المربد هو سنة الثقافة العراقية ، هذا تقليد أريدَ لهُ أن يكونَ موسم شعر وثقافة ولقاء ، وهو من طقوس انتظار المنصات لما نتمناه يتجدد في منجزنا الشعري ، وقد حظيت البصرة بعد 2003 في هذا التكريم لتكون جامعة لتلك الأيام الثلاثة .وفي كل عام كنت أراقب المربد
المربد هو سنة الثقافة العراقية ، هذا تقليد أريدَ لهُ أن يكونَ موسم شعر وثقافة ولقاء ، وهو من طقوس انتظار المنصات لما نتمناه يتجدد في منجزنا الشعري ، وقد حظيت البصرة بعد 2003 في هذا التكريم لتكون جامعة لتلك الأيام الثلاثة .وفي كل عام كنت أراقب المربد عبر الرسائل 10 دقائق التي تبثها بعض القنوات التلفازية لأسمع الأصوات ومنصاتها ولأقرأ في الوجوه واغلبهم من أصدقائي .أقرأ متغيرات الزمن الصعب وبعض من ملاحظات ما أقيمه في قراءاتهم.
الى هذا العام لم يتغير في المربد ما يجعله يوازي تماما أسمه وتأريخه والشعراء الذين كانوا يتوافدون عليه في سبعينات القرن الماضي. لقد قاده الميل ليكون محليا ومتعبا في خفايا صراعات التنظيم بين ( الوزارة ، الاتحاد المركز العام ، واتحاد البصرة ) وربما دخلت على الخط الحكومة المحلية في البصرة وكلمة الصديق رئيس الاتحاد فاضل ثامر كشفت هذا . وبعيدا عن أمنيتي أن لا يكون عريف الحفل شاعرا والممول المالي سياسيا والمدعو شاعرا ثانويا أو كارع خمرة في غرف التصفيط والتنظير أقول :لم أر المربد كما أريد أو أتمنى كمثقف ، لم اسمع مستوى من القصائد يمنحنا الشعور بأن المتغير الثقافي نمطا وسلوكا وتجربة وتنوعا وحداثة ينبغي أن تكون منصات المربد منطلقه ، فمثلا ما سمعته من الشعر النسوي كان باهتا ونمطيا ورهين مشاعر خواطر أنثوية ليس إلا ... فمثلا السيدة خيال الجواهري المدعوة الابدية للمهرجان تحدثت في لقاء تلفزيوني عن المربد وهي لاتعرف حتى عن تجربة المحتفى فيه ( محمود البريكان ) فوصفت شعره بعيدا تماما عن رؤاه الكتابية لتقول عنه انه شاعر المكان والنخل وما غير ذلك وأنا اشك في أنها ربما قرأت له نصا شعريا واحدا ...
لا اعرف لماذا يتم الإصرار على هكذا نمط من الشعر وأصحابه . ولا ادري لماذا يشعراني الاتحاد والوزارة أنهما ليسا سوى خلية سريعة التكوين تعتمد على الاسم في حضوره الانترنيتي ومحاباة الايملات والاخوانيات ومواقع التواصل الاجتماعي ، ولااعرف لماذا هذا الفقر المعرفي الذي يصاحب الجلسات والحضور الفقير في قاعة الاجتماعات ، وحتى المدعوين العرب يكادوا أن يكونوا من أصحاب التجارب الباهتة .وكان الاجدى أن نستغني عنهم لندعو تجارب شبابية عراقية نعمل على دعوتها قبل المهرجان بأشهر ونفرز نتاجها ونقيمه ونهيئه لمهرجان المربد وأعتقد أن هذا الأمر واحد من اهم مهماته الحضارية ، وليس مهمته أن يصر كل عام ليدعو شعراء منفى أو شعراء الفيس بوك والايملات من الاجانب فقط ليلمعوا وجها لم يتغير مكياجه منذ أن اسقط تستسله الزمني ليكون عاشرا وليس مربد 1969 والى اليوم.
أعتقد ان مربد هذا العام حاله حال المربد الذي سبقه والذي كان قد دعي إليه شاعرا دنماركيا لايعرفوا حتى اسم ابيه فكتبوا في الدعوات ( نيلسن الدنماركي ) وكان الاجدر بالهيئة التحضرية أن توازيه في فعله ووجوده مع الحدث المهم الذي يعيشه العراق ( بغداد عاصمة الثقافة 2013 ) فلم أر أو اسمع في أي من تلك الرسائل التلفازية الفقيرة للمهرجان أي تلاقح بين الحديثين ففي الوقت الذي كان فيه المسكين ( المربد ) يصدح بهجائيات كاظم الحجاج لواقع العيش ومرارته ، ويصفق لقصيدة عريان السيد خلف الشعبية .كان الحشد الثقافي / الوزاري يؤجج وينوه ويحشد الحضور لافتتاح معرض بغداد الدولي للكتاب الذي تزامن قصدا مع وقت المهرجان لتقاطع في قلب يوسف..!
عموما . أنها ملاحظات سريعة أدهشني فيها تلك الانتباهة الرائعة أن معظم الذي التقتهم الفضائيات تحدثوا أن المهرجان كان رائعا هذا العام بفضل استضافة المدعوين ولأول مرة في فندق شيراتون البصرة ..وكأن المربد الشيراتون فقط.................!
جميع التعليقات 1
Anna
حيّاك ...كل شيء قلته صحيح ..الاتحاد والوزارة آخر مؤسسة في العراق يقوم بالنهوض بالواقع الثقافي العراقي ..الا يستحون ؟