فتاوى التحريض وانعدام الثقة بين المنتفضين والحكومة وعسكرة المجتمع وعوامل أخرى تتعلق باستمرار الازمة السياسية والفشل في حسم الملفات الشائكة والغاء مبدأ الشراكة في ادارة البلاد، كل هذه الاسباب وغيرها شجعت البعض على التوجه لتشكيل مجاميع مسلحة تضم ابناء الشعائر لغرض حماية ساحات الاعتصام من اي اعتداء عسكري ، واول انجاز ميداني تحقق على الارض كان بقتل 5 جنود عُزّل من عناصر الجيش في محافظة الانبار ، وعلى مقربة من ساحة "العـز والكرامة ".
مع وجود برلمان يعكس الخلاف السياسي ويكرسه وينشغل على الدوام بتبادل الاتهامات ، وحكومة تمنح لنصف وزرائها اجازة اجبارية ، ولجان خماسية وسباعية لم تنجز أعمالها بعد ، وتصريحات مسؤولين تكرس الخلاف والانقسام من خلال التهديد باقتحام الساحات تعبيرا عن نفاد صبرها بعدما اعلنت تلبية معظم المطالب المشروعة .. في ظل هذه الاجواء توفرت فرص دخول عناصر مسلحة لساحات الاعتصام ، وفرضت ارادتها على اصحاب المطالب ، وربما اجبرتهم على تبني خطاب التحريض ضد مؤسسات الدولة، العسكرية منها على وجه الخصوص، ولذلك بات امراً طبيعياً الاعلان عن تشكيل مجاميع مسلحة بمزاعم الدفاع عن ساحات الاعتصام ، وجاء حادث الحويجة الاخير ليكون السبب المباشر لهذا التوجه الخطير .
ينتظر العراقيون الصوت المعتدل الوطني المخلص لإنقاذ البلاد من الإنزلاق نحو منحدر خطير وهذه المهمة مسؤولية جميع الاطراف بلا اسستثناء ، وفي حال غياب ذلك الصوت ليس من المستبعد ان يشهد العراق تشكيل فرق عسكرية من العشائر ، ويتحول شعار حصر السلاح بيد الدولة الى مجرد وهم نتيجة الإصرار على التمسك بمواقف لم تضع في اعتبارها المصلحة الوطنية .
بجهود اُمراء الحروب ، والإصرار على زج القوات المسلحة بالشأن السياسي وخلافاته العميقة المتشعبة من المتوقع ، بحسب رأي الإعلامي فاضل المعموري، ان تعلن العشيرة الفلانية اختيار صنف الدروع للدفاع عن ابنائها ، واخرى تختار صنف القوات الخاصة والثالثة المدفعية والرابعة تتولى مكافحة الشغب ، ولا سيما ان اكثر العشائر تم التحرك عليها خلال السنوات الماضية لتكون مجالس اسناد لتحقيق مشروع المصالحة الوطنية ، وتسلمت الاسلحة بدلا عن انواط الشجاعة لمواقفها البطولية في الدفاع عن الامة ، واعلنت الولاء المطلق للقيادة الحكيمة .
هل تحتاج الاوضاع في العراق الى تسليح العشائر بعد كل النكبات السابقة واللاحقة؟ اصحاب هذه الدعوة اذا كانوا فعلا مشاركين في العملية السياسية ويؤمنون بالدستور والتداول السلمي للسلطة عليهم ان يبرهنوا عن مدى ايمانهم بالديمقراطية ، ومن خلالها يستطيعون التغيير ، فالوصول الى السلطة لا يمر عبر قتل الجنود العُزَّل وتنفيذ صولات "حواسم" على مؤسسات الدولة ، او بتصريح منفلت لمسؤول يهدد باعتقال المعتصمين .
تسليح العشائر وتصنيفها لتكون مدرعة ومدفعية ومشاة وقوات خاصة وحرس حدود يعني ان الارض العراقية ستكون مستعدة لاستقبال المزيد من المقابر الجماعية ، و" ياجماعة وين ماشين" واعلموا أن العراقيين غير مستعدين للتطوع في صفوفكم .
عشائر "مدرعة"
[post-views]
نشر في: 28 إبريل, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 1
المدقق
بوركت هذا هو منطق العقل الذي يجب ان نتكلم به وارجو ان تنصح كتاب جريدتكم بان يسلكوا نفس طريقك .. بارك الله بك