارة المنطقة، هو انها مدينة مكتظة بالنفايات ومجاري المياه الطافحة والمشكلات التي ظلت عالقة في أزقتها وشوارعها الرئيسية منذ ان دقت بها الطابوقة الأولى عام 1980 عندما وزعت قطع أراض لذوي ضحايا الحرب العراقية- الإيرانية، مدينة مكتظة أيضاً بالفقر والحاجة ليس لمتطلبات الحياة العادية من اجل البقاء على قيد الحياة، وانما لكل المتطلبات التي يمكن ان يتخيلها من يحلم بحياة متحضرة ونصف منتمية الى القرن الواحد والعشرين. موافقات أمنية استغرق وقوفنا في السيطرة الأمنية اكثر من نصف ساعة من اجل الحصول على موافقات أمنية تسمح لنا بالتجوال،كفريق صحفي توجهنا بداية الى مقر اللواء الخامس شرطة وطنية، الذي ساعدنا كثيراً في انجاز مهمة التحقيق الصحفي عن المنطقة، وحسب قول المقدم عمر فان تعاون القوات الأمنية العراقية وأهالي المنطقة ساعد كثيرا على تخليص المنطقة من فلول الإرهابيين ودحرهم، هذا النجاح الأمني كان واضحا من خلال عودة العوائل التي هجرت في الفترة التي سبقت تطبيق خطة فرض القانون وهناك إحصاءات تؤكد عودة أكثر من 850 عائلة مهجرة الى مناطق سكناهم، وتشمل المحلات السكنية 867،869،873،875 وكذلك بعض المحلات من منطقة الشرطة الخامسة. وأضاف عمر: ان بعض العوائل قد أخذت منحة الحكومة البالغة مليون دينار والبعض الآخر لم تتسلم بسبب عدم ظهور أسمائهم في الحاسبة الالكترونية التابعة لوزارة الهجرة. وأشار المقدم الى ان ملامح عودة الحياة واضحة في منطقة الشرطة الرابعة التي عانت كثيرا من تهجير وقتل شبابها ونسائها وأطفالها، كما أعيد افتتاح السوق الكبير في المنطقة والذي يرتاده سكان جميع المناطق المجاورة للتبضع. وأكد عمر ان المنطقة حالياً تشهد استقراراً كبيراً ولم يكن ليتحقق هذا لولا مساعدة السكان في الأخبار عن الإرهابيين وأوكار الجريمة التي كانت معشعشة في المدينة. المجلس البلدي بعد ذلك طلبنا من المقدم عمر الاتصال برئيس المجلس المحلي لمنطقة الشرطة الرابعة، كانت الساعة تشير الى التاسعة صباحا ولم نستطع اللقاء مع رئيس المجلس البلدي الا بعد ساعتين بالرغم من أخبار رئيس المجلس بأن هناك فريقا صحفيا ينوي إجراء تحقيق عن المنطقة ويروم اللقاء به!، لكن ما ذا حدث بعد ساعتين؟ الشوارع الرئيسية منذ اللحظة الأولى لدخولك المنطقة، يتضح لك جلياً انك تتجول في مدينة لا يربطها بالقرن الواحد والعشرين غير التسمية فقط، ففي الشارع الرئيسي للمنطقة والواقع في (محلة 875) وجدنا صعوبة كبيرة في سير السيارة لكثرة الحفر والمطبات، والغريب ان بعض الحفر بعمق ربع المتر تقريباً، هذا منظر الشارع الرئيسي، فكيف يمكنك تخيل الشوارع والأزقة الفرعية لهذه المحلة التي لا يمكن السير فيها ليلا لكثرة تجوال الكلاب السائبة، فضلاً عن عدم وجود (أنابيب الصرف الصحي) والتخلص من المياه الآسنة يكون بمد أنابيب بلاستيكية (صوندات) من المنزل حتى الشارع! وتصور الحالة كيف تكون في محلة يسكنها أكثر من ألف نسمة. يقول محمد سالم من سكنة المحلة 875 في العقد الرابع من عمره: تشاهدون الآن الأتربة التي تتطاير في حالة لعب الأطفال او سير السيارات، فهل تتصورون حالنا في فصل الشتاء عندما يذهب التلاميذ الى المدرسة التي تبعد مسافة غير قليلة عن الزقاق. وعلقت المواطنة بلقيس حسين من سكنة المحلة ذاتها: في أحيان كثيرة لانبعث أطفالنا الى المدارس لأيام تصل أحياناً الى أربعة أيام او أسبوع، بسبب طفح المجاري وغرق الشوارع، التي تخلف وراءها أنواعاً مختلفة من الحشرات الطائرة والزاحفة والتي تنقل بدورها لعوائلنا الأمراض. شيشان الشرطة الرابعة اما المحلات السكنية الأخرى والتي تسمى الشيشان، فان منظرها مؤلم اذ ترى الرجال والنساء والأطفال ينقلون المياه من المحلات الأخرى، عدا الروائح الكريهة المنبعثة من مياه الصرف الصحي وكثرة الكلاب السائبة التي تتجول وتجلس اينما يحلو لها مهددة حياة السكان، إضافة الى ان هذه المحلات تعيش في ظلام دامس لعدم قدرة سكانها المادية على شراء مولدات كهربائية خاصة بهم او دفع أجور المولدات الكهربائية الأهلية ان توفرت. وبعد تجاوز هذه المحلات توجهنا الى المحلة (869) التي لا يزيد حظها في الحصول على ابسط الخدمات البلدية على بقية المناطق. يقول المواطن محروس حامد من سكنة المحلة: يمكنكم رؤية الشوارع الداخلية كيف هي مدمرة، ومحفورة من وسط الشارع منذ عدة سنوات وحتى هذا الوقت، ولا نحصل من المجلس البلدي إلا
الشرطة الرابعة.. منطقة منسية على أطراف بغداد
نشر في: 30 أكتوبر, 2009: 06:06 م