TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ليزر: للبرء أم للسقام؟

ليزر: للبرء أم للسقام؟

نشر في: 29 إبريل, 2013: 09:01 م

بعد تدمير العراق، إنسانا وأرضا وحضارة، ماضيا وحاضرا ومستقبلا بحجة إمتلاكه أسلحة دمار شامل يهدد البشرية (كذا) ويمحق  حيوات وأمن سكان الكرة الأرضية ( كذا 2).
بعد إشاعة الخراب والفوضى في تونس وليبيا ومصر  واليمن وسوريا.... والآتي أعظم. وبشتى الحجج. بعد التلويح بضرب إيران –قريبا– للحؤول دون امتلاكها أسلحة دمار شامل (تاني؟!). تجيء الأخبار العلمية الصاعقة عن أشعة الليزر.
ذاك الشعاع الرهيف الرحيم من خالص الضوء، الذي طالما كرس في المجالات الإنسانية، منذ اكتشافه عام  1960  ولحد الآن، في الطب، لرتق فتوق شبكية العين، في عمليات تقويم الأسنان، وقروح اللثة، في مداواة الجروح والقروح، في معالجة مرض البهاق الجلدي، في إزالة الشعر، في تفتيت الحصى في المرارة والمثانة والحالب، في التكنولوجيا الحديثة والأقراص المدمجة، في لحيم وفك أواصر الفلزات الثقيلة، في التعقيم، في تنشيط التربة، في تحفيز الكلوروفيل في النباتات عند غياب الشمس. في .. وفي، والقائمة تطول. تجيء لنا عربة الأخبار بنبأ ، تطلق عليه بعض وسائل الإعلام صفة (البشرى)!
ملخص البشرى: إن الشعاع الرهيف الذي كرس لأهداف إنسانية  سلمية ونبيلة، سيستخدم ويستغل  لصالح الأغراض الحربية العسكرية، الدفاعية والهجومية!! لن يكلف دافع الضرائب الأميركي إلا أقل القليل! فالحزمة الضوئية المستعملة، والتي بإمكانها أن تدمر طائرة (ات) وهي محلقة في الجو ، أو جاثمة في المرائب ، او بمقدورها تذويب السفن والبوارج، وهي راسية وهي ماخرة عباب اليم، كل ذلك لا يتجاوز كلفته الدولار الواحد -ليس في الرقم سهو-  عجايب، والأعجب، إن كلفة صاروخ توم كروز عابر القارات، تتجاوز العشرين مليون دولار.. أي نصر أميركي مؤزر!!
المعجزة، المفخرة في إستعمال الليزر في الأغراض العسكرية، الحربية، إن الأشعة الموجهة ضد أهدافها من سفن وطائرات ومنشآت. لا يمكن تفاديها، أو التصدي لها، إذ  لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولا سماع رعودها او جلجلتها حين إطلاقها، كما هو الحال في الصواريخ والقنابل وسائر المتفجرات.
يعني .. بالمختصر المفيد ، أن ليس بمقدور الربابنة او طواقم السفن والطائرات المستهدفة، تلمس وحشية هذا السلاح البتار او سماع ولو همس قرقعة او فرقعة، إلا بعد ان تكون السفينة او الطائرة قد ساحت كالزبدة فوق صفيح ساخن، ويصبح الطاقم والربابنة في خبر كان.    
هذا هو ما أجيز نشره وإذاعته، ويقينا، يقينا، ليس هذا آخر ما لدى مراكز الأبحاث الأميركية (!) المتطورة  من جديد مخبوء ليوم الحاجة. فماذا عند السادة حكام وحكماء وعلماء الدول المستضعفة؟ ماذا عن الشعوب الغلوبة على أمرها، التي يتقاتل سياسيوها على كرسي تهتز قوائمه ومسانده، خوفا وقلقا كلما مرت نسمة، او تسافعت ريح؟
ماذا عند المتكالبين على الفوزبقضمة من كيكة مسمومة مزينة بالعسل في قصعة من خالص الذهب مترعة بالدم غاصة بالأشلاء؟
ما  أكثر العبر يا  إلهي، ويا إلهي ما أقل الاعتبار؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram