ليس كل من أنكر تهمة الطائفية عن نفسه غير طائفي. فالطائفي لا يعترف بطائفيته مثل السكران الذي لا يقر بسكره. أدق ما قرأته في هذا الجانب قول كاتب بحريني: "لا يقول الطائفيُّ انه كذلك. هو على الأرجح لا يفكّر كثيراً بالأمر إلا إذا اتّهِم بالطائفية، وحينها سيكون كلّ تفكيره، ومن ثم كلّ كلامه، رداً لهذه التهمة. أي اننا سنكون أمام كلام مضاد للطائفية بامتياز. لهذا نحن لا نرى احتفاءً بالطائفية، ليس لأنها بغيضة فقط ومدعاة تفرقة لكن لأنها لم تُقَلْ إلا في معرض اتهام أو دفاع".
المشكلة في العراق ليست في درء تهمة الطائفية عن الذات من قبل المواطن، فقط، بل في نفيها عن الحاكم أيضا. فالسني الطائفي كان ولا يزال ينفيها عن صدام بحجة انه كان "عادلا" في توزيع ظلمه على كل الطوائف. وفيهم من يسند دفاعه بان كثيرا من أتباع صدام كانوا من الشيعة، وخاصة الشعراء الشعبيين الذين رفعوه الى منزلة الآلهة!
كذلك تجد الشيعي الطائفي ينفيها بكل ما أوتي من قوة عن المالكي. صار المالكي عنده منزها وما الكشف عن عيوبه وأخطائه إلا اعتداء صارخ على المذهب وإتباعه.. ما من مرة انتقدت فيها تقصير المالكي، كقائد للقوات المسلحة والأمنية والمخابراتيه وما لف لفها، في حماية زوار الإمام الكاظم إلا ورد علي أكثر من واحد منهم: لماذا لا تنتقد البارزاني أو النجيفي أو اياد علاوي؟ يا عم ليس في هؤلاء من هو مسؤول امني وليس ضريح الإمام في كردستان.
أمس أتيت لهم بنصين لا غبار عليهما يكشفان التناقض بين أقوال المالكي وأفعاله. لم يعلق اي منهم على التناقض بل صاروا "يهددون" بشعبية المالكي وما حصل عليه من أصوات في الانتخابات الأخيرة. زين، وماذا عن رفضه لأسلوب مقاطعة جلسات مجلس النواب، بينما ائتلافه مصر على المقاطعة؟ الجواب: سكتة يا أم حسن سكتة!
لهؤلاء، بعد ان مللت من كثرة الرد عليهم بلا فائدة، انسخ ما جاء في "ويكبيديا" قولها "معظم الأحيان تكون "الطائفية" السياسية مكرسة من ساسة ليس لديهم التزام ديني أو مذهبي بل هو موقف انتهازي للحصول على "عصبية" كما يسميها ابن خلدون أو شعبية كما يطلق عليها في عصرنا هذا ليكون الانتهازي السياسي قادرا على الوصول إلى السلطة". فعن أي شعبية يتحدثون؟
عن أي شعبية يتحدثون؟
[post-views]
نشر في: 29 إبريل, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 4
المدقق
انا اسالك سؤال وارجو ان تجيبني ايها الكويتب المنحمس لاسياده في كردستان .. اذا لم تكن هناك شعبية للبطل رغم انفكم ابو اسراء اذا لماذا فاز هو وائتلافه في معظم محافظات الجنوب وبغداد رغم كل سمومكم التي نفثتوها قبل الانتخابات كي يفقد هذه الشعبية ؟؟ فان قلت بانه
عادل العبودي
اصبح المالكي يؤرقك ليلا ونهار حتى نسيت انك كنت تكتب الشعر او انك محاور سياسي او مقدم برنامج ويبدو انك التحقت بسعيد اللافي وسليمان ويبدو ان الأموال السعوديه والقطريه قد اغرتك فاصبحت لاتنفع لا لهم ولا لنا كحال زميلك سرمد عبدالكريم في اسطوانته المشروخه يوميا
محمد الغريري
الاخ الكاتب الكريم تحية لك ولقلمك...صدام كان مريضا بالقومية وكان يفهمها بطريقته الخاصة وله نظرة استعلائية في مفهومه للقومية..وكان ينظر الى التشيع بأعتباره حصان طروادة الفارسي الذي سيضرب عمق الامة العربية اذا ما استطاع التغلغل الى الداخل..وهو الذي ضل حريصا
abu attabi
يظهر انك حقا لا تستحي ،فهل نسيت لماذا يقاطع نواب دولة القانون جلسات مجلس النواب ام انك تتغاضى ان سبب ذلك هو عدم ادراج قانون تجريم حزب البعث في جدول اعمال مجلس النواب ، لا غرابة في ذلك لمن يدري انك لا تزال تحمل افكار البعث الصدامي الذي ذهب الى اقذر مزابل