ترجمة / المدى زار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، ايران في الاسبوع الماضي، مدافعاً عن برنامجها النووي، وعن صديقه احمدي نجاد ، وذلك في ختام جولات استمرت اسبوعين وجهود دبلوماسية توجهت بها تركيا لاسناد سياستها في الارتباط مجدداً بالشرق الاوسط ومحاولتها انتهاج سياسة التوسط وحلّ المشاكل مع جيرانها.
ان الوضع الحرج الذي وجدت تركيا فيه نفسها بعد رفض قبول عضويتها في منظمة الوحدة الاوروبية ، جعلها تغيّر من سياستها الخارجية في الاعوام القليلة الماضية. وتركيا بقيادة حزب العدالة والتقدم الاسلامي بدأت تقيم صلات أرقى مع الدول المحيطة بها وتطرح نفسها وسيطة في الخلافات ما بينها. ولكن المراقبون يقولون ان طموحات السياسة الخارجية لتركيا مرتبطة بامور كانت (محّرمة) سابقاً ، خاصة تلك المرتبطة بمشاكل الارمن ، او الكرد او قبرص، والتي كانت تلقي ظلالاً على سياستها الداخلية في العقود السابقة. ان تركيا تريد ان تلعب دوراً عالمياً ، ولكي تفعل ذلك عليها ان (تبقى منزلها آمناً) وهذا ما يقوله هنري باركي في مؤسسة كارنجي للسلام العالمي في واشنطن مضيفاًن انها بجيشها واقتصادها القويين، لديهم الارادة القوية، ولكن الذي يقبلون عليه حالياً، لايجعل منهم قوة ناجحة". ان تركيا تعلم دولاً اخرى، مثل اسرائيل والصين، حقوق الانسان، وهي دولة تمنع اللغة الكردية، انه امر غريب. وقد نشطت تركيا دبلوماسياً في الآونة الاخيرة، ووقع وزير خارجيتها احمد داود اوغلو اتفاقاً في سويسرا يمهد الطريق لاعادة العلاقات الدبلوماسية مع أرمينيا ، كما استقبلت الرئيس الارميني سيرجي ساركيسيان في لعبة كرة قدم بين الفريقين التركي والارميني، وفي اليوم التالي كان داود اوغلو في سوريا لالغاء (الفيزا) بين البلدين، في حين انهما، قبل عقد من الزمن ، كانا على اعتاب حرب بينهما ، بعد اتهام انقرة لدمشق بمساعدة الانفصاليين الاكراد. كما ان تركيا اعلنت عن نيتها لتقديم مبادرة واسعة ديموقراطية حول القضية الكردية، كما انها منحت دعمها لاعادة المفاوضات بينها واليونان حول قبرص المنقسمة بينهما. والتغير الذي طرأ على السياسة التركية ، رافقه تغير تدريجي في الحياة المدنية والسياسية، ما جعل الامر مقبولاً. فقبل بضعة اعوام فقط كان المجتمع قد أرغم على تقبل عدد من الموضوعات السياسية من منظور الوطنية والشوفينية وتركيز السلطة ، وحرم عليه التعامل معها. وتبدو انقرة حالياً متوجهة نحو الادراك بان تلك الممنوعات تسبب ضرراً لمقدرة تركيا في التأثير خارج حدودها. ويقول المحللون ان إعادة العلاقات التركية – الارمينية سيساعد انقرة في الاتحاد الاوروبي ، بسبب اتهامات مسبقة وجهت اليها بصدد ذلك. ومع ذلك فان حصول تغييرات كبيرة بصدد قضايا لم يكن مسموحاً لاحد بالتطرق اليها، قد يكون امرأ صعباً. فبعد قرون من القول بعدم وجود شيء اسمه الهوية الكردية ، يأتي هذا التغيير، انه امر صعب وكذلك الامر مع القضية الارمينية، ان الحكومة تريد من الاتراك التفكير بشكل مغاير للسابق، وتريد التغيير من اناس تلقوا تعليمات صارمة حول تلكما القضيتين، واليوم نتحدث عن تهيئة الناس نفسياً للتعامل معهما ومع كافة المشاكل السابقة. وكما يقول احد الصحفيين الاتراك، الاكثر اهمية من التشريعات القانونية ، تهيئة الشعب لها، لانه سيستقبلها بعدئذ بسهولة". ان تركيا التي تكونت بعد انهيار الامبراطورية العثمانية، عام 1923 ، قد تغيرت كثيراً ، لقد انتقلت من الامبراطورية الى الجمهورية ومن استخدام الابجدية العربية الى اللاتينية وكان ذلك تغييراً جذرياً ، وقد تقبله الناس". عن الكريستيان ساينس مونيتر
أوردغان في طهران..تركيا تتصالح مع الماضي لتصبح قوة ناعمة
نشر في: 30 أكتوبر, 2009: 06:07 م