تعددت خنادق النار المستعرة في ساحة انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ترقباً لساعة الصفرعند الخامسة من فجر اليوم الخميس التي ستعلن بعد منافسة مفصلية في تأريخ الصراع الخليجي – الخليجي عن هوية الرئيس الجديد لتنفيذية أكبر قارة في العالم يقود الاتحاد لمدة 18 شهراً ستكون حافلة بروزنامة عمل كبير لتطوير الكرة في آسيا بالرغم من المصاعب التي سترافق الرئيس المنتخب وحجم المسؤولية المراد تنفيذ واجباتها بحيادية تامة من دون القفز على حقوق من وقف بالضد من التصويت له!
وفي ظل ماكنة الحرب الإعلامية التي سبقت يوم الانتخاب بأشهر عدة ، لم يسلم الصوت العراقي الممثل برئيس اتحاد الكرة ناجح حمود من (القيل والقال) في المزاد المفتوح على ألسنة بعض المروجين لهذا المرشح أو ذاك وفق حسابات مدروسة تعتقد أن الأزمة العراقية تتأرجح على حبال ضعيفة تدفعها رياح الحظر الدولي على ملاعب بغداد يميناً وشمالاً وبحاجة الى الاستقرار النهائي بعدما كشفت ظروف التباري في بغداد وبقية المحافظات عن سلامة الأجواء المحيطة بالملاعب والتعامل الحضاري لجمهورنا الحريص على نجاح أي نشاط يرتبط بسمعة اللعبة عربياً وقارياً ودولياً.
لا شك ان الموقف العراقي ينبغي ان يكون واضحاً وقوياً ولا يميل الى المخاتلات أو الخشية من مواجهة الآخرين مهما كان ثقلهم والجهات الداعمة لهم ، ينبغي ان يكون صوتاً مسموعاً يجاهر به من دون تردد لانه مرتبط بمصلحة وطن وليس بعلاقة اشخاص يتخاصمون اليوم في كوالالمبور ويتبادلون ضحكات التسامر غداً وكأن شيئاً لم يحصل وتتبدد كل غيوم الحرب والضغينة والخصام ، فالعراق طوال تاريخه كان اللاعب الرئيس في توحيد صفوف العرب ونبذ التعصب بشأن مسائل عابرة مع الزمن لا ترتقي الى قوة الموقف في حينه ، ولهذا نأمل أن تكون إرادة ناجح حمود المستقلة في قول صوت العراق متوافقة مع من ينتصر لقضيتنا أولاً وهي قضية كل العرب مثلما نشعر فغياب بغداد عن تضييف الاحداث الكروية لأكثر من عقدين من الزمن أصبح أمراً مرهقاً لذاكرة الجمهور الرياضي الصابر على الصمت العربي والطامح لمبادرة شجاعة تحث (فيفا) على رفع الحظر بأسرع وقت.
التصرّف الوحيد الذي لا يُسأل على تبعاته حمود هو أعطاء صوت العراق الى مرشح توافقي إذا ما توصل الاماراتي يوسف السركال والبحريني سلمان بن ابراهيم الى سلام نهائي يذيب جليد التحضير الانتخابي ويصبح للعرب مرشح واحد امام التايلاندي واراوي ماكودي ، أما غير ذلك لا يمكن لأي عراقي منصف ان يقبل بخضوع صوتنا الى التجاذبات والتأثيرات التي يقودها مسؤول عربي خارج خيمة الاتحاد القاري بحجة تصفية (حساب قديم) في وقت شهدنا الموت السريري لاتحاد غرب آسيا بعد ان عجز عن تقريب وجهات النظر بين الاعضاء الاربعة عشر المنضوين تحت لوائه تاركاً الصولجان لغيره يدير اللعبة كما يشاء.
ولن يكون الصوت العراقي مختلفاً على المرشح القطري حسن الذوادي للحصول على مقعد تنفيذية الاتحاد الدولي لكرة القدم حتى عام 2017 بعدما اثبت كفاءة وحضوراً عاليي المستوى في المحافل الدولية العام الماضي ونجاحه في حصول برنامج قطر المونديالي 2022 على قرار تنظيم البطولة في انجاز تاريخي للعرب ، وخططه الناجعة كما تبدو لخدمة آسيا التي اشار اليها في حملته الانتخابية ، بينما استطمع منافسه البحريني سلمان بن ابراهيم بالمقعد ذاته اضافة الى رغبته في تولي رئاسة الاتحاد الآسيوي في رسالة واضحة لقطع الطريق عن ممثل قطري جديد للتواجد ضمن التنفيذية الدولية بعد اقصاء محمد بن همام في قضية رشا واعتزاله العمل الإداري الرياضي.
الاستثناء الغريب في انتخابات كوالالمبور هو دفع المرشح السعودي د.حافظ الدملج على اساس تقريب وجهات النظر مع السركال وابن ابراهيم والسعي لوأد أية اختلافات بينهما ورغبته في الانسحاب بسهولة اذا ما توصلا الى حل يرضي الجميع ويوحد صفوف العرب ، لكن الايام المتوالية كشفت عن الوجه الآخر لمغزى ترشح المِدلج وإفراطه بالتلويح عن سحب ترشيحه في أية لحظة حيث خرج الرئيس العام للرعاية والشباب السعودي نواف بن فيصل عبر برنامج (صدى الملاعب) من قناة ( mbc ) معلناً بأن قيادة الاتحاد الآسيوي 2015 - 2019 ستكون سعودية بعد ان ظلت سنين طوالاً بعيدة عن صنع القرار في أكبر اتحاد قاري ، وكأن نواف تناغم واستجاب لفحوى نقدنا في مصارحتنا "وا أسفاه (لوبي) الخليج" يوم 20 آذار الماضي بقولنا " اشارة الانسحاب التي بدرت من المِدلج تنازلاً للسركال تعني فراغ الترشح السعودي من الهدف في محاولة لزيادة الضغط على ابن البحرين ليس إلا ، وهي اشارة لا تليق بمكانة الاتحاد السعودي الذي عرفناه قائداً خليجياً في شؤون الكرة منذ زمن الراحل فيصل بن فهد ولم يكن يوماً تابعاً أو لاعب احتياط "!
ومضة : كرة ملعب (الشعب) تتحين رئيس آسيا الجديد ليركلها الى شباك (فيفا).