الخرطوم/ الوكالات شبه مسؤول في الامم المتحدة جيش الرب للمقاومة الاوغندية ب"وحش يتحدث عنه الجميع لكن لم يره احد" مع تزايد الشائعات عن انتقال هذه الحركة المتمردة الى غرب السودان. ووسع جيش الرب للمقاومة الذي يعد احدى اشرس حركات التمرد في العالم واصدرت المحكمة الجنائية الدولية
مذكرة اعتقال ضد زعيمه جوزف كوني، منذ سنوات نطاق عملياته الى الكونغو الديموقراطية وافريقيا الوسطى وجنوب السودان. ففي جنوب السودان، هاجم مسلحو الحركة هذه السنة عددا من نقاط توزيع المساعدات الغذائية وقتلوا مئات المدنيين وخطفوا اطفالا واجبروا آلاف الاشخاص على النزوح في المنطقة الاستوائية الغربية. وسجل حادثان قد يكون تورط فيهما رجال جوزف كوني في الاسابيع الاخيرة في اقليم غرب بحر الغزال المجاور والمتاخم لافريقيا الوسطى ودارفور مما غذى التكهنات حول انتقال جيش الرب للمقاومة الى دارفور. ونسب جيش جنوب السودان الى جيش الرب للمقاومة مقتل اثنين من رجاله ثم هجوما الاسبوع الماضي تسبب في مقتل خمسة اشخاص على مخيم لنازحين من دارفور في غرب بحر الغزال. وقال حاكم غرب بحر الغزال مارك نيبوش "انه جيش الرب للمقاومة لقد اسروا 21 شخصا وتمكن الجنود من تحرير الاشخاص المخطوفين، مؤكدا انه تم التعرف على طريقة عمل حركة التمرد هذه المعروفة بخطفها فتيانا ونساء خلال هجماتها. واكد وزير الاعلام في جنوب السودان بول مايوم ان "عناصر من جيش الرب للمقاومة شوهدوا في غرب بحر الغزال. لا يفاجئني ان يكونوا واصلوا طريقهم الى جنوب دارفور". واوضح ان المتمردين الاوغنديين الملاحقين قد يكونوا لجأوا الى هذه المنطقة. ويجري البحث حاليا عن رجال جوزف كوني في جمهورية افريقيا الوسطى والكونغو الديموقراطية. وقال دبلوماسي غربي ان جيش الرب للمقاومة "توغل قليلا في غرب بحر الغزال"، لكن ليست هناك اي معلومات تؤكد وجودهم في دارفور. وصرح قائد الشرطة في المنطقة فاتح رحمن لوكالة فرانس برس "لا نملك اي معلومات تفيد ان جيش الرب للمقاومة موجود في جنوب دارفور". واكد مسؤول في بعثة السلام المختلطة التابعة للامم المتحدة وللاتحاد الافريقي في دارفور ان الحديث عن وجود جيش الرب للمقاومة في دارفور مثل الحديث عن "وحش يتحدث عنه الجميع لكن لم يره احد". وتملك هذه القوة عدة قواعد في دارفور لكن وجودها يقتصر على اقصى جنوب دارفور في منطقة متوغلة في غرب بحر الغزال وتصل الى افريقيا الوسطى. واضاف المسؤول في بعثة حفظ السلام "لا اقول ان جيش الرب للمقاومة لا وجود له في دارفور بل اننا لا نملك اي دليل على وجوده". من جهته، قال الخبير في الشؤون السودانية جيرار برونييه ان "جيش الرب للمقاومة هو +قتلة بلا حدود+ حاليا لكن يجب ان يتحرك هؤلاء في منطقة يعرفونها"، متسائلا "على صعيد الجغرافيا كيف سيعملون في دارفور؟". واضاف "يجب ان يكونوا مرتاحين قليلا في بيئتهم. عندما يذهبون الى جمهورية افريقيا الوسطى او الكونغو (اي في الغابات والاحراج) فهذا يشكل جزءا مما يعرفونه. لكن في دارفور كما على سطح القمر. لا اعتقد ان الامر صحيح". واتهم جيش جنوب السودان الذي يقيم علاقات متوترة مع الحكومة المركزية في الخرطوم، الحكومة السودانية بدعم جيش الرب للمقاومة ليتمركز في دارفور. وهي اتهامات لا تأخذها السلطات السودانية على محمل الجد. على الصعيد نفسه حذر المفوض الاوروبي للتنمية كارل دو غوشت ان "تاثير القاعدة يتزايد في الصومال"، محذرا من انها قد تصبح قريبا "افغانستان جديدة". وتقول التقارير ان الصومال على وشك ان تشكل جبهة جديدة لما يسمى "الجهاد العالمي"؟ حيث تكثر الاشارات المنذرة التي تذكر مع ذلك بأن القرن الافريقي كان في التسعينات ميدانا يصعب على القاعدة ولوجه. وخلال زيارة هذا الاسبوع الى لندن، قال رئيس الوزراء الصومالي عمر عبد الرشيد شرمركي ان بلاده اصبحت "ملاذا" للحركات الاسلامية المتطرفة. واضاف "انهم يتدربون ويعدون لتنفيذ عملياتهم على اراضينا. الصومال تشكل بالنسبة لهم مكانا مثاليا للتجمع واعادة الانتشار". ولا شك ان تاثير القاعدة يتزايد في الصومال مع مخاطر زيادة "تدويل" النزاع، وهي مخاوف عبر عنها "المعهد الاستراتيجي للسياسة الجنوبية" في تقريره الاخير. ويقول المعهد ان هناك "اتجاها لتحويل الصومال الى ارض لمعركة الجهاد" في حين اعلنت حركة الشباب المجاهدين الذين يقاتلون الحكومة الانتقالية الآيلة الى الانهيار، ولاءها "للشيخ المجاهد" اسامة بن لادن. ويقاتل مئات من المتطوعين الاجانب وبينهم العديد من الصوماليين المقيمين في الخارج الى جانب الشباب ويستخدمون وسائل قتالية استخدمت في العراق كالعمليات الانتحارية والعبوات المفخخة. لكن القاعدة فشلت في التمركز في الصومال في سنتي 1993 و1994 وتجميع الاسلاميين المحليين الذين كانوا يقاتلون جنود الامم المتحدة المنتشرين في هذا البلد.
الامم المتحدة " تشبه " دارفور بالملاذ الامن لجيش الرب
نشر في: 30 أكتوبر, 2009: 06:19 م