TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > على مَن نلقي اللوم؟

على مَن نلقي اللوم؟

نشر في: 17 أكتوبر, 2012: 05:27 م

وضع منتخبنا الوطني لكرة القدم نفسه بموقف حرج بعد ان أهدى نظيره الاسترالي نقاط الفوز الثلاث في مباراة الجولة الخامسة لتصفيات كأس العالم المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 وخسرها بنتيجة (1-2) بآخر عشر دقائق.
الجميع اتفق على ان اُسود الرافدين لم يظهروا بالشكل اللائق بالمباراة ولم ينجحوا بتقديم الأداء الفني والمستوى المقنع الذي يدل على رغبتهم للفوز والخروج بنتيجة ايجابية تؤهلهم للوصول الى مركز الوصيف ، وان الفريقين كانا بوضع فني سيىء في الشوط الأول ولم يقنعوا مَن تابع المباراة بأنهما يستحقان التواجد في نهائيات كأس العالم في البرازيل مع خيرة منتخبات العالم.
الحصة الأولى كانت مملة وشهدت تراجع أداء عدد من اللاعبين المتكاسلين في معظم خطوط المنتخب الوطني ومنهم على سبيل المثال مثنى خالد وخلدون ابراهيم وسامال سعيد وحمادي احمد ونشأت اكرم.
يبدو ان روحية الفوز وطعمه غابت عن لاعبينا منذ مباريات عــدة وفقد اللاعبون  رغبتهم الحقيقية بالوصول الى أول انتصار لهم في التصفيات بقيادة المدرب البرازيلي زيكو ، ولا نعرف على مَن نلقي بلائمة الخسارة على إدارة الاتحاد ام على الملاك التدريبي بقيادة زيكو ام على اللاعبين الذين أوهمونا إنهم قادرون على تحقيق الفوز والوصول الى وضع أفضل بترتيب المجموعة الثانية في ظل الصراع القوي بين المنتخبات للوصول الى بطاقتي التأهل.
الاتحاد العراقي لكرة القدم يعمل بأسلوب مبهم ولا نعرف ما هي ستراتيجيته التي يعمل بها للوصول الى البرازيل خاصة وانه اختار إعداداً غير موفق للمنتخب قبل مباراة استراليا التي واجه فيها البرازيل في مباراة لم تكن مفيدة للاعبينا ، بل إنها كانت وبالاً عليهم لأنها انتهت بنتيجة كبيرة وبالوقت نفسه فضحت مستوياتهم الحقيقية خاصة، لأن لاعبينا افتقدوا لعقلية الاحتراف الحقيقية داخل الملعب، وكان على الاتحاد عدم الإنجرار وراء رغبات البعض التي كانت تتمنى ان تلتقي البرازيل بأي ثمن حتى على حساب خسارة مباراة استراليا ، وكنا نتمنى ان يتخذ المتعقلون من الاتحاد قراراً صائباً بخوض مباراة تجريبية أمام أوزبكستان بدلا من البرازيل لكي تكون الفائدة المرجوة من الإعداد أفضل في ظل تقارب اسلوب الفريقين.
اما مدرب منتخبنا البرازيلي زيكو فانه يعمل بشكل احترافي ويبحث عن مصلحته الخاصة وانه وظـَّف بنود عقده وفق مزاجه بعيداً عن مصلحة الآخرين ، إضافة الى انه عانى من تعقيد وضع الكرة العراقية في ظل تشابك الأمور من عدم وجود دوري عراقي مُنظـَّم، وكذلك قرار منع اللعب في ملاعب العراق إضافة الى فشله بالتعامل مع نفسية اغلب لاعبينا طوال فترة تعاقده .
لنعترف ان منتخبنا كان بأمس الحاجة الى خدمات لاعبين يجيدون الحلول الفردية ومنهم كرار جاسم وكذلك لاعب اربيل عمار عبد الحسين وزميله صالح سدير إضافة الى بعض الأسماء في خط الدفاع، لكن الأنانية وقصر النظر وعدم وجود لجنة فنية من الأسماء التدريبية الكبيرة تشرف وتقيــِّم عمل المدرب زيكو وتضعه في المسار الصحيح.
وهنا نشير الى أن الإعلام الرياضي وقف مسانداً للاعبي منتخبنا منذ انطلاق التصفيات الحاسمة من اجل تحقيق حلم الوصول الى المونديال برغم بعض التصريحات التي صدرت من الاتحاد العراقي لكرة القدم التي وصفت بعض زملاء المهنة بالمتصيدين بالماء العكر ، وكأن الاتحاد يعمل لمصلحة البلد والرياضة العراقية ، والإعلام الرياضي يقف حجر عثرة أمام طموحاته ، متناسين دوره الإيجابي والحيوي في صناعة الإنجاز الرياضي وكذلك دوره في تشخيص السلبيات التي يتطيـَّر منها البعض ويصفها بالاستهداف الشخصي لهم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جيوب نظيفة!!

العمود الثامن: بروتوكولات مقهى ريش

العمود الثامن: الفشل بامتياز

قناطر: كسل وغباء "رأس المال" العراقي

الديمقراطية..لا تصلح لشعب يحكمه فاسدون

العمود الثامن: القاهرة واستذكار بغداد

 علي حسين تقيم معظم البلدان متاحف لفنونها وحضارتها، ومتاحف اخرى تحتفظ فيها بكنوز الفن العالمي، لكي تذكّر الأجيال القادمة بالذين نثروا ألوانهم وأقاموا النصب المرمرية، لأن الذاكرة البشرية بحاجة إلى تذكّر ان التاريخ...
علي حسين

كلاكيت: عدي رشيد في «أناشيد آدم» سعي للنهوض بوعي المتلقي من أجل إثارة الأسئلة

 علاء المفرجي تأريخ السينما العراقية طويلا قياسا الى مثيلاتها باقي شعوب المنطقة، فالسينما العراقية لم تبدأ بالإنتاج إلا في منتصف الأربعينيات، ولم يكن الإنتاج الأول، إلا انتاجا مشتركا مع مصر، ولم تستطع منذ...
علاء المفرجي

المنظومة السلطوية في العراق والتغيير المطلوب

د. كاظم المقدادي (2-2)التغيير الجذري ضرورة اًنية وملحةمطلب التغيير الجذري والشامل للمنظومة السلطوية في العراق، الهادف لأقامة الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والعدالة الإجتماعية،الضامنة للحياة الحرة الكريمة والمستقبل الأفضل لكافة أبناء وبات شعبنا، دون...
د. كاظم المقدادي

الشُّعوبيَة والشّعبويَّة.. لكلٍّ زمنه

رشيد الخيون يعيد اِصطلاح "الشَّعبوبيَّة" اليوم إلى الأذهان الحركة "الشُّعوبيَّة" في الأمس البعيد، مع أنَّ كلاً له زمنه ودلالته، كلاهما منحوتان مِن "الشَّعب" و"الشُّعوب". نَعتَ البعضُ بالشَّعبويَّة الرئيسَ الأميركيّ دونالد ترامب، في حملته الانتخابيّة...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram