أكدت شركة برتش بتروليوم البريطانية العاملة في حقل الرميلة النفطي أمس الاثنين التزامها بتقديم الخدمات المجتمعية للمناطق النفطية التي تعمل فيها، وأوضحت: أن هذا التوجه يندرج ضمن بنود عقود الشركات النفطية الأجنبية مع العراق، في حين طالبت لجنة النفط
أكدت شركة برتش بتروليوم البريطانية العاملة في حقل الرميلة النفطي أمس الاثنين التزامها بتقديم الخدمات المجتمعية للمناطق النفطية التي تعمل فيها، وأوضحت: أن هذا التوجه يندرج ضمن بنود عقود الشركات النفطية الأجنبية مع العراق، في حين طالبت لجنة النفط والطاقة البرلمانية بضم منطقة الرميلة الى قضاء الزبير شددت على حاجة المنطقة الى خدمات صحية. وقال مدير هيئة تشغيل حقل الرميلة في شركة برتش بتروليوم مارك هامبورك في حديث لـ"المدى برس" خلال احتفالية أقيمت لافتتاح أول مركز صحي في منطقة الرميلة: إن الشركة التزمت بتقديم الخدمات الصحية لسكان المنطقة من خلال إنشاء مركز صحي مجهز بأحدث الأجهزة الطبية، مبينا: إن افتتاح المركز سيجعل العاملين في المنطقة يستغنون عن مراجعة المستشفيات الواقعة في مركز مدينة البصرة. وأوضح هامبورك أن الشركة ملتزمة بتقديم الخدمات الى المجتمع بموجب ما نصت عليه عقود الشركات النفطية مع العراق.
من جانبها دعت عضو لجنة النفط والطاقة النيابية فاطمة الزركاني في حديث لـ"المدى برس" الى ضم منطقة الرميلة إلى قضاء الزبير لتنال نصيبها من مشاريع الإعمار والتنمية وفق استحقاقاتها من حيث تعدادها السكاني، مشددة على ضرورة إصلاح الأضرار الناجمة عن عمليات الإنتاج النفطي فيها. وطالبت الزركاني بإنشاء مستشفى متكامل من دون الحاجة الى مستشفيات مركز المدينة في ظل الاهتمام بتنمية المجتمع وتقديم الخدمات له، مشيرة الى أن منطقة الرميلة تتعرض الى مناخ بيئي سيء جراء عمليات إنتاج النفط. وأكدت الزركاني أن المنطقة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من ستة آلاف نسمه بحاجة الى خدمات صحية اكبر من إنشاء مركز صحي.
بدوره قال مدير هيئة تشغيل الرميلة في شركة نفط الجنوب صلاح عبدالكريم في حديث لـ"المدى برس": إن الاتفاق يلزم الشركات الأجنبية بتقديم الخدمات للمناطق التي تعمل في مجال الإنتاج النفطي، موضحاً أن الأمر لا يقتصر على القطاع الصحي. وأوضح أن المركز الصحي الذي تم إنشاؤه في منطقة الرميلة هو مركز متكامل من حيث الخدمات والأجهزة الطبية الحديثة واستقبال الحالات الطارئة وتقديم العلاجات والفحص، مشيرا الى تهيئة 20 سيارة إسعاف تابعة الى الشركات النفطية العاملة في المنطقة استعدادا لأي طارئ صحي.
وأكد عبد الكريم وجود خمسة آلاف عامل في الشركات النفطية سيستفيدون من الخدمات الصحية التي يقدمها المركز.
وأبدى مسؤولون نفطيون عراقيون وأجانب خلال الندوة العلمية الدولية الأولى التي عقدتها شركة نفط الجنوب في البصرة، في (14 نيسان 2013)، حرصهم على الحد من التلوث الناجم عن الأعمال التي تقوم بها شركاتهم، مبينين أن وقف حرق الغاز المصاحب للعمليات الاستخراجية يتطلب وضع ستراتيجية مشتركة بين الجانبين العراقي والشركات العالمية، في حين أكدت دائرة البيئة أنها هيأت عشر محطات رصد متطورة لرصد التلوث الناجم عن الفعاليات النفطية المختلفة. ويعدّ حقل الرميلة النفطي ثالث اكبر حقل نفطي في العالم، والثاني من حيث الإنتاج النفطي، وتقع ضمنه أحياء سكنية أغلب ساكنيه يعملون في المجال النفطي إلا أن هذه الأحياء تفتقد الى وجود مشاريع عمرانية تندرج ضمن مشاريع إعمار المحافظة.
وتعدّ البصرة (590 كلم جنوب بغداد) من المحافظات النفطية الرئيسة، إذ يصل إنتاجها لأكثر من 70 بالمئة من نفط العراق، وقد خضع الجزء الأكبر من حقولها النفطية لجولات التراخيص الخاصة بالاستثمار وتطوير عمليات الإنتاج، إلا أن مناطقها النفطية تعاني من تلوث بيئي جراء انبعاث الغازات السامة وإحراق الغاز المصاحب للنفط، في حين يؤكد متخصصون في البيئة والصحة أن عدداً كبيراً من سكانها يعانون من أمراض، لاسيما السرطان والحساسية والربو، بسبب تلوث هوائها، إلا أن الجهات الرسمية تغض النظر عن تلك الإصابات.